بقلم :
لعل الحال المائل في بلادنا العربية على مختلف الصعد لا يختلف كثيرا عن حال النخب على اختلاف مسمياتها حيث الفوضى وغياب الرؤية ،وضبابية المواقف ، وضعف التحليل المنطقي والمستند إلى مبررات المنطق والواقع .
فالنخب السياسية تتصارع وتتخبط فيما بينهما فيما لا طائل من ورائه، وتسمع منها جعجعة دون أن ترى طحنا ، وكثيرا منها منفصل عن الواقع الذي تعيش فيه بشعاراتها الفضفاضة ، ونقاشاتها السفسطائية غير القابلة للتطبيق، وبرامجها الهشة التنظيرية وخطاباتها الرنانة ، ومن الأمثلة على ذلك ما تراه من نقاشات النواب حول مختلف القضايا ، فلم يتغير الخطاب منذ ما يقرب من ثلاثين عاما ، والحال في تراجع مستمر .
أما النخب الدينية فهي في عالم آخر تعيش على أمل أن يأتي الحل من السماء دون أن تأخذ بالأسباب التي أمرت بها وفق استطاعتها وقدرتها ، وهي في خلافاتها الفقهية التي لا تنتهي وفي قضايا تحتمل التأجيل كونها من الترف الفكري الذي لا يمس جوهر فكرها وعقيدتها ، وكذلك النخب الإعلامية ما زالت تعيش فتات ما ترمي به وكالات الأنباء العالمية ، ولم تقدم شيئا يذكر لصالح القضايا المصيرية التي تتطلبها دقة المرحلة وخطورتها ، ومن يتابع النخب الإعلامية يلحظ حجم الخلاف والاختلاف حول مختلف المسائل التي يفترض أن تكون من أبجديات العمل الإعلامي الهادف .
ولا يختلف حال النخب العلمية والفكرية كثيرا عن حال مثيلاتها من النخب السياسية والدينية والإعلامية ، فلم تقدم حلولا علمية للمعضلات والمشكلات المجتمعية ، وغالب تفكيرها يتمحور حول مصالحها مما يعني بالتأكيد استمرار الواقع المؤلم .
فالفوضى أن تعيشها النخب في بلادنا تحديدا ، وفي البلاد العربية عموما هي نتاج سنوات من التيه والضياع ، ولا لوم على عامة الناس أن يختلفوا في مواقع التواصل وفي المجالس حول أبسط القضايا ، فإذا كانت النخب لم تعرف طريقها ، فلا يتوقع ذلك من عامة الناس ، وعلى رأي الشاعر: لا يصلح القوم فوضى لا سراه لهم ولا سراه لهم إذ جهالهم سادوا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا