حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17037

"شومان" و"العويس" تنظمان "ملتقى مواجهة تاريخ الأدب" في عمان

"شومان" و"العويس" تنظمان "ملتقى مواجهة تاريخ الأدب" في عمان

"شومان" و"العويس" تنظمان "ملتقى مواجهة تاريخ الأدب" في عمان

26-09-2016 10:00 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - ايارستنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ومؤسسة عبدالحميد شومان، يومي الثلاثاء والأربعاء، "ملتقى مواجهة تاريخ الأدب"، والذي يعقد في مقر منتدى شومان الثقافي بجبل عمان، ويهدف إلى تقديم نقد موضوعي لوسائل ومحطات الثقافة العربية، وذلك بمشاركة خبراء في تاريخ الأدب من مختلف الدول العربية.
وتبدأ فعاليات الملتقى بحفل افتتاح يتضمن كلمتين، الأولى للرئيسة التنفيذية لمؤسسة شومان فالنتينا قسيسية، والثانية للأمين العام لمؤسسة العويس د.محمد عبدالله المطوع.
ويتضمن اليوم الأول ثلاث جلسات، الأولى التي يديرها وزير الثقافة الأسبق د. صلاح جرار، تشتمل على بحثين، الأول يقدمه د. محسن الموسوي، من العراق، بعنوان "تحولات في مفهوم التاريخ: التاريخانية الجديدة والتاريخ كسرد"، والثاني للدكتور حسن مدن من البحرين بعنوان "التحقيب في الثقافة العربية"، يتبعها نقاشات وتعقيبات من الحضور.
ويبين الموسوي اهتمام المفكرين المعارين؛ عربا وأجانب، بالمستجدات المفاهيمية للتاريخ والسرد، لافتا إلى مقولات بعضهم في هذا السياق، وعاطفا على ما يسميه "الدفعة الفعلية التي تولدت عن التاريخانية وحفريات المعرفة" عند ميشيل فوكو، والتي جاءت في ثمانينيات القرن الماضي عندما عرض ستيفن غرينبلات "فكرة تعالق الانتاج الأدبي والفكر بالسياق الثقافي".
ويعرج على بحث ميشيل فوكو في ظاهرة الانفراط والانشقاق، إضافة إلى أثر فوكو في التاريخ الأدبي العربي، وكذلك على كتابات ستانلي فش وآخرين لمقارنة الاتجاهات والمفاهيم عند العرب في عالم متداخل.
يؤكد مدن ضرورة التحقيب لدى دراسة التاريخ، بما فيه الأدبي، لتتبع مراحل التطور في الظاهرة أو المسألة موضوع البحث، لرؤية أوجه الصعود أو النكوص في مسارها.
ويبحث مدن في "البعد الإجرائي"، باعتباره تصوراً نظرياً لمعالجة موضوع تاريخ الأدب والثقافة عامة، ووسيلة علمية تجريبية لاستقصاء وقائع موضوع تاريخ الأدب، وتأطير الموضوع.
ويبين أن لجوء الباحث في تاريخ الأدب إلى هذه الوسيلة الإجرائية، هدفه إقامة تصور للأعمال ذات الصلة المنجزة في الماضي.
الجلسة الثانية يديرها د. غسان عبدالخالق، وتشتمل على ورقة بعنوان "تحقيب الأدب العربي لدى المستشرقين"، مقدمة من د. غادة خليل من الأردن.
تقدم خليل في ورقتها صورة عن تحقيب الأدب العربي لدى المستشرقين، من حيث تعريفه ومفهومه وبيان وظيفته وضرورته، ثم تتتبع أربع تجارب للتحقيب الأدبي في تراث المستشرقين.
اعتمدت الأولى منها التحقيب بحسب العصور السياسية وهي تجربة بروكلمان، والثانية اعتمدت تقسيما زمنيا قوامه الظاهرة الأدبية والفنية الغالبة، والثالثة زاوجت بين الظاهرة الأدبية والوضع السياسي الحضاري العام والبيئة المكانية وهي تجربة هاملتون جيب، والرابعة للمستشرق شارل بللا حيث يقسم الأدب العربي إلى أربع مراحل رئيسة تبعا لحالة الأدب فيه.
أما الجلسة الثالثة، فيديرها د. علي الشرع، ويقدم فيها د. محمد الشحات من مصر ورقة بعنوان "كيف تتعامل النظريات الحديثة مع تاريخ ثقافة أوروبا"، في ما يقدم الشاعر عبده وازن من لبنان ورقة بعنوان "ميشيل فوكو والتاريخ".
يبحث الشحات في كيفية تعامل النظريات الحديثة مع تاريخ ثقافة أوروبا، من خلال مقاربة موضوع علاقة النظرية (الغربية) الحديثة بتحوّلات تايخ ثقافة أوروبا، وتحولات التاريخ الأدبي، ومدى انعكاس هذه التحولات على بعض الممارسات العربية.
وفي سبيل ذلك يتناول علاقة المصطلح النقدي بمرجعيته الثقافية التي تتشكل حدود المفهوم في ضوئها، والتي ينبني عليها، واستراتيجيات ممارسة المصطلح.
ويلقي الضوء على محاور رئيسة؛ مثل أثر المرجعيّة الثقافية الأوروبية في النظرية الأدبية الحديثة، وجدل النظرية والتاريخ الثقافي، وأزمة المصطلح النقدي بين فضاء النظرية واستراتيجيات الممارسة، وغيرها من المحاور.
وازن، يقدم في بحثه استقصاء لفكرة التاريخ لدى المفكر والفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، لافتا إلى أنها فكرة "معقدة ومركبة في المعنى المعرفي".
ويبين أن مقولة التاريخ لدى فوكو تدور حول محاور ثلاثة يرتكز إليها الخطاب المتعدد الحقول. الأول نقد التاريخ كمفهوم أفقي ومتواصل، ونقد الخطاب الذي حوله المؤرخون إلى تاريخ نصبي هائل.
أما المحور الثاني، فيلفت وازن إلى أنه يقوم على ما يسميه فوكو "فكرة الحدث". والمحور الثالث هو العمل التوثيقي أو الأرشيفي، وفيه يشارك فوكو مؤرخين اعتمدوا هذا المنهج التاريخي.
اليوم الثاني يشتمل على ثلاث جلسات كذلك، الأولى يديرها د. محمد أحمد المجالي، ويقدم فيها الباحث د. أحمد بو حسن من المغرب ورقة بعنوان "مراجعات نقدية لفكرة عصر الانحطاط"، كما يقدم الناقد جابر عصفور من مصر ورقة حول "النهضة وعصر التنوير".
يبحث بو حسن في القضايا الأساسية التي أثارها كتاب "الجمهورية الإسلامية للآداب في العصر الوسيط: تشييد المعرفة العربية" لمحسن جاسم الموسوي، لافتا إلى أنه من أهم الدراسات النقدية المعاصرة الجادة التي حاولت أن تعيد النظر في مفهوم عصر الانحطاط المتداول في تَحْقيبِ تاريخ الأدب العربي منذ عصر النهضة العربية الحديثة.
ويبين أن الكتاب اعتمد على مرجعية نظرية ذات بعد إبستمولوجي، وتكويني، ومقارن، وكذلك باتباع منهجية قائمة على تعدد التخصصات، ومعتمدة على التفكيك والتركيب.
يتتبع عصفور البناء الفكري عند طه حسين، والذي يرى أنه يقوم على خمسة محاور أساسية؛ المحور الأول يتصل بالحرية بكل معانيها، والثانى العدالة، أي العدالة المعرفية التى تتيح العلم للجميع وتجعل الثقافة كالماء والهواء.
أما الثالث، فهو الإنسانية التى تجعل الوعى الفردي يجاوز الوعى الوطني مع إيمانه به، إلى الوعى القومي ومنه إلى الوعي الإنساني.
المحور الرابع هو الإيمان بالتطور، ما دفعه إلى أن لا يقيد نفسه بآراء السابقين في البحث الأدبي أو التأريخ للأدب. أما المحور الخامس فيرتبط بالنظرة المستقبلية، فقد كان يرى أنه لا بد دائما من استشراف المستقبل وتغيير أوضاع الحاضر بما يقتضيه التفكير فى هذا المستقبل.
في الجلسة الثانية التي يديرها د. عبدالباسط الزيود، تقدم د. امتنان الصمادي من الأردن ورقة بعنوان "هل أخفقت النهضة؟"، فيما يقدم د. شكري المبخوت من تونس بحثا حول "أثر مفاهيم التاريخ الأدبي في كتابة أدباء النهضة".
تحاول الصمادي في ورقتها الإجابة عن سؤال: هل أخفقت النهضة؟، لافتة إلى مدى الحاجة لمواجهة المنجز الفكري والثقافي والأدبي والنقدي العربي منذ التأريخ للنهضة العربية بالحملة الفرنسية على مصر إلى يومنا هذا.
وللتوصل إلى بناء منهجي، تسعى الصمادي إلى اعتماد تعريف لمفهوم النهضة وتأصيله وبيان جوانب الاتفاق والاختلاف في آراء المفكرين حول تداعيات النهضة وعوامل تحققها ودواعي فشلها، إضافة إلى مقارنتها بما يشبهها من تجارب الأمم المحيطة.
أما المبخوت، فيحاول في ورقته استجلاء المفاهيم التي نُسجت بها قصّة الأدب العربي في عهد النهضة لدى مؤرّخي الأدب العربيّ، لافتا إلى أن استخراج مكوّنات قصّة أدب النهضة عند مؤرّخي الأدب والرؤية الإيديولوجيّة التي تشدّها يمثّل منطلقَ البحث في المسألة.
ويبين أن المفاهيم المعتمدة في حبك هذه القصّة من قبيل التحقيب الزمني والمؤلفين والمدارس والتيّارات والأجناس والأغراض الأدبيّة وغيرها، هي أطر عامّة لتنزيل الظاهرة الأدبيّة في عصر النهضة ضمن خطاطة مسبقة قائمة على ثوابت واستبدالات. وداخل هذه الخطاطة العامّة تشتغل مفاهيم مجرّدة كالاتصال والانفصال والتعاقب والتزامن والتدرّج والتراكم، تكشف على نحو أفضل القواعد التي وجّهت كتابة قصّة الأدب العربي في عهد النهضة.
ويختتم الملتقى فعالياته بالجلسة الثالثة التي يديرها د. شكري عزيز ماضي، وتقدم فيها د. هالة فؤاد من مصر بحثا بعنوان "الفلسفة في المواجهة: تساؤلات وإشكاليات"، في ما يقدم الناقد د. فيصل دراج من الأردن ورقة حول "أبرز مشاريع التجديد في التاريخ".
تَطرح فؤاد العديد من الأسئلة حول كل ما تصورته الباحثة بديهيا وواضحا في مجال بحثها.
وتلفت إلى أنه رغم احترامها لقدرات العقل الإنسانى الفلسفي "إلا اننى كنت دائما ما أضيق ذرعا بنبرة اليقين البرهانى المتعالية التى تَؤله العقل، وتَجعله الحاكم الأوحد المستبد فى مملكة الفلسفة"، وهي بذلك تحاول التوطئة لسؤالها: "ما جدوى الفلسفة؟!، لتؤكد بالتالي "أنها من أعظم ما أبدعه العقل البشرى فى مسيرته الحضارية الطويلة".
دراج، يتتبع علاقة الأدب بالتاريخ من خلال كتب يرى أنها تتيح تأملاً خصيباً لبدايات الأدب العربي.
ويبين أن الأدب والتاريخ يتميزان بتبادلية العلاقة، فالأول واقعة اجتماعية تضيء معنى التاريخ، والثاني، في مستوياته المتعددة، مرجع تكوّن الإنتاج الأدبي، في أشكاله المختلفة.
ويشير إلى أن كتاب طه حسين "في الأدب الجاهلي" يحتل أهمية خاصة في تأمل علاقة الأدب بالتاريخ، ذلك أنه استلهم ديكارت وموضوع "الإنسان المفكّر"، وأكّد أولوية المعارف الجديدة على المعارف القديمة، ودافع عن "الحرية" منهجاً شاملاً في الحياة والتفكير.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17037

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم