بقلم :

قادتني الصدفة الى التواجد في الكرك الشماء أثناء الاعتداء الآثم الذي قامت به فئة ضالة من الإرهابيين، اختبأوا في قلعة الكرك. ومع أنني على قناعة أنه لا يوجد بلد في الدنيا محصن من الإرهاب، فإنني ما أزال مقتنعا كل الاقتناع أن الأردن هو بلد الأمن والأمان، وسيبقى بمشيئة الله على هذه الحال.
أبناء الكرك كانوا غاضبين يريدون الانقضاض على الإرهابيين ولو بصدورهم العارية. إلا أن رجال الأمن حالوا دون إقدامهم على ما قد يعرض حياتهم للأخطار، ولا سيما أن الإرهابيين كانوا فتحوا نيران أسلحتهم في كل الاتجاهات بشكل عشوائي، وحتى السائحة الكندية لم تسلم من رصاصهم الغادر.
من المعروف عن أهل الكرك الشجاعة والكرم والإقدام. والمدينة منذ القدم معتادة على الكفاح والنضال والتحرر، ومحاربة الدخيل مهما كانت دوافعه ومن أي جهة جاء.
في سياق متصل، لا يفوتنا أننا محاطون بالإرهاب والعنف من كل جانب. وأجهزة الدولة بشكل عام، والأجهزة الأمنية والعسكرية بشكل خاص، واعية لهذه المسألة المهمة. ونحن كشعب نتغنى ومن حقنا أن نتغنى بمقولة أن الأردن هو بلد الأمن والأمان. بل وحتى الدول الأخرى، القريبة منا والبعيدة، تردد هذه المقولة، لأن الواقع الملموس شاهد على هذا الوضع كحقيقة ناصعة لا خلاف عليها. لكن مع هذا، تظل اليقظة الدائمة والحذر الكامل مطلوبين بشكل مستمر.
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: من هو صاحب المصلحة في زعزعة الأمن في الإقليم، بما فيه الأردن الذي هو الأحسن حالا؟ باعتقادي ان الدوائر الصهيونية وأطراف إقليمية، وجماعات الإرهاب التي تسرح وتمرح في سورية والعراق واليمن وليبيا وفي مقدمتها "داعش"، هؤلاء جميعا لهم مصلحة أو بالأحرى مصالح في إثارة الإرهاب وزعزعة أمن دول الاقليم الواحدة تلو الأخرى.
الإرهاب فوق أخطاره المباشرة، له تداعيات سلبية سياسية واقتصادية واجتماعية ولوجستية، فهو الخطر الأعظم الذي يداهم الإقليم. والوحدة الوطنية الرصينة على مستوى القطر الواحد، كما وحدة مصالح الشعوب العربية وتوحيد صفوفها وكلمتها، كفيلتان بردع هذه المخططات الشيطانية التي تُحاك للوطن العربي بأكمله كل حسب دوره على القائمة.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا