حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23511

أنصاف الـ مُفكرين

أنصاف الـ مُفكرين

أنصاف الـ مُفكرين

12-10-2016 01:38 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هيثم يوسف عبيد
من أسوء ما ابتليت به الدول الضعيفة “علميا" و تنمويا و اقتصاديا وجود عدد لا يستهان به من أنصاف المفكرين و المثقفين. أنصاف و احيانا" مدعي فكر و ثقافة لأن معيار الفكر والثقافة هو إنتاجهم للفكر ومعرفة وليس مجرد ترديد نظريات الغير و اعادة كتابة الفلسفات الفكرية بسياق و أسلوب بلاغي مختلف عن الأصل. من نعتبرهم مفكرين او بالاحرى من فرضوا انفسهم علينا هم مجرد مجتري فكر. موهبتهم تتجلى في اعادة نشر ما قروأ او الجدال في نظرية من النظريات.
اننا لم ننتج للأن اي مفكر حضر اسمه في اذهان العالم. لم نحفر اسم اي عالم ادهش العالم بأفكاره و نظرياته. الالمان مثلا انتجوا كارل ماركس فلعب دورا هاما في تطوير النظرية الاشتراكية و قدم نظرية اقتصادية طبقت في كثير من البلدان . الفرنسيين قدموا لنا جان بول سارتر صاحب الفلسفة الوجودية في العصر الحديث. اوروبا و امريكا و اليابان و غيرهم قدموا للحضارة الانسانية الحالية الكثير مما نتفق معه او نختلف. و هؤلاء و غيرهم ممن نشتم صباح مساء اتحفونا بكل ما ننعم به من سيارات , انترنت, موبايلات وغير ذلك.
فما الذي قدمناه للعالم؟!!! لا شئ . ما الذي قدمنا لانفسنا, لحضارتنا العربية . ما الاضافات التي ابدعناها لنعزز تاريخنا و مساهمات اجدادنا في تقدم العالم؟!!! لا شئ. و هذا لأن بعض من يدعون انهم اصحاب فكر و ثقافة في بلادنا استسهلوا الطريق وخاضوا-في الخيال- معاركا" وهمية و بطولات فكرية فاشلة. و ملؤا فضائنا و حياتنا بنقاشات عقيمة و جدل مقيت و رفاهية فكرية خالية من الدسم. بعضهم ليس له الا الحديث عن التاريخ و ايام سيادة الحضارة و نهضتها و الحديث عن علماء المسلمين او العرب. و لا ترى في نقاشه و حواره شيئا" عن المستقبل.و بعضهم الاخر يناقشون فكرة الدولة المدنية او الدولة الدينية و المصطلحان غريبان لا يمتان لنا حاليا و لا لمشاكلنا نهائيا بل ان مناقشتهم لا تجر الا الفرقة و التطرف في المجتمع و تؤثر على السلم الاجتماعي. لسنا في مرحلة تكوين دولنا ليتم مناقشة هذه المفاهيم . نحن في دول معرفة و محددة و مؤسسة بناء على الدساتير الموضوعة و المعمول بها.
كل فريق مستمر في نقاشه و يجمع له انصارا يسوقهم امامه ليؤيدوا افكاره و ليضمنوا لهم جمهورا مصفقا مهللا وسيبقوا يجتروا هذه الصراعات ليبقوا في علياءهم الوهمي و قيادتهم المزعومة .
اخلعوا عباءة الثقافة و النظريات و الجدل و الخطابات الرنانة. و البسوا زي العمل و البرامج و الحلول. لسنا بحاجة الى ترف فكري و جدل بيزنطي عقيم. و لسنا بحاجة الى خطابات و خطب فارغة لتثبتوا انتمائكم و وطنيتكم فنحن لا نشك بذلك. لا تضيعوا وقتنا بجمل فكرية لا تعدوا ان تكون انشائية و صورا" بلاغية لا طائل منها.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23511
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم