حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11489

طبعة ثامنة من "الطريق إلى بلحارث" لجمال ناجي

طبعة ثامنة من "الطريق إلى بلحارث" لجمال ناجي

طبعة ثامنة من "الطريق إلى بلحارث" لجمال ناجي

31-08-2016 10:32 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - صدرت عن دار الشروق للنشر والتوزيع في عمان، طبعة ثامنة من رواية "الطريق إلى بلحارث" للروائي جمال ناجي بعد 35 عاما على اصدار طبعتها الأولى عن رابطة الكتاب الأردنيين في العام 1981.
وتتحدث الرواية عن تجربة الاغتراب في صحراء الجزيرة العربية في سبعينيات القرن العشرين.
وورد في المقدمة التي أعدها المؤلف لهذه الطبعة أن قراء كثيرين "حدثوني عن هذه الرواية التي كتبتها العام 1977، نقاد وجدوا فيها (رواية مهمة) عند صدورها، آخرون لم يلتفتوا إليها، أو هاجموها وعابوا عليها براءتها، لكن أحدا لم يذكر بأن استرجاع الدهشة يعد واحدا من الضرورات الكتابية في عصر تشابكت فيه النوايا وجفت الروح حتى اصبحنا غرباء عنها، وربما غرماء لها! هذا ما يدعوني إلى تأنيب نفسي وتلاوة المراثي عليها كلما تذكرت بأنني لم أعد قادرا على تمثل الدهشة أو الإمساك بالبراءة أو العيش في نعيمها مثلما فعلت عندما كتبت هذه الرواية".
وتابع "على الرغم من مرور كل هذه الأعوام، إلا أن الطريق الى بلحارث ما زالت قابلة للقراءة ، ليس بفضل براعة كاتبها أو هول أحداثها، أبداَ، إنما بفضل النهايات المؤلمة لزمن البساطة الذي ولدت ونشرت فيه، فهي تخلو من الحساب، والتوظيف المتعسف للذكاء، والنغمات المعدنية للهواتف النقالة، والدوي المروع للانهيارات المالية، وتهويمات العوالم الافتراضية التي يزخر بها الإنترنت، وطقوس الفضائيات التي لم تكن قد اكتشفت بعد".
وكانت الرواية شكلت منطلقا لجمال ناجي في مسيرته الأدبية، وهي تحكي قصة عدد من المدرسين الذين اغتربوا عن أوطانهم بحثا عن فرص العيش، ضمن ظروف قاسية تقاسمها المدرسون وأهالي قرية بلحارث في أسفل جبال عسير، وما رافق ذلك من غرائب لم تكن في وارد بطلي الرواية "عماد" و"منصور" أو حبيبة عماد المقيمة في عمان "نادية" وهي شقيقة صديقه منصور الذي يعلم متأخرا بهذه العلاقة ويفاجيء صديقه بتحمسه لها، ويبدو أن حماسته نبعت من أنه كان يعيش قصة حب عجيبة مع امرأة من قرية بلحارث اسمها "ظفرة" يشتهيها وينتظر اليوم الذي يلتقيها فيه.
وتستمر الأحداث إلى أن يصاب منصور بالحمى الشوكية التي ينقلها البعوض المقيم في المنطقة بكثافة، فيموت في الليلة التي يكاد حلم حياته أن يتحقق فيها حين تأتيه "ظفرة" إلى حيث يقيم، لكنه يكون في صراع مع الحمى التي تجهز عليه قبل لحظات من وصولها، ومع موت منصور فإن حلم صديقه عماد بالزواج من حبيبته "نادية" يجف ويتلاشى حين يعود إليها في عمان، ومعه جثة شقيقها منصور.
تمثل الرواية حكاية انهيار الأحلام المبنية على الحلول الفردية لواقع الحياة التي اضطرت منصور وعماد إلى الاغتراب في مناطق نائية، وحكاية التمازج الإنساني الذي ميز علاقتهما بسكان تلك المنطقة الذين اتخذت معاناتهم أشكالا أخرى في ذلك الوقت.
وفي إحدى حواراته، حول ما تبقى من "الطريق إلى بلحارث"، بين ناجي أنه "لا يبقى من الحروب سوى حكايات الجنود وأغنياتهم"، وأضاف "بلحارث كانت تعيش حرباً مع قسوة الحياة، لا أبالغ إن قلت إنها خاضت صراعاً ضارياً مع الطبيعة ومع الزمان ذاته من أجل البقاء، جنود هذه الحرب هم أهل بلحارث، رجالاً ونساءً وأطفالاً، كلهم شاركوا في حرب البقاء تلك، أما أنا فقد كنت – في البداية – شاهداً على ما كان يجري، ثم وجدت نفسي واحداً من أولئك الجنود، وما روايتي (الطريق إلى بلحارث) إلا واحدة من حكايا الجنود وأغنياتهم التي لا يمحوها الزمان"
وتابع يقول "لبلحارث وجهان لا يغيبان عني كلما تذكرتهما: الحزن والفرح. وجهان يشبهان زغاريد نساء بلحارث التي ما تزال أصداؤها تتردد في مسمعي، فهن يزغردن في الفرح، ويفعلن الشيء ذاته في الحزن، زغرودة الفرح مفهومة، لكن زغاريد الحزن كانت بمنزلة نداءات أو صيحات استنجاد جراء مصيبة أو حزن مفاجئ يحل في بيوتهن، خصوصاً حين تنطلق بغتة ومن دون مقدمات في ليل الصحراء العميق".
وحول مدى حنينه لذلك المكان، أكد ناجي "تلك مرحلة عزيزة من حياتي، مع أنني لست واثقاً من أن مَنْ كانوا من أصدقائي في بلحارث ما يزالون على قيد الحياة أم أنهم رحلوا، لكن هنالك اثنان أو ثلاثة من طلبتي الذين كانوا صغاراً، يراسلونني من حين لآخر عبر فيسبوك، ويذكرونني بذلك الشاب المغترب الذي كان يدرّسهم مادة الرسم".
وأضاف "أحياناً أشعر بأن المكان الصحراوي يناديني، ويدعوني إلى خوض تجربة التأمل التي عشتها خلال وجودي في بلحارث، كنت أقضي ساعات من التأمل، تساعدني فضاءات الصحراء الصامتة، وآفاقها الواسعة، وبراءة الأشياء فيها".
يشار إلى أن دار الشروق ستتابع إصدار الطبعات الجديدة لعدد من روايات ناجي، ومنها: مخلفات الزوابع الأخيرة وليلة الريش وعندما تشيخ الذئاب وغريب النهر.-(بترا)


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11489

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم