بقلم : أ. عمار البوايزة
معارضة لقصيدة الشاعر الكبير سعادة الأستاذ محمد الشروش "أوجاعٌ جنوبية"
أنا الجَنــوبُ أسَـــــىً إن كُنتَ تَعـــرفُنـــــي ... كالليثِ في عَــرَضِ الصَّحــــراء أضطجـــعُ
أنا المُعنَّـــى وليــــلُ الأمــسِ يشهَــــدُ لي ... يا كاتِــبَ الأمــــسِ إنَّ الأمـــسَ يُرتَجَــــعُ
أنا المَنـــــــونُ وصَيـحَتُـــــــهُ وصَفـحَتُـــــــهُ ... ما دامَ مـــائــــــيَ ورَّادوهُ ما هَجـعــــــــوا
أنا المُعــــانــاةُ والجَمْــــــراتُ مُــذْ وُلِـــــدَتْ ... هَـــذي الحَيـــــاةُ ودبَّ الجـــوعُ والفَــــزعُ
المَجــــدُ يَسكُــــنُ عنـــدي كُـلَّ خافـقــــةٍ ... والنَّـــــارُ تَعشَقُنـــي والهَــــــمُّ والوَجَــــعُ
أنا الجَنــــــوبُ ومَـن آهـــــاتيَ انبَــزغَــــتْ ... شَمــــسٌ تُطِــــلُّ على الدُّنيـــا وتَتَّسِـــعُ
أســــيرُ في تَعَــــبٍ والجُــــــوعُ يَقتُـلُنـــي ... والـــدَّاءُ والبُـــؤسُ والتَّشــــريدُ والهَـلَـــــعُ
وأُقَلِّـــــبُ الدُّنيـــــــا والليــــــلُ يَعصُــــرني ... أشكــو كما تَشكــو من أحــــزانِها الرُّقَـــعُ
قَــدْ طـــالَ ليـلي ، وليلي قَـدْ طـوى زمَنــاً ... يا حَســرَةَ القَـلــبِ كيفَ الفَـــرحُ يُنتَــزعُ؟!
أنا الجَنــــوبُ وبعضُ السَّــرو من عَــرَقـــي ... يا هَبَّــــةَ السَّــــروِ حينَ الرِّيـــــحُ تَقتَلِـــعُ
يا امَّــةَ الأرضِ كَـمْ في الأرضِ من وجَـــــعٍ ... يَغلـــي لهُ الــــدَّمُ أو يَربــى بــهِ الفَـــــزَعُ
قُـــدِّي لي الــدَّربُ إنَّ العُمــــرَ في كَـــــدَرٍ ... كَمَـــا المَفَـــــارقُ إذْ بالشَّيـــبِ تَرتَفِـــــعُ
أنا الغَـــريبُ الـذي ما جَـــــفَّ مَـــدمَعُـــــهُ ... يا غُـربَةَ الـــدَّارِ هَلْ في الــدَّارِ مُستَمِـعُ؟!
أنا الجَنـــــوبُ عَــــريـقٌ في حَضـــــارتِــهِ ... مِنْ سالِـــفِ الدَّهــــرِ والآبـــــادِ مُـنـــزَرعُ
أنا الجَنـــــوبُ عَـــزيــزٌ كالشِّتــــــاءِ وبـــي ... عَــــــزمٌ يُفتِّـــتُ من إعصــــارهِ الجَــــــزعُ
تَشتَــاقُ لي الخَيـــلُ إنْ أرخَتْ جـدائلهـــا ... والثَّـــــائـــراتُ إلى زِنـــــــدَيَ تَنــــدَفــــعُ
أنا الحُســــــينُ وعبــــداللهِ والـــوطَـــــــنُ ... صِيـــــــدٌ خُلِقنــا ومِنَّـا العِـــــــزُّ يُرتَضَـــــعُ
في الضِّيــــقِ لا نسـألِ الأيــامَ مرحَمَـــــةً ... نَقوى على الضِّيـقِ حتى الضِّيق ينقشعُ
لَسنـــــا نُعَـــــلِّلُ بالآمــــــــالِ أنفُسَنـــــا ... نلقـــى المنـيَّـــــــةَ لا نُبقـــــي ولا نَـــدَعُ
أنا الجَنــــوبُ وهَـــذي الأرضُ لي وطــــنٌ ... لا عــاشَ مَنْ بتـــرابِ الأرضِ قَدْ طمعــــوا
...
ammar2015.abba@hotmail.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا