حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29218

طاعون الارهاب بين الحقائق والارقام

طاعون الارهاب بين الحقائق والارقام

طاعون الارهاب بين الحقائق والارقام

02-01-2017 04:35 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور عادل محمد القطاونة
من 3000 قتيل في العام 2000 الى ما يقارب 30000 قتيل في العام 2015، ومن ارهاب مبتور الى ارهاب مأجور، ومن ارهاب وضيع الى ارهاب رفيع، ومن ابداع ارهابي الى آخر تكفيري، وبين جملة من الأفكار الموجودة والمطروحة، وبين ثنايا العمليات الارهابية يتساءل الكثيرون عن حقيقة الفكر الارهابي الذي بات التفكير الاكثر تعقيداً، الأكثر تهديداً، الأكثر اختراقاً في نسيج الدول المختلفة، وهل بات طاعون الارهاب من أكثر الامراض فتكاً في البشرية!

وفقا لتقرير دولي صدر عام 2014 فقد حصد الارهاب نحو 32700 شخصا في جميع أنحاء العالم، وهو ضعف عدد ضحايا الإرهاب في عام 2013 الذي تجاوز ال65000 شخص! وقد اشار التقرير الدولي الى إن معظم ضحايا الإرهاب هم من سكان دول الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تشكل أعداد الضحايا في كل من العراق وسوريا ونيجيريا وباكستان وأفغانستان ثلاثة أرباع مجموع ضحايا الإرهاب في العالم. وكان العراق البلد الأكثر تضررا، حيث قتل 9929 شخصا جراء عمليات إرهابية، ويعاني العراق أعلى عدد من الهجمات وأكبر عدد من القتلى جراء عمليات إرهابية يسجل في اي دولة على الإطلاق حسب الدراسة.

بالعودة في الزمن وتحديداً العام 2001 وأكثر تحديداً الى ليلة يوم الثلاثاء الموافق 20 سبتمبر 2001 بعد احداث 11 سبتمبر من العام نفسه والتي ادت الى سقوط 2973 شخص في الولايات المتحدة الامريكية حيث انطلقت الحملة على الارهاب حيث خاطب الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش اعضاء الكونغرس الامريكي قائلاً:
"حربنا على الإرهاب تبدأ بالقاعدة، لكنها لا تنتهي عندها" معلناً بدء الحملة الدولية على الارهاب في العالم، واليوم وبعد 16 عاماً من بدء الحملة الدولية ضد الارهاب ومع بداية العام 2017 يتساءل البعض، هل اصبح العالم أكثر أمناٌ؟ هل حقق التحالف الدولي ضد الارهاب اهدافه؟

تشير الارقام والإحصائيات التي نشرها مؤشر الارهاب الدولي الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، إلى ارتفاع عدد قتلى العمليات الإرهابية بتسعة أضعاف منذ بداية القرن الحالي. ففي الوقت الذي حصد فيه الإرهاب أرواح 3329 شخصا سنة 2000، ارتفع هذا الرقم عام 2014 إلى 32685، في أعلى مستوى له منذ 15 سنة. وعرف عدد العمليات الإرهابية بدوره ارتفاعاً صارخاً، ففي الوقت الذي لم يتجاوز عددها عتبة 2000 هجمة مع بداية 2000، اقترب من حاجز ال14000 هجمة في سنة 2014.

بلغ عدد ضحايا الإرهاب العام 2015 نحو 29 ألفا و376 شخصا، أي أقل بثلاثة آلاف و338 عن عدد الضحايا في 2014 وحتى اللحظة لم تصدر التقارير الرسمية عن عدد الاشخاص الذي ذهبوا ضحية للعمليات الارهابية للعام 2016 والتي كان آخرها في مدينة اسطنبول التي ذهب ضحيتها 39 مدنياً، وبغداد التي تسبب اخر انفجار في اخر يوم من العام 2016 بسقوط أكثر من 30 مدنيا، وقبلها بأسابيع كان الارهاب يضرب كلاُ من الاردن والمانيا وبأساليب وتقنيات مختلفة!!

لقد ايقن العالم الآن وأكثر من أي وقت مضى ان الارهاب بات أكثر خطراً من أي وقت مضى، وان العالم اصبح أقل أمناً، فالإرهاب وصل المسجد والكنيسة، المطعم والفندق، الشارع والممر، الطائرات والقطارات، المحلات والمولات، المقاهي والملاهي وأن جميع الوسائل القانونية وغير القانونية، الدولية المعلنة وغير المعلنة عجزت في كبح جماح الجماعات الارهابية، وان المعلومات الاستخباراتية لم تستطع في كثير من المرات من تدارك الخطر قبل وقوعه!

أخيراً وليس آخراً بات على حكومات الدول المختلفة دراسة أنظمتها المعلوماتية والاستخباراتية بشكل أكثر دقة، وبشكل أكثر حرفية، واستشعار الخطر قبل وقوعه، كما بات العالم بحاجة أكثر الى زيادة التواصل المعلوماتي وربط الاحداث في ما بينها فالإرهاب ليس وليد الصدفة فهو ذا نزعة دينية تارة وذا نزعة سياسية تارة اخرى، او كهدف إيديولوجي في مرات عديدة، وبات الارهاب يتنقل من منطقة لأخرى كانتشار السرطان في الجسم،

من هنا فان حكومات محترفة تدير العمل بحنكة وتحكم قبضتها على الامن السياسي والاجتماعي، المعيشي والوظيفي، الاقتصادي والفكري، الثقافي والسكني عبر قرارات جريئة متزنة ترى في المواطن الشريك الاستراتيجي في المعلومات، ترى في المواطن القاعدة الأقوى في الوطن، وعبر وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والتخلص من المجاملات والمزايدات، ومن خلال اعادة التأهيل والتدريب ورفع المستوى الفكري والذهني لأفراد الأمن والمخابرات، عندها يمكن للدول اعادة نشر الاوراق بينها وبين الارهاب عبر فرض الورقة الاقوى ليصبح العالم أكثر أمناً.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29218
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم