حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23567

أول إنسان .. ! بقلم م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

أول إنسان .. ! بقلم م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

أول إنسان  .. !  بقلم م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

17-11-2016 09:36 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
بعد فوز منتخب نيوزلندا في المباراة النهائية لبطولة العالم للركبي قبل عام دخل طفل أرض الملعب لالتقاط صورة مع الفريق الفائز، عندها تدخل الأمن وأسقطوه أمام لاعب نيوزلندا سوني ويليامز، والذي احتضن الطفل عندها ومنع الحراس من القبض عليه بل وأخذ معه صورة تذكارية، ولم يكتف بذلك بل وأوصله إلى عائلته في المدرج وقام باهدائه الميدالية الذهبية قائلاً: إنها تبدو على عنقه أجمل منها على عنقي، وأنه يريد أن يبقى هذا المشهد عالقاً في ذهن الطفل مدى حياته.
وسيدة تقضي وقت إنتظار موعد سفرها بالقراءة وتشتري لها علبة بسكويت تتسلى بها، وعندما تبدأ في تناول أول قطعة تتفاجأ بالإمرأة الجالسة بجانبها تتناول من العلبة التى تأكل منها لتبدأ بالتفكير بلكمها لكمة فى وجهها لسماجة وجهها، وزاد غضبها باستمرار تلك المرأة في التناول من علبة البسكويت بدون أي تردد، وعندما بقي قطعة واحدة قالت فى نفسها لنرى ماذا ستفعل الآن قليلة الذوق هذه، فقامت تلك المرأة بقسم القطعة نصفين لتأكل النصف تاركة لها النصف الآخر، فقامت غاضبة من مكانها متوجهة للصعود إلى الطائرة، وعندما جلست فى مقعدها فتحت حقيبتها لتأخذ نظارتها فكانت المفاجأة، فقد وجدت علبة البسكويت الخاصة بها كما هى مغلفة بالحقيبة، وكم كان خجلها شديداً عندما أدركت أن علبتها كانت فى شنطتها وأنها كانت تأكل من علبة المرأة الأخرى التي كانت من الكرم أن قاسمتها علبة البسكويت الخاصة بها بدون أن تتذمر.
كم منا إذا رأى فتاة تركب بجانب سائق سيارة الأجرة والمقاعد الخلفية فارغة إفترض أنها زوجة السائق، وكم يفترض أن من لم يجب تحيته ببساطة ربما لم يسمعه، ولعلنا نتذكر هنا أننا كنا يوماً مع أحد أبناء شقيقاتنا في المتجر، فأمسكنا تفاحة نصفها جيد والآخر تالف فغطينا التالف وسألنا إبن شقيقتنا ما رأيك بهذه التفاحة فأجاب مباشرة ممتازة، وهكذا يكون عندما لا نحاول النظر في كل أجزاء الصورة قبل الحكم عليها، برغم أن الله عزوجل طلب منا إجتناب كثير من الظن لأن كثيره يوقع في ظلم الآخرين، يقول أحد الحكماء: لو رأيت أحدهم ولحيته تقطر خمراً لقلت ربما سكبت عليه، ولو وجدته واقفاً على جبل يقول أنا ربكم الأعلى لافترضت أنه يقرأ الآية، والله إن العبد ليصعب عليه معرفة نيته في عمله فكيف يتسلط على نيات الخلق.
ترى كيف سيكون شكل مجتمعنا لو بادر كل منا ليكون أول إنسان يهدي غيره كلمة جميلة يبدأ بها يومه مطبقين أمر الله عزوجل وقولوا للناس حسناً، كل الناس بلا إستثناءات، ونذكر هنا أننا يوماً وصلنا للمحاسب في أحد المتاجر وكانت أيام العيد فبادرناه بالسلام وقلنا له كل عام وأنتم بخير إلا أنه لم يجب بشئ، إفترضنا أنه لم يسمع وأعدنا عليه كلماتنا فابتسم وقال لنا بحسرة: كم تمنينا أن يقول لنا أحدهم مثل هذا في أيام العيد، فأنت أول إنسان يقول لنا مثل ذلك !
وكذلك هي كلمة “إنسان” لا تحمل أي معنى لو أخذنا منها أحرفها الأولى فقط، لكنها تحمل كامل المعنى للإنسانية بأحرفها مكتملة مجتمعة، والتي ربما دفعنا التمسك بها للتسابق على أن نكون أول إنسان يقدم كلمة طيبة ولمسة راقية ربما حملت لغيرنا شيئاً من عبير أمل أو دواء ألم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23567
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم