حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19499

بوتين استغل وسائل التواصل الاجتماعي للتلاعب بانتخابات أميركا؟

بوتين استغل وسائل التواصل الاجتماعي للتلاعب بانتخابات أميركا؟

بوتين استغل وسائل التواصل الاجتماعي للتلاعب بانتخابات أميركا؟

04-12-2016 09:30 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- الأرجح أنّ إعادة فرز الأصوات في ولايات ميتشغين (صوّتت مرتين لأوباما)، وبنسلفانيا (معقل تاريخي للحزب الديموقراطي) وويسكونسن (تصوّت للمرشح الرئاسي الديموقراطي منذ 1984)، تعبّر عن أشياء كثيرة منها الصدمة الهائلة التي نجمت عن الفوز المفاجئ لدونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، فيما كان يبدو ضئيل الحظوظ. كتبت فيوض من الكلمات عن تلك المفاجأة وصدمتها، تناولت الأبعاد الاجتماعية والثقافيّة والسياسيّة لذلك الحدث.
وفي تلك الأجواء المشحونة، سرت أفكار «المؤامرة» على ضفتي الصراع. إذ لم يتردّد ترامب في الصراخ علانيّة عن وجود «تزوير واسع»، حتى في الولايات التي فاز فيها! وتردّدت أحاديث أقل رسميّة، لكنها لم تكن أقل أصداء، عن حدوث تدخل من مجموعات منظّمة من الـ «هاكرز» الروس في الشبكات الإلكترونيّة للانتخابات، خصوصاً أن هيلاري كلينتون عانت من ضربات الـ «هاكرز» (لكن الأميركيّين تلك المرّة)، التي كشفت استخدامها بريدها الشخصي في «غوغل مايل»، في إجراء مراسلات رسميّة، وكذلك كشفت انحياز قيادة الحزب الديموقراطي لمصلحتها في مواجهة المرشح بيرني ساندرز في الانتخابات الداخليّة لذلك الحزب.
وبعيداً من المؤامرة وأفكارها العجائبيّة، برز بُعد آخر في النقاش في الفوز المفاجئ لترامب. والأرجح أنه يمكن القول بوجود «تسونامي» هائل يجتاح الإعلام الأميركي حاضراً مفاده أنّ القيصر فلاديمير بوتين استخدم ببراعة ودهاء، منصّة «فايسبوك» كي يؤثّر في الانتخابات الأميركيّة. وعمد الرئيس الروسي إلى ضخّ سيول من الأخبار المُضلِّلَة (تسمّى «ديس إنفورمايشن» Disinformation) للتأثير في عقول فئات واسعة من الشعب الأميركي. وضُخّت تلك الـ «ديس إنفورمايشن» بكثافة على مدار السنة الانتخابيّة، خصوصاً فترة الحملات الرئاسيّة، كي ترسم صورة سلبيّة عن هيلاري كلينتون والرئيس باراك أوباما، فأفادت ترامب بصورة غير مباشرة، بمعنى أنه صار مرشحاً ضد شخصيّات سلبيّة هُشٍّمَت صورتها في أذهان ملايين الأميركيّين.
وحول الشبكات
حتى قبل الانتخابات، نشرت مجلة «تايم» الأميركيّة مقالاً تحليليّاً عن «السمّ الذي ضخّه ترامب» في السياسة الأميركيّة. وأشار كاتب المقال جو كلاين، إلى أن حملة ترامب أظهرت وجود «إمبراطوريّة إعلاميّة» تضخّ «وحولاً شعبويّة» أساسها صحف كـ «وول ستريت جورنال» وأقنية تلفزيونيّة كـ «فوكس نيوز» الوثيقة الصلة بالبليونير الشهير روبرت ماردوخ. ويعرف عن ماردوخ أنّه إمبراطور إعلامي يملك أقنية كـ «سكاي نيوز» و «فوكس نيوز» و «ستار» وغيرها. وكمثال على الفضائحيّة، يعاني ماردوخ منذ 2011، في القضاء البريطاني بسبب قضيّة تنصّت على هواتف إعلاميين ثبت تورّط صحيفة «نيوز أوف ذي ورلد» فيها، وهي تمثّل 1 في المئة من إمبراطوريّته الإعلاميّة.
وتوقّع المقال نفسّه استمراريّة الأثر السام المتولّد من سيطرة مجموعة صغيرة تملك أموالاً كثيرة ومنافذ إعلاميّة حديثة وجمهوراً مُصدِّقاً؛ حتى لو لم يكن كبير الحجم؛ على المجتمع الأميركي الذي صار مجتمعاً «ميديا» [بمعنى شدّة تأثّره بوسائط الإعلام العام، خصوصاً التلفزة ومواقع الإنترنت]، على غرار معظم المجتمعات الغربية، بل ربما عالميّاً أيضاً.
وبعد الانتخابات، عادت المجلة نفسها لتشير إلى أن شريحة واسعة ممن صوّتوا لترامب كانوا جمهوراً ضيّق الأفق بمعنى محدّد: أنهم يعتمدون أساساً على مواقع التواصل في الحصول على الأخبار، بالأحرى تلك الأشد قدرة على إحداث الدهشة والخروج عن المألوف، ولا يهتمون بتقصّي صحة ما يقرأونه على الشاشات. وأعطــت المجلة أمثلة عن ذلك المزيج من السطحيّة والتطرّف، بالأخبار عن أداء أوباما صلوات إسلاميّة سراً في البيت الأبيض، وأنّ التمويل الأساسي لهيلاري كلينتون يأتي من السعودية لضمان عدم نشر وثائق «تبرهن» أن المملكة وراء ضربات الإرهاب في 11/9 وما إلى ذلك.
يلفت النظر أن الاستياء من تدني وعي جمهور التواصل الاجتماعي برز في أوروبا أيضاً، عبر دراسات نشرتها صحف فرنسيّة (خصوصاً الـ «فيغارو» المحافظة والـ«ليبراسيون» اليساريّة)، برهنت مدى رداءة الأخبار المتداولة في وسائل التواصل، وتطرّفها في مخاطبة الأهواء الغرائزيّة، وتدني صدقيتها وغيرها.

أبعد من الانقسام الحزبي

لكن شيئاً لا يشبه ذلك الإعصار الذي أطلقته صحيفة «واشنطن بوست» أخيراً. إذ نشرت تقريراً صادراً عن مجموعة ناشطة على الإنترنت، وصفتها الصحيفة بأنها تجمع لخبراء في المعلوماتيّة والشؤون العسكريّة والسياسة الخارجيّة، تحمل اسم «بروب أور نات» PropOrNot، وهي لا تنتمي لأي من الأحزاب السياسيّة الأميركيّة. وأشارت الصحيفة إلى ما نشرته تلك المجموعة على موقعها الشبكي عن الجهد الروسي في تضليل الرأي العام الأميركي أثناء الانتخابات. حمل تقرير مجموعة «بروب أور نات» عنواناً لافتاً هو «روسيا تتلاعب بالرأي العام الأميركي عبر بروباغندا على شبكة الإنترنت». واستخدم بحّاثة «بروب أور نات» أدوات تحليل البيانات لتقصي الجذور الأولى التي انطلقت منها سيول التغريدات والتدوينات المحمّلة بالأخبار المفبركة. وتبيّن أن تلك الـ «ديس إنفورمايشن» المفبركة لقيت رواجاً مذهلاً على موقع «فايسبوك» بوجه خاص، بمعنى أنها قرأت قرابة 213 مليون مرّة. وكذلك تبيّن أن ذلك التزييف كان ينطلق في شكل ممنهج ومتواقت، خصوصاً خلال موسم الانتخابات، عبر قرابة 200 موقع تدأب على الترويج للبروباغندا الروسيّة وفبركاتها، إضافة إلى ترويجها لتسريبات «ويكيليكس» في شأن البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون. واتّضح أن تلك المواقع ركّزت طوال الوقت على شريحة من 15 مليون أميركي، وهو أمر يبدو فائق التأثير في انتخابات حسمت بفارق يقل عن الشعرة في ولايات حاسمة، كبنسلفانيا وويسكونسن وأوهايو وميتشغن.

من موسكو... الى سنودن؟

ربما الأبرز في النقاش في إمكان حدوث تدخل «بوتيني» عبر فبركة أخبار على منصّات التواصل الاجتماعي لمصلحة ترامب، مقال نشرته «واشنطن بوست» تحت عنوان «جهود البروباغندا الروسيّة ساعدت في نشر «أخبار ملفّقة» أثناء الانتخابات، وفق خبراء».

إذ أوضحت «واشنطن بوست» أن ماكينة البروباغندا الروسيّة على الانترنت، تضمّ آلافاً من شبكات الكومبيوترات المُسَيْطَر عليها سلفاً (تسمّى «بوت نِت» Botnet، وتحصل السيطرة عبر هجمات «هاكرز» و - أو زرع فيروسات في عمق برامج تلك الحــواسيب، فتكـــون تحت السيطرة من دون علم مستخدمها)، وفرقاً من متصيّدي الأصوات المدفوعي الأجر (وهو أسلوب ابتكرته بكين ويسميّه الصينيّون «حزب الخمسين سنتاً» 50 Cent Party في إشارة إلى ضآلة المبلغ المدفوع الذي يصبح مفيداً كلما تكرّر أكثر)، ومجاميع من الصفحات والحسابات على الـ «سوشال ميديا» وغيرها.
وأوردت «واشنطن بوست» أن مجموعة صغيرة من خبراء في «معهد بحوث السياسة الخارجيّة» دأبت منذ 2014، على تتبّع ماكينة البروباغندا الروسيّة المختصة بالتأثير في آراء الأميركيّين.
ورصدت أن تلك الماكينة عمدت إلى اختراق كومبيوترات عن العمليات الانتخابيّة في ولايات معيّنة، وسيطرت عليها ثم استخدمتها في ضخّ مجموعات من الرسائل الإلكترونيّة المقرصنة أصلاً من البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسيّة هيلاري كلينتون.

وأوضحت الصحيفة أن مجموعة خبراء «معهد بحوث السياسة الخارجيّة» لاحظت أن الهدف الرئيسي من جهود الماكينة الروسيّة تمثّل في ضرب الثقة بالمؤسّسة السياسيّة الأميركيّة، وهو العصب الرئيسي في المزاج الشعبوي الذي أوصل ترامب إلى الرئاسة.

ويدفـــع مقال «واشنطن بوست» إلى التفكير في أشياء من نوع أن الرسائل الإلكترونيّة المسرّبة من حساب هيلاري كلينتون، كان لها حضور وازن في الحملة الانتخابيّة، بل كانت نقطة ضعف مكشوفة في حملة كلينتون.
هل هناك خيط روسي ربط بين توقيت ظهور تسريبات «ويكيليكس» عن بريد كلينتون في أسبوع الاقتراع، ومعاودة جهاز الـ «أف بي آي» الأميركي للاستخبارات، نبش قضية كلينتون وبريدها في ذلك الوقت عينه بالتحديد؟ هل هناك رابط روسي، يمتد حتى إلى أبعـد من الانــترنت والـ «سوشال ميديا»؟

ما هو مدى تورّط الخبير المعلوماتي الأميركي إدوارد سنودن في ذلك الأمر، خصـــوصاً أنه مقيم في موسكو، كما أنّه يعرف جيّداً نقاط الضعف والقـــوة في الشبكات الأميركيّة، بحكم عمله في وقت سابق، خبيراً في «وكالة الأمن القومي» التي تجسّست على العالم بأسره، وضمنه الشبكات الأميركيّة الداخليّة؟


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19499

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم