26-12-2016 03:32 PM
بقلم :
نحن في الاردن من اشد الناس كرها للارهاب والارهابيين ، وعانينا اكثر من مرة من افعالهم الشائنة ، وندرك انه لا توجد دولة في الدنيا محصنة من الارهاب ، فنحن ندرك انه ليس للارهاب دين ولا جنسية ولا ضمير ولا اخلاق ولا رحمة .
اقول على الرغم من كرهنا وشجبنا واستنكارنا ومحاربتنا للارهاب بكل ما اوتينا من قوة ، فإنني اجد نوعا آخر من الارهاب الفكري ، من اصحاب الفكر الظلامي ، الذين يسعون الى اثارة الفتن والضغائن داخل المجتمع الواحد ، كلما دق الكوز في الجرة ، وبمناسبة وبغير مناسبة ، وصفنا المجموعة الارهابية بالفئة الضالة ، أذن ماذا نسمي فئة الفتنة وموقظيها ؟ اليست ضالة مثلهم ، الارهابي بات مكشوفا ومعروفا لأنه يحاربنا ويطلق النار علينا ، ويستهدف امننا واستقرارنا ، في حين ان رموز الفتنة هم مختفون تحت جلود نجسة ، ونفسيات مريضة ، يتظاهرون بحبهم للوطن وقيادته ، ويدعون انهم الاكثر ولاء واخلاصا وانتماء ، وفي نفس الوقت تجدهم يبثون سمومهم القاتلة ، سموم الفتنة ، سموم الحقد الذي يملأ قلوبهم المسودة ، الغباء يعمي عيونهم عن الاخطار التي تحيق بنا في محيطنا العربي والاقليمي ، ولا يدركون ان اعداء الوطن والأمة يتربصون بنا الدوائر ، من ساعة تفجيرات الفنادق قبل سنوات ، وفي الركبان على الحدود الاردنية السورية ، وفي مكتب مخابرات البقعة ، واخيرا في الكرك وقرية قريفلا .
اسأل نفسي ما مصلحة ابن البلد في اثارة الفتنة او ايقاظها ، الم يخطر بباله الحديث الشريف عن رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم ( الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ) ، هل يقبل هذا المواطن ان يكون ملعونا اي مطرودا من رحمة الله ، هل يقبل الأذى لوطنه وابناء وطنه ، الا يعلم ان الوطن اشبه بسفينة اذا تم خرقها ، يصبح الكل مهددا بالهلاك والغرق !! وللعلم هؤلاء ليسوا من شريحة واحدة ، بل هم من حثالات كل شرائح المجتمع .
من خلال متابعاتي لمواقع التواصل الاجتماعي تجد شخصا يكتب جملة ربما لا يلقي لها بالا ، ربما يقصد ( نكتة ) تمس شريحة من شرائح المجتمع ، فتنهال التعليقات من كل حدب وصوب ، بعضها يشرّق وبعضها يغرّب ، تعليقات تشم رائحتها النتنة التي تزكم الأنوف ، تعليقات تمس وحدتنا الوطنية ، طيب هذا اذا كان الكلام قد خرج عشوائيا دونما قصد ، فما بالكم اذا كان الكلام صادرا عن نوايا خبيثة ، تستهدف النيل من شريحة او شرائح مجتمعنا التي هي في مجموعها مكونات النسيج الوطني العام ، بالامس قرأت تعليقا على قول كتبته احدى بنات مجتمعنا تقول : لا يمكن ان نقبل بأي شكل من الاشكال اي انسان ( يئزي) الوطن ، فقامت الدنيا ولم تقعد ، وهات يا تعليقات سمجة مثل كاتبيها ، ما هذه التفاهة ، ما هذا الانحطاط الاخلاقي ؟ هل كفرت هذه المواطنة التي قالت ( يئزي) يعني لو قالت يؤذي دخلت الجنة ، اما كون لهجتها على هذا النحو فهي للنار !! مجتمعنا فيها لهجات متعددة ، ما الغريب في ذلك ، لعلمكم ثمة كتاب يعتبرون انفسهم من المشهورين ، يستخفون دمهم ويكتبون في صحفنا اليومية عبارات من هذا القبيل بنية خبيثة .
اعتقد انه حان الوقت ، ان نرتقي بافكارنا واخلاقنا عن التفاهات والابتعاد عن الترهات ، واثارة النعرات الجهوية والاقليمية ، والابتعاد عن بث روح الفتنة بين ابناء الشعب الواحد .
في سياق متصل الفئة التي تبث الشائعات المغرضة ، وكذلك المشككون في قدرات قوات الامن والدرك والمخابرات ، ويظهرون على شاشات بعض القنوات المحلية الخاصة ، يزاودون عليهم ، وينصبون من انفسهم خبراء في الامن الوطني والقومي والدولي ،وهم اشبه بالطبول الجوفاء ،مجرد ظواهر صوتية ، هؤلاء الذين لا يجيدون سوى الادعاءات والزعم انهم هم الوحيدون الذين يفهمون في فنون الحرب والطعان ، فنون الاقتحامات وفنون الالتحام والتطهير وتدمير العدو والقضاء على الارهابيين في رمشة عين .. عيب ، اعرفوا حجمكم الطبيعي ، اعتقد انه من الافضل ان تتركوا لرجال الامن والدرك والمخابرات القيام بواجبهم فهم الاكفأ وهم الأعلم وهم الأدرى في هذا الشأن فهو اختصاصهم ، لأنهم تدربوا عليه تدريبات عنيفة ومتواصلة ، حتى اصبحوا على هذا القدر من الحرفية والكفاءة ، هذا شأنهم وليس شأنكم .
حمى الله الاردن وطنا وقيادة وشعبا من الارهاب والارهابيين ، من داخل الوطن وخارجه ، ومن مثيري الفتن ، ومروجي الاشاعات ، والمدّعين من ذوي الذمم المريضة والعقول الصغيرة .
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا