حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20959

من ذاكرة ابو عوجة السياسية

من ذاكرة ابو عوجة السياسية

من ذاكرة ابو عوجة السياسية

17-12-2016 09:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
عدنان ابو عودة السياسي الاردني المخضرم في حديثه لقناة العربية في برنامج الذاكرة السياسية وعلى امتداد اربع حلقات ، تابعها ملايين المشاهدين على امتداد الوطن العربي الكبير ، تحدث بصراحة عن بعض القضايا التي لم يتجرأ احد من قبله الخوض فيها ، بالمناسبة قبل بضع سنوات ثار لغط في الشارع الاردني باتهام هذا الرجل ومعه بعض الساسة الذين تحدثوا عن الحقوق المنقوصة ، بتهم واهية ليست في محلها ولا في مكانها الصحيحين ، وليس لدي الرغبة في التوسع في الحديث عن هذه التهم واسبابها ، كي لا اُتهم بالنبش في مسألة مقيتة عفى عليها الزمن .
ما يهمني في هذا المقال ان اشير الى بعض المسائل الهامة التي ورد ذكرها في تلك الحلقات ، منها تحويل الرأي العام الدولي من ارض محتلة الى ارض متنازع عليها ،وهذه مسألة غاية في الأهمية والخطورة ،ونتائجها ملموسة على الواقع حاليا ، في الاصل هي فكرة وزير الخارجية الأمريكي الاسبق هنري كسنجر ، الذي سوقها لوزير الخارجية الاسبق ايضا اسماعيل فهمي ، وهذا بدوره قام بتسويقها للرئيس انور السادات ، وابو عمار للاسف كان " غايب فيلة " ولا ادري اذا كشف هذه اللعبة ام مرت عليه مرور الكرام .
جيمس بيكر الذي تولى حقيبة الخارجية الأمريكية خلال العدوان الأمريكي الاول على العراق بعد غزو الكويت ، يقول لن تقوم دولة فلسطينية، بل كيان اقل من دولة واعلى درجة من حكم ذاتي ، حسب السيد عدنان ابو عودة ، وما نراه اليوم في الضفة وغزة ليس ببعيد عنا قاله جيمس بيكر بعد خمسة وعشرين عاما .
في احد لقاءات ابو عودة مع جلالة الملك اثناء عمله كمستشار سياسي للملك حسين رحمه الله ، وجه سؤالا للملك ، ما اذا لمس من خلال لقاءاته مع المسئولين الاسرائيليين , عن نيتهم الانسحاب من القدس ، اجاب لا . وما اذا كان لديهم الرغبة بإعادة الضفة الغربية كاملة للأردن فأجاب أيضا لا . فيقول للملك ما دام ابو عمار يعتقد انه بمقدوره ان يعيدها او يحررها لماذا لا نترك له الخيار وحرية التصرف ، وذلك بفك الارتباط مع الضفة على الرغم انه اجراء غير دستوري ، فاقتنع الملك وهذا ما حدث فعلا فيما بعد .
الغزو العراقي للكويت لم يكن المغفور له الملك حسين سعيد بهذه الخطوة ،على عكس التهم التي وُجّهت للاردن ، من بعض الدول العربية والأجنبية ، لأن جلالته كان يدرك جيدا الأخطار التي سوف تعقب هذه الازمة ، لذلك عمل جاهدا على عدم تدويل الازمة راغبا بقوة في ابقاء الحل ضمن البيت العربي ، ثم حدث ما حدث من دمار وخراب بعد التدويل طبعا .
من خلال هذه الومضات من حديث ضابط المخابرات ثم وزيرا للاعلام ، فرئيسا للديوان الملكي ، وعضوا في مجلس الأعيان ، واخيرا مستشارا سياسيا لجلالة الملك ، يبدو جليا ان الرجل كان قريبا من رأس هرم الدولة وصناع القرارات ، وقد اشار بوضوح الى حنكة جلالة الملك ووعيه السياسي ونظرته الثاقبة ، ما انقذ الاردن من كثير من المخططات الصهيونية من جهة ، وجنبها كارثة بل كوارث كانت تنتظر كل الدول التي لم تبعث جيشا لمحاربة صدام ، وعلى رأس القائمة الاردن ،من جهة ثانية ، فالقيادة الاردنية الرشيدة حرصت كل الحرص على سلامة العراق وشعبه ووحدة اراضيه ،كعمق عربي استراتيجي .
لو استمع القادة العرب الى صوت الحكمة وصوت العقل الراجح ، الذي تحلى بهما الملك حسين لما كان هذا هو حال العرب والعروبة ، العروبة التي تنهار يوما بعد يوم ، لدرجة العجز الفظيع عن حماية اطفال حلب خاصة واطفال سوريا عامة الذين يذبحون ويقتلون رغم براءتهم ورغم ضعفهم وجوعهم وبردهم وقلة حيلتهم .. وليس لهم الا الله ورحمته .



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20959
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم