حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14571

الشعلان تحاضر عن اللغة العربية في جامعة "كولكتا" الهندية

الشعلان تحاضر عن اللغة العربية في جامعة "كولكتا" الهندية

الشعلان تحاضر عن اللغة العربية في جامعة "كولكتا" الهندية

22-10-2016 09:46 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - قدّمت الأديبة د.سناء الشّعلان محاضرة في قسم اللغة العربيّة والفارسيّة في جامعة كولكتا الهنديّة على هامش استقبالها كضيف شرف على الجامعة، وذلك بعد لقاء علميّ مطوّل مع أعضاء الهيئة التّدريسيّة في قسم اللّغة العربيّة، جرى فيه استعراض واقع اللّغة العربيّة، وأهمّ التّحديات التي تواجهها.
وتحت عنوان "كيفيّة تعلّم العربيّة وتعليمها في خضم النزوع إليها والتّحديّات التي تواجهها"، أكدت الشعلان أن اللغة العربية في خطر حضاري عملاق، لعلّه يكون مأزقها الأكبر، وامتحانها الأصعب، وسؤالها الكبير".
ولفتت إلى أن هذه الأزمة لا تنبع من خصوصية اللغة العربية، أو من ذاتها، أو من خصائصها، فهي تتوافر على خصائص توليدية واشتقاقية وتركيبية قادرة على أن تتعهدها بالنّماء الأبدي، والتكاثر الطبيعي الحضاري، والتوالد الحرّ الإيجابي، وهي خصائص يندر أن تتوفّر في غيرها من اللغات من جهة، وتفسّر من جهة أخرى سرّ عبقريتها ونمائها وطول عمرها، ومراهنتنا على قدرتها على الحياة الأبدية إذا ما توفّرت لها الأسباب لذلك، فضلاً عن أنّها تصوّغ كيف أنّها استطاعتْ أن تكون الناقل الحضاري الوحيد التاريخي والاستراتيجي في أهم حلقات التواصل الإنساني، إبّان نقل العرب والمسلمون حضارة الأمم السابقة إلى العالم بأجمعه عبر مجهوده العملاق في في ترجمة علوم الإنسانية من شتى اللغات إلى العربية لتكون لغةَ الحضارة الجديدة ليس في نقلها وحسب، بل وفي إنتاجها في شتى حقول المعرفة الإنسانية بامتياز وإبداع.
وبينت أننا في مواجهة سؤال: لماذا تختنق العربية في هذا الوقت دون غيره؟ ولماذا تتراجع إلى الصّفوف الخلفية في مدارج الحضارة الإنسانيّة، في حين تعلوها لغات أخرى لتحمل صفات العالمية والتواصلية والحوارية والمعلوماتية؟ لتتراجع اعتبارية اللغة العربية فتصبح لغة أدبية كلاسيكية موروثة، لاتصلح إلاّ لشعر الحبّ، ولقصص أيام العرب البائدة، بعيداً عن الجديد والمبتكر والحضارة، وفي حين تصبح غيرها من اللغات هي لغات الحضارة، ووثائق الدّخول الدائمة والأكيدة إلى عوالم التواصل والمعرفة والإنتاج في كلّ المعمورة؟ وإخال أنّ جميعكم يعرفون أنّ الإجابة تتموضع خارج اللغة ذاتها، ولكنّها تتجلّى فيها، وتكمن في خارج خصائص اللغة، ولكنّها تتكشّف فيها، وتتمحور في معطيات بعيدة عن ذاتية معطيات اللغة، ولكنّها تنعكس عليها.
وبينت أن الإجابة تتلخّص في أنّ اللغة العربية أهل لغة قد قعدت لما قعدنا، وقد انثت لمّا انثنيا، وقد تأخّرت لما تأخّرنا، وقد انحزت للصمت؛ لأنّ اللغة التي تُنتج الحضارة بها يحق لها أن تتكلم، أمّا اللغة المتطفل أهلها على حضارة غيرهم، فعليها أن تلزم الصّمت ماشاء أهلها الكسل والتراجع.
وقالت إنه ما دمنا نعترف بأنّ تأخرّ حضارتنا قد قعد بلغتنا محزونة منكودة شبه مهجورة، وأطلق لغيرها العنان لتركض في مضمار الحضارة رشيقة تسابق الرّيح والزّمن، فمن واجبنا تجاه هذه اللغة أن نّفكر بحلٍّ أخير لها، وهذا الحلّ يكمن في معلمي اللغة العربية، فهم العرّابون الأخيرون لهذه اللغة.
وأكدت الشعلان أنه لا يمكن أنّ نفكّر بامتداد للغة العربية في أيّ إحداثية رأسيّة أو أفقيّة من دون أن نعوّل الكثير على المعلم والمعلّمة؛ فمن غيرهما قادر على أن يكون حلقة الوصل الممكنة والفاعلة والمؤثّرة التي تستطيع أن تضمن حياة هذه اللغة، وهوية أهلها عبر ديمومة تواصلية تبادلية تفاعلية.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 14571

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم