حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24205

النكسة ما زالت آثارها مستمرة الحلقة الحادية عشرة

النكسة ما زالت آثارها مستمرة الحلقة الحادية عشرة

النكسة  ما زالت آثارها  مستمرة الحلقة الحادية عشرة

21-08-2016 10:37 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالحميد الهمشري

لقد انقضى على نكسة الخامس من حزيران قرابة الأربعين عاماً وهناك قضايا شائكة ما زالت ماثلة أرقت دول المنطقة إلا الدولة العبرية المدعومة بحبل من دول النقض "الفيتو " بمجلس الأمن خاصة الغربية منها والتي تتحكم في القرارات الدولية لتبقى فقط تخدم مصالحها دون الدول المستضعفة من دول العالم الثالث وتستخدم حق النقض فقط لدعم هذا الكيان ومصالحها الذاتية خلافاً لما تقوم به من مد هذا العدو بكل أسباب القوة والمنعة لتبقي له اليد الطولى بالعبث بأمن الآخرين من جيرانها وجيران جيران جيران جيرانها ، فالممارسات الصهيونية أمام هذا الحبل الممدود من الدعم اللامحدود أبقت الدول العربية قاطبة في حالة إرباك وتخبط في كيفية الذود عن حياضها أمام الأخطار المحدقة بها وأمام هذا الوضع الهش تقف هذه الدول عاجزة عن اتخاذ موقف موحد يمنع حالة الانهيار الأمني والاقتصادي وخدمة قضاياها سواء منفردة أو مجتمعة وتركت الكل في حالة تخبط الكل يبحث عن مخرج ويجتهد لكن كل ذلك لم يسعف أياً منهم من مجابهة أعاصير ما يحاك في الخفاء والعلن ضد كل منها لدرجة وصلت إلى لجوء البعض للاستعانة بهذه الدولة المارقة والتي تتحين الفرض لفرض هيمنتها إن لم تكن عسكرياً اقتصاديا واستراتيجياً تبقى تحت باب حسن النوايا الموجه والمهيمن على هؤلاء جميعاً فلم أر وأسمع في حياتي أن اصبح ثعبان أو ذئب أو أي حيوان مفترس أو صياد صديقاً لفريسته أو لضحاياه المفترضين فما عجز هذا العدو من تحقيقه بقوة السلاح سينفذ إلى جسد الأمة من خلال الدبلوماسية الهادئة ويمكنه ذلك من الحصول على الاعتراف بحق وجوده الشرعي بصك اعتراف مجاني وبلا مقابل .. صحيح أن الظروف لا تخدم الصالح العام للعرب لكن السير في الطريق الخطأ يؤدي إلى الدمار والانهيار لأن حصاره كان يقض مضاجع من أنشأ هذا الكيان وقادته وخروجه من قمقمه سيكون الوبال والدمار للجميع .
قبعد مرور 100 عام على تحرر العرب من نير الاحتلال التركي ما زال العرب يقبعون تحت نير الهيمنة الأجنبية التي وطأتها كانت وما زالت أشد وقعاً على الجسد العربي من الاتراك بانفتاح المجال لعدو التبختر بالأرض العربية بكل حرية وبلا قيود وهذا لم يكن موجوداً حتى عام 1977 فقد كان العرب لا يستسيغون هذا العدو الذي زرع عنوة في قلب الوطن الغربي للتخلص من تواجد أفراده بين ظهرانيهم للعيش في قلب ديار العرب بأرض فلسطين على حساب شعبها لتكون له اليد الطولى والمهيمن على المنطقة كلها كون فلسطين تعتبر قلب هذا العالم وذراعه ، فمن ملك الأمور فيها وبمن حولها ملك العالم بأسره فهي ومنذ الأزل مسعى كل القوى العظمى وحتى الوليدة منها كانت للهيمنة عليها ، وما سادت دولة على العالم الا بالسيطرة عليها وإخضاعها لها.. ورغم التنازلات العربية عامة والفلسطينية خاصة عن ثوابت كان تجاوزها ضمن الخطوط الحمراء رسمياً وشعبياً وقومياً وإسلامياً وحتى إنسانياً ، فإن هناك قضايا شائكة أسهمت في التردي العربي والفلسطيني وأضعفت مواقف الجميع في نصرة القضية الفلسطينية للوصول التي ما زالت تعتبر حتى اللحظة وفق ما يعلن على الملأ قضية العرب والمسلمين المركزية الأولى حيث طرأت ظروف محاولات لتغييب للحق الفلسطيني والعرب والمسلمين في أرض فلسطين وتوجهات لترتيب تسويات على حساب سكانها وأهل المنطقة وهناك عوامل دفعت إلى ذلك ومكنت القوى الطامعة من فرض شروطها وسطوتها على إرادة هذه الأمة والتي يمكنني حصرها يالآتي :
1 - التناقضات العربية .
2 - التناقضات الفلسطينية .
3 – الممارسات الصهيونية.
وقد كان لتلك العوامل أثرها السلبي على :
أ - الأسرى .
ب - القدس والمقدسات الإسلامية فيها.
ج – حق العودة .
د – حق تقرير المصير للشعب العربي في فلسطين.
وهذه مجتمعة أمام تكالب القوى الخارجية التي تسوس هذا العالم وتمكنها من تسيير الأمور وتوجيه بوصلتها وفق الاتجاه الذي يخدم مصالحها على حساب أهل المنطقة الخاضعين للابتزاز والعبث بأمنهم واستقرارهم من قبل تلك القوى التي لا ذمة ولا إلاً لها..
وسأتناول هذه القضايا الشائكة وما تفرع عنها في حلقات قادمة بالتحليل والتمحيص وبانتهائ الحديث عنها سأنهي حلقات موضوع " وما زالت النكسة آثارها مستمرة " والتي أرى أنه لا بد لأهل المنطقة حكاماً ومحكومين من تضافر جهودها والتوجه الصادق بالاعتماد على الذات في بناء الكيانات العربية وتهيئة الأجواء لبناء مستقبل واعد للأجيال القادمة التي ما زال مستقبلها حتى اللحظة في مهب الريح أمام التداعيات المتواصلة في بنيان هذه الأمة ، وعلينا من أجل الوصول لهذا الهدف أن ننهي مقولة أن " العربي عاشق لخناقه " ويبقى يلهث ويجري خلف هذا الخناق لكي ينال حقوقه ،، فهل سبق لخنَّاق أن تعاطف مع من يضيق الخناق عليه أو هل من الممكن لظالم أن يكون رحيماً بخصمه ؟! أترك الإجابة على ذلك لذوي الرأي السديد والصائب من حكماء الرأي ولمن يملكون ناصية تسيير الأمور الذين يمكنهم بالسير بركب هذه الأمة إلى بر الرفعة والأمان.
" 1 "
التناقضات العربية
لقد لعبت التناقضات العربية دوراً كبيراً في ضعف القضايا المركزية والاستراتيجية في مواجهة الظلم والعدوان وفي إيجاد الحلول الملائمة للقضايا المصيرية ، وأصبح شعار كل طرف " أنا وبس وعلى غيري الطوفان " ، مما أسهم في زعزعة الثقة والأمن والاستقرار بين كل الأقطار وفي كل قطر منها وأدى ذلك لنشر الفوضى في كثير من الأحيان بين ربوعها مما استمرأ الطامعين للتمادي في طغيانهم والعبث بأهل المنطقة برمتها لصالح كيان صنعوه ليكون عينهم ومعولهم في هدم المنطقة كلما سنحت الظروف ولكل من يحاول النهوض بالأمة من كبوتها لنبقى بين سندان التخلف ومطرقة الخضوع والهوان من التمزق والضعف الحاصل، وبالحديث عن التناقضات وإسهامها في ضعف المواقف العربية سأسلط الضوء فقط على ما أعقب حرب الخامس من حزيران وأثرها في تمزيق القوى العربية وخضوعها لإرادة وهيمنة وشروط الأعداء :
بعد نكسة حزيران بدأت مرحلة الإعداد لتحرير ما تم احتلاله من الأرض العربية والدفاع عن الحدود الجديدة التي صنعتها تلك الحرب مع العدو الصهيوني فكانت هناك حروب استنزاف وجس نبض لمعرفة أماكن الخلل والضعف لدى العدو الصهيوني إلى أن حصلت حرب تشرين أول / اكتوبر التحريكية في عام 1973 . . حيث كان هناك حتى هذه الحرب التحريكية خطوط حمراء تم اتخاذها في القمة العربية التي انعقدت في الخرطوم عام 1967 عقب النكسة لتدارس الهزيمة التي لحقت بجيوش دول عربية مؤثرة في الصراع العربي الصهيوني وهي دول الطوق العربي مصر والأردن وسوريا والدولة المساندة لها العراق حيث كانت قرارات قمة الخرطوم المعلنة " لا صلح ، لا اعتراف ، لا تفاوض مع الكيان الصهيوني" ولكن بعد حرب اكتوبر / تشرين أول 1973 خرج الرئيس المصري الراحل أنور السادات عن الإجماع العربي الذي كان في قمة الخرطوم بإعلانه يوم 16 نوفمبر 1977 بعد أن عادى السوفييت مورد السلاح الذي خاضت به مصر حروبها كلها فيه وتلقيه إشارة من الولايات المتحدة لإعلان مبادرته التي أعلنها على الملأ أمام مجلس الشعب المصري عن استعداده للتوجه إلى القدس الشرقية وتلقى بعدها دعوة من بيغن ليلقي كلمته في الكنيست وقد قابل ذلك رفضاً عربياً إجماعياً رسمياً وشعبياً في حينه وعقدت قمة بغداد التي أعلنت مقاطعة نظام أنور السادات المصري وليس مصر لأن مصر لم تكن في يوم تتخلى عن دورها الطليعي في إسناد هذ الأمة والدفاع عن حياضها ، وتم نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس حيث استمر السادات في نهجه وتم توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي من وجهة نظري أنها كبلت مصر بعقود وعهود لا يمكنها الخروج عنها لأنها مصاغة قانونياً بما لا يسمح لمصر الخروج عنها تحت أي ظرف من الظروف وتقوم برعايتها الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي للعدو الصهيوني.. وهنا لا أود الخوص بالحديث عن الاتفاقية وملحقاتها التي تحمل الكثير من الأسرار التي لم يجر كشف النقاب عنها حتى الآن كونها أي الاتفاقية الداعم الرئيسي لأمن الكيان الصهيوني وحولت مصر من دولة داعمة للصمود العربي الفلسطيني المشترك في مواجهة الهجمة الصهيونية إلى دولة صديقة لكيان يعبث بمقدرات الأمة وبأمنها واستقرارها وأصاب الجسم العربي الذي كان داعماً لمصر في كل مواجهاتها مع عدو لا يرحم ،واستمرت قطيعة مصر لسنوات معدودة انتهت بالمتسبب بالقطيعة الذي جرى اغتياله أمام شاشات التلفزة العالمية أثناء احتفاله في 6 اكتوبر من عام 1981 وتسلم الرئاسة من بعده نائبه محمد حسني مبارك الذي أصبح رئيساً لمصر حتى قيام ثورة الربيع العربي بها حيث تنحى مبارك عن الحكم بعد تسلمه إياه عدة عقود وقد شهدت فترة حكمه اجتياح الكيان الصهيوني لعاصمة عربية " بيروت " وإخراج منظمة التحرير وقواها العسكرية من لبنان وإقامة تحالف أمريكي أوروبي عربي ضد العراق واجتياح القوات الأمريكية تحت مسمى التحالف الدولي للعراق واحتلاله وأصبح العرب ما بين رفض التواجد العسكري الأجنبي على أراضيهم وما بين التحالف مع هذا الأجنبي الذي ما زال يعبث في الأرض العربية من خلال دعمه لقوى خارجة عن إرادة الإجماع العربي والإسلامي من تكفيريين ومن قوى الروافض أسهمت وما زالت تسهم في ضعف البناء العربي والإسلامي وتكوين أعداء للعرب والمسلمين في المجتمعات الغربية خاصة والعالم بشكل عام وارتفاع وتيرة مناصبة العداء لكل ما يمت للإسلام والمسلمين والعرب أجمعين بصلة وهذا الوضع أضعف القضايا العربية قاطبة في المحافل الدولية والإقليمية وغطى على كل ما يقوم به العدو الصهيوني من ممارسات ظالمة وإجرامية ضد القدس والمقدسات الإسلامية خاصة المسجد الأقصى وضد السكان في فلسطين المحتلة والاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية لإقامة مغتصبات عليها .. في الحلقة القادمة سأتناول أثر التناقضات العربية في زيادة الهوة والتناقضات بين الفلسطينيين الذي أصبحوا بين مطارق تناقضاتهم وسندان عدو لا يرحم وتشتت الجهد العربي وانشغاله بقضايا تخص كل مجتمع عربي بذاته .





لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 24205
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم