حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 35727

وحين أقول يا وطني .. لا أشبع ! !

وحين أقول يا وطني .. لا أشبع ! !

وحين أقول يا وطني  ..  لا أشبع ! !

28-11-2016 11:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد
كم أنتَ عظيمٌ يا وطني!!.. هذه الكلمةُ التي نُردِدُها صغاراً ، كباراً ، في منازلِنا ، وفي مُدنِنا وقُرانا ، نَذهبُ إلى خارجِ الوطنِ ونقولُ عظيمٌ أنتَ يا وطني ، نرى حداثةَ البلدانِ الأخرى ولا زلنا نُرددها ، نبحثُ عن شمعةِ أملٍ تضيءُ عتمةَ دُروبِنا وأيامِنا ولا زلنا نرددُ عظيمٌ أنتَ يا وطني ، نَبحثُ عن ثمنِ الخبزِ لليلةٍ واحدةٍ ولا زلنا نقولُ كم أنتَ عظيمٌ يا وطني ، ننتظرُ لنقبضَ رواتِبنا لنقاضيَ بها دُيونَنا ولا زلنا نرددُ عظيمٌ أنتَ يا وطني ، نبحثُ كلَّ صباحٍ عن دينارٍ ثمنَ أجرةِ ركوبِ الباصِ ولا زلنا نرددُ عظيمٌ أنتَ يا وطني .. لازلنا نزخرفُ هذهِ الكلمةَ بمعاني الوفاءِ لأننا أوفياءٌ لوطننا العظيمِ ، أصبحنا نَكتُبها على جدرانِ منازلِنا وفي مساكنِ وسراديبِ وطني المخفيةِ التي لا يعرفها سوا ذلكَ الشعبِ البائسِ الصابرِ ، ذلكَ الشعبُ الذي لا يرضى بأن يُنزل رأسهُ للأرضِ إلا لله العلي القدير .

كم أنتَ عظيمٌ يا وطني . لكن ، ألا ليتَ حكوماتِنا تفهمُ تلكَ الكلمةَ التي لا يعرفونَ ما تعني ، ألا ليتَ وزرائَنا يعلمونَ ما تعني ، ألا ليت نوابَنا والمسؤولينَ ونُخَبنا السياسيةِ تعلمُ ما تعني ، تلكَ الكلمةُ التي لم ترصع بالذهبِ والماسِ ، بل رُصعتْ بروعةِ وجمالِ وعرقِ ذلكَ المواطنِ الأردني البسيط.. ذلكَ المواطنُ الذي لا يعلمُ الوحشيةَ التي تولدُ بغاباتِ الوحوشِ بالرغمِ انهُ يعيشُ بإحدى تلكَ الغاباتِ التي لا يعيشُ فيها إلا الأقوياء ، لكنَّه لا يستسلمُ لأوجاعِ زمنهِ وحياتهِ ، ذلكَ المواطنُ الذي تراهُ يبتسمُ في كلِّ مكانٍ في الشارعِ ، والسوقِ ، وفي منزلهِ .. تلكَ الابتسامةُ التي أسكتتْ الجوعَ والبأسَ والفقرَ ، تلكَ الابتسامةُ التي هزمتْ أوجاعَهُ وهمومهُ ، تلكَ الابتسامةُ التي سحقتْ كبرياءَ كلِّ حاقدٍ على الوطنِ ، سحقتْ كبرياءَ كلِّ مسؤولٍ يعبثُ بخيراتِ أولئكَ المواطنينَ ، سحقتْ كرامةَ كلِّ فاسدٍ .. ذلكَ المواطنُ الذي يبدِّدُ ويبيعُ رزمَ أوجاعهِ من خلالِ ابتسامتهِ في النهارِ ، ليعودَ إلى بيتهِ ويأكلَ ذلكَ الرغيفَ مع أسرتهِ لينامَ ويصحو مبتسماً على أملِ أن يرى الضوءَ الحقيقيَّ لتلكَ الكلمةِ التي تربى عليها عظيمٌ أنتَ يا وطني ، وأن يلامسَ ثمارَ هذه الكلمةِ لكي يَقطفَها ويتركَ بذورها لتنمو من جديدٍ ليكونَ هناكَ تغييرٌ ملموسٌ وأردنٌ جديدٌ قويٌ فعلاً وليس قولاً.

كم أنتَ عظيمٌ يا وطني .. وستظلُّ عظيماً يا وطني ، رغم أننا نَسينا معنى كلمةِ الراحةِ والسعادةِ التي لا يعرفُ معناها إلا أولئك المسؤولون الذينَ يعيشونَ في بيوتهم ومكاتبهم وعماراتهم الشاهقة . ولكن لا أبالي فأنا المواطنُ الأردنيُ الشريفُ المحبُ لوطني ، بابتسامتي وصبري سأرسمُ مستقبلي وسأضيءُ دربي ، بابتسامتي سأهزمُ أوجاعي ، وبها سأرفعُ من كبريائي .. كم أنت عظيم يا وطني ، وحين أقول يا وطني .. لا أشبع .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 35727
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم