حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18171

كثرت الفزعات

كثرت الفزعات

كثرت الفزعات

10-09-2016 03:06 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
اصبحت هذه الكلمة تتردد في كل مكان في الاردن هذه الايام ، سيما ونحن مقدمون على استحقاق دستوري لانتخاب مجلس نيابي جديد ، في اعقاب حل المجلس السابق الذي يحمل رقم " 17 " ، المعركة الانتخابية باتت على اشدها ، من البدهي ، المرشحون وذويهم واعوانهم كلهم طلاب فزعة المقترعين ، بيد ان المجلس السابق والذي سبقه ما زالا يلقيان بظلالهما على العملية الانتخابية برمتها ، بسبب الاداء المتواضع حسب رأي الكثيرين ، من اولئك النواب من تم اتهامه انه كان يعمل لمصالحه الشخصية ، والقلة كانوا يعملون من اجل مصلحة الوطن والمواطن ، هذا ما يُقال .
الفزعة على انواع وعلى مستويات مختلفة ، في تاريخنا العربي قرأنا عن فزعة المعتصم للمرأة العربية ، التي اعتدى عليها علج روماني ، وقال كلمته المشهورة لبيك يا اخت العرب ، فبعث جيشا اوله في عمورية واخره عند الخليفة ، الذي ضرب مثلا في الحاكمية الرشيدة التي لا تقبل الضيم والذل ، وبيت الشعر الشهير الذي بات محفوظا عن ظهر قلب في تلك المناسبة :
السيف اصدق إنباء من الكتب في حده الحدّ بين الجد واللعب
في عصرنا الحاضر اعتقد ان مثل هذه الفزعة غير متحققة على ارض الواقع ، في غياب القوة والاعداد اللازمين لنفض غبار التبعية والانكسار العربيين .
نعود لفزعة الانتخابات هي موجودة وهي تذكرني بأيام ( العونة ) التي تصب في نفس المعنى الى حد ما ، وكنا نجدها ايام الحصاد وفي بناء البيوت ومواسم الاعراس ، ومجالات اخرى ، لكن كون الظروف الاقتصادية والديموغرافية وتوفر الأدوات بأنواعها ، تغيرت الاحوال ، فباتت محصورة في اضيق الحدود وفي المجتمعات الريفية والبدوية تحديدا .
اليوم مجتمعنا الاردني منشغلا بموضوع الانتخابات ، فمن لا يملك المال مثلي ينتظر الفزعة من اهل الفزعة ، ومن يملك المال يوظفه في الاساليب غير المشروعة ، للحصول على الاصوات وبكافة الطرق الملتوية ، ونما الى علمي معلومة ولا اعلم مدى صحتها ، ان بعض النسوة ، تم توظيفهن كأدوات لشراء اصوات من نساء الحارة ، في نهاية العملية الانتخابية يخرجن بمبالغ مجزية من صاحب المال الأسود ، الذي اوكل لهن مهمة شراء الذمم ، يستغلين حالة الفقر والعوز لدى الكثير من العائلات المتواجدة في جيوب الفقر ، في الاماكن الشعبية في العاصمة والمدن الكبرى .
وبمناسبة الحديث عن المال في العملية الانتخابية اسوده وابيضة ، فليس من الانصاف ان نعمم كل من يملك المال يقوم بشراء الذمم ، لكن في نفس الوقت ، نشاهد الصرف والبذخ على الحملات الانتخابية بشكل واضح جدا للعيان ، في حين ان بعض المرشحين الذين لا يملكون المال ، تجدهم في هذه المرحلة بالذات يُعانون الأمرين ، وخاصة حالة الضعف والوهن اللتان تبدوان واضحة على حملتهم ، وثمة من يقول بصراحة عبارة يتم تداولها بحسن نية او بسوءها " اللي معوش ما بلزموش " وكأن الترشح للبرلمان هو من حق الأغنياء وحدهم ، اما الفقراء فلا نصيب لهم ، ومن الافضل بل المناسب لهم ان يقبعوا في بيوتهم فقط للادلاء باصواتهم يوم الانتخاب ،اذا شاءوا ، وسوف يجدون وسيلة النقل التي تنقلهم بكل حب واحترام الى حيث صناديق الاقتراع ، لكن للاسف اعادتهم الى بيوتهم غير مضمونة ! وعلى اي حال في ذلك رياضة وصحة لأبدانهم !
السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه المواسم ، الى متى تستطيع اجهزة الأمن المختصة ،وضع حد لمثل هكذا تصرفات شائنة ، وذلك بعمل حثيث وجهد متواصل من شأنهما القبض على هذه الشرذمة المتنفذة ماليا ، وعلى ادواتهم القذرة، وسماسرتهم الرخاص ، من الرجال والنساء ، وقد وصلت الوقاحة ان بعضهم راح يجاهر بقدرته على شراء آلاف الاصوات وليس بحاجة ( ان بتجمل عليه عمرو ولا زيد ) . اما الصورة العامة فليست سوداوية في مجملها اذ ان اخلاقنا وعاداتنا وديننا تحارب مثل هذه الظاهرة، اذا جاز لنا ان نطلق عليها ظاهرة ، بل هي اقل من ذلك بكثير .
نتمنى ان تنتهي العملية الانتخابية على خير ما يرام ، خالية ما امكن من الشوائب بكل انواعها واشكالها ،ومن اي مصدر كان ، لنخرج بمجلس نيابي يليق بالمرحلة القادمة، التي سوف تحتاج الى جهود واستحقاقت ومواجهة تحديات على المستوين المحلي والدولي على درجة عالية من الأهمية .



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 18171
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم