حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14203

فقط من المدرسه

فقط من المدرسه

فقط من المدرسه

19-10-2016 02:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فراس الطلافحة
من خلال إثنتي عشر عاماً قضيتها في المدرسه من الصف الأول الإبتدائي وحتى الثانويه العامه لم يَعلق في ذاكرتي وفَهمي إلا أنشودة بلاد العُربِ أوطاني وموطني وما زلت أحفظهما عن ظهر قلب منذ تلك الأيام , في المدرسه فقط تعلمت ورسخت في ذاكرتي أن عوامل الوحده العربيه أربعه ( الدين واللغه والعادات والتقاليد والمصير المشترك ) في تلك الأيام تعلمت أن قضيتنا الأولى والوحيده هي فلسطين وما زالت هي ولم تتغير .

لم يعلق في ذاكرتي أيٌ من مُعَلمي الفيزياء ولا الرياضيات ولا اللغه الإنجليزيه بل من درسني اللغه العربيه والتربيه الوطنيه والقضيه الفلسطينيه والتربيه الإسلاميه والتاريخ والجغرافيا ولم أنسى منذ ذاك الوقت وصفي التل وعبد القادر الحُسيني وفراس العجلوني .

في المدرسه شممت أول رائحه للكتاب وبعد أن كبرت وفي كل مره أقرأ أو ألتقي بكتاب جديد أشم رائحته عَلّي أجد فيه رائحة كتاب الصف الأول فلا أجدها فيخيب ظني فكتاب الصف الاول ورائحته كالحب الأول في حياة المراهق لا يمكن أن يُنسى .

في المدرسه غرست أول شجره في عيدها وساعدت بقطاف الزيتون وتنظيف شوارع بلدتي , فيها إقتصدت من مصروفي قرشان أو ثلاثه لشراء لوح زجاج أو دهان الصف أو شراء هديه لطالب مريض ومساعدة أحدهم لأنه محتاج .

كان الأخوان باسم ورباب وصديقتهم ميسون نماذج رائعه لنا بترتيبهم ونظافتهم وحرصهم على إحترام والديهم ومعلميهم وأصدقائهم وما زلت بعد أكثر من خمس وثلاثون عام عندما أسمع بأحد أسمائهم لا بد أن تأخذني ذاكرتي لتلك الأيام الجميله في المرحله الإبتدائيه وأستذكر إيجابيتهم .

عمي منصور نجار يضحك في يده المنشار , قلت لعمي إصنع لي بيتاً للعبه , هز الرأس وقال : أنا أهوى الأطفال , بعد قليل رُحتُ إليه , شيء حلو بين يديه سواه عمي منصور أحلى من بيت العصفور , عمي منصور نجار يُبدعُ في يده المنشار , كم من المرات رددنا هذه الانشوده وكم من المرات تذكرناها عندما شاهدنا نجاراً وبيده المنشار ولحسن حظي أن جدي إسمه منصور فكنت أستبدل عمي بكلمة جدي لذلك بقيت حافظاً لها لأنني غالباً ما كنت أرددها بحضوره .

من يحاول أن يُغير ويعبث في المنهاج هو يعبث بذاكرتنا وفهمنا ويثوابت تربينا عليها , فقط من المدرسه نستطيع أن نربي جيلاً وطنياً منتمياً محباً لوطنه بشرط أن يتولى ذلك مسؤولين يخافون الله بأبنائنا وأمتنا .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 14203
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم