حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27996

لاعبون في الاقليم

لاعبون في الاقليم

لاعبون  في الاقليم

12-12-2016 02:26 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
المتابع لما يجري في الاقليم هذه الايام ، يدرك ان ثمة دولا بعينها باتت تأخذ مكانها بجدارة ، وتمتلك اوراق اللعب دونا عن غيرها ، فايران وتركيا واسرائيل لكل منها دور خاص بها في الاقليم .
باعتقادي مصر اكبر الدول العربية سكانا ، تخلت عن هذا الدور طوعا او كرها ، علما ان مؤتمر باندونغ الذي عقد في العام 1954 كانت مصر بزعامة جمال عبد الناصر احدى الدول التي اسست ما سمي بدول عدم الانحياز ، مع نهرو وتيتو وسوكارنو ، ولولا اهميتها في ذلك الوقت ، لما كانت من بين هؤلاء اللاعبين الكبار ، لكن نظرية وُجدت اسرائيل لتبقى !! ، يتناقض مع وجود دولة عربية او اكثر تمتلك القوة ،التي من شأنها تهديد وجود اسرائيل ، وعليه لا بد من اضعافها وخلق المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، كي تعيش اسرائيل آمنة مطمئنة ،المؤسف الأمر لم يقف عند حد الاضعاف ، بل تعداه الى حروب داخلية ، كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن وليبيا ، ما اضعف العالم العربي كله بملايينهم الأربعمائة واصبحوا كغثاء السيل .
هنا لا بد من الاشارة الى مصالح الكبار الكبار اميركا وروسيا ، فكل منهما يتسابق على مناطق النفوذ جريا وراء تحقيق مصالحه في الاقليم المضطرب ، ما يجري في سوريا من قتل وتدمير وتشريد ، نزل بردا وسلاما على قلب اسرائيل ،ومعها كافة الدوائر الصهيونية اينما وُجدت ، اميركا بدورها اطلقت يد روسيا تفعل ما تشاء ، ليس حبا فيها ، بل ثمة تقاطعات في المصالح، وان ابدت اميركا انها مع الشعب السوري وحريته الى آخر هذه الخزعبلات الكاذبة ، اميركا لو ارادت فعلا ازالة حكم الطاغية بشار الاسد لأزالته في بحر اسبوع ، لكنها تعلم ان هذا النظام لم يزعج اسرائيل ولم يطلق طلقة واحده منذ حرب اكتوبر لعام 1973 ، فلماذا تزيله ما دام يؤدي الدور المطلوب منه اميركيا واسرائيليا !!
في هذا السياق نقول ان ما اطلق عليه بالربيع العربي بل هو ( السخام ) العربي الذي لم يأت صدفة ، بل هو ضمن مخطط غربي صهيوني ، للسبب الذي تحدثت عنه آنفا، وهو بقاء اسرائيل خارج دائرة الخطر .
اللاعبان المهمان الآخران ايران وتركيا ، لكل منهما طموحاتهم واطماعهم الخاصة ، وليس بخاف على احد ان ايران تتطلع الى اعادة امجاد الفرس التي حطمها العرب بعد معركة القادسية ، فظل الحقد الفارسي قائما الى يومنا هذا ، اميركا التي اسماها قادة ايران بالشيطان الأكبر ، وجدت من مصلحتها مهادنة ايران مقابل صفقة او صفقات علنية وسرية ، والا ما سبب سكوت اميركا عن التدخل الايراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن ؟؟
تركيا لا اظن انها تطمح لإقامة دولة عثمانية كما يقول البعض ، لكن اردوغان وجد ان من مصلحة بلاده مد يد الصداقة لبعض الاطراف العربية التي يأمن جانبها ولديها استعداد للتعاون معها اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا ، فهذا الرجل يعاني من ثقل موقف انصار العلمانية اليمينية المعارضة لنظامه ، المتطلعين الى الغرب ، والنأي عن العرب لأسباب كثيرة ومعروفة ، ولا يتسع المجال للخوض فيها بمزيد من التفاصيل ، في الوقت ذاته تبين لهذا الزعيم ان اوروبا تسعى لفرض شروط قاسية لقبول تركيا في صفوفها !
السؤال الذي يطرح نفسه الى متى سوف يستمر هذا الحال الذي لا يسر صديقا ؟ حقيقة لا ارى مخرجا في القريب العاجل من هذه ( الورطة ) التي يعاني وطننا العربي منها الأمرين ، ففي هذه الدول التي اشرت اليها آنفا ، الشعب هو الذي يدفع هذا الثمن الباهظ ، والدليل الملموس على ما اقوله ، المشهد السوري في حلب وفي غير حلب يندى له الجبين ، وكعرب ومسلمين نرى اشلاء الاطفال في كل مكان ، ورائحة الموت تفوح من تحت ركام مدنها وقراها ، نقف عاجزين ، ولا من مجيب .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 27996
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم