حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25725

احداث الكرك وجلد الذات

احداث الكرك وجلد الذات

احداث الكرك وجلد الذات

31-12-2016 04:20 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

الاحداث الأخيرة في الكرك التي اسفرت عن استشهاد واصابة عدد من ابطال اجهزتنا الأمنية ، وبعض المواطنين ، ثم تم الاجهاز على المجموعة الارهابية التي قامت بهذا الفعلة الخسيسة ، عملية غادرة استهدفت الوطن وحماته ، تُسجّل فقط في سفر الخيانة الأسود ، ولا اجد لها موضعا احقر من هذا السجل .

الكرك كما اسموها السلف ، مدينة النضال والبطولة منذ قرون ، فعلى صخرة صمودها ورباطة جأش اهلها ، تحطمت امبراطوريات ودول وجيوش على اعتابها ، فمن عهد الرومان الذين قاتلهم قادة عظام في معركة مؤتة ، ثلاثة منهم نالوا الشهادة ، وهم رقود اليوم في بلدة المزار التي تتشرف بوجودهم في ثراها الطهور .

الصليبيون الغزاة في وقت متأخر استطاعوا ان يحتلوها وبنوا على قمتها قلعتها الحصينة ، لكن البطل صلاح الدين استطاع ان يحررها ويطهرها من رجسهم ، وظلت هذه القلعة الشامخة مرفوعة الرأس تحكي تاريخها الحافل ، الى ان جاءت الفئة الضالة قبل ايام ، تسللت الى اروقتها وجنباتها ، وراحت تطلق النار عشوائيا على اي هدف متحرك .

اهل الكرك وزعماؤها المناضلون على مر التاريخ ، يفهمون انهم في جهاد الى يوم الدين ، ذودا عن حياض مدينتهم ، سواء كان العدو قادما من الخارج ، ام ارهابيا متسللا من جحور الاختباء .
نحن ندرك ان الارهاب لا دين له ، ولا جنسية ولا ضمير، هم اشبه بخفافيش الظلام ، اساءوا للدين الذين يلبسون عباءته زورا وبهتانا ، اساءوا للعروبة التي تحتقر الغدر والخيانة ، فلا يوجد بلد في الدنيا ، ولا دولة في العالم محصنة من الارهاب .


نحن في الاردن عانينا من الارهاب كما هو معروف ، وما زلنا نذكر تفجيرات الفنادق من سنوات قليلة مضت ، وموقع الركبان ، ومكتب مخابرات البقعة ، واخيرا قلعة الكرك وبلدة قريفلّة .
ثمة من يسأل هل احداث الكرك هي آخر عملية ارهابية ، طبعا لا أحد يستطيع ان يجيب بالإثبات او النفي ، لذلك وجب علينا ان نستخلص العبر ، ونبقى على قدر كبير من الحيطة والحذر ، وهذا ما يدفعنا ، بان يكون كل مواطن رديفا وعونا للعيون الساهرة وليس بديلا عنها ، اجهزتنا الأمنية الباسلة ، هؤلاء الرجال الرجال تم اعدادهم وتجهيزهم للقيام بمثل هذه الواجبات بل والاشد منها ، ولا يغيب عن بالنا ان العدو قبل الصديق شهد لقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية ، بأنها الأصلب عودا ، والأفضل تدريبا ، وتتمتع بكفاءة عالية وحرفية نادرة .


بقي ان اشير الى مسألة غاية في الأهمية وهي عدم الاصغاء للشائعات المغرضة ، وما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من تفاهات وسخافات لا تمت للحقيقة بصلة ، اضف الى ذلك عدم المزاودة على اجهزتنا الأمنية ، وكذلك عدم التشكيك في قدراتها ، بعض الذين ظهروا على شاشات القنوات المحلية ، من اعطاهم الحق ليسيئوا للوطن ورموزه واغتيال الشخصية ،سواء كان ذلك عن حُسن نية او عن سوءها ، اعتقد انه حان الوقت الآن واكثر من اي وقت مضى ، التوقف عن هذه التصرفات غير المسئولة ، والتوقف عن جلد الذات ، لأن المطلوب هو الإلتفاف حول العرش الهاشمي الذي ثبت انه صمام الأمان ، وان نوطد اواصر وقواعد وحدتنا الوطنية ، مع مزيد من الدعم والمساندة لقواتنا المسلحة ، واجهزتنا الأمنية بلا حدود ، من اجل اردن عصي على الارهاب والارهابيين ، ليظل ويبقى على الدوام بلد الأمن والأمان ، فالاردن يستحق منا جميعا الوقوف معه في كل الأحوال ، وفي كل الظروف ، ويستحق ان نضحي من اجله .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25725
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم