حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25673

العصافير المهجرة ..

العصافير المهجرة ..

العصافير المهجرة   ..

16-08-2016 09:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
من الطبيعي وجود الطيور أو الكائنات الحية المهاجرة فهذه رحلة طبيعية في حياة الكائنات الحية خلال بحثها الدائم عن الكلأ والطعام والدفء والمأوى ...

ولكن التهجير القسري من الأوطان هو المصيبة وهو الفاجعة الأصعب على الإنسان وعلى كل الكائنات الحية ... فعندما تجد الكائنات الحية نفسها فجأة بلا وطن ، فهنا ستحدث الصدمة وستكون المشكلة ؛ فعندها سيجد الكائن الحي نفسه مشردا” وتائها” وضائعا في هذه الدنيا دون مأوى أومسكن ووطن ...

وبامكانكم ؛ أيها الأخوة ؛ أن تسألوا الشعب الفلسطيني أو الشعب السوري والعراقي وبإمكانكم أن تسألوا كثيرا من الشعوب المشردة عن لوعة ومرارة فقدان الوطن ...

ثلاثين سنة هي عمر شجرتي ( الواشنطونيا ) والتي قرر زارعوها بعد تلك السنوات الطويلة قطعها ... وباستخدامهم للمنشار الكهربائي تم لهم ذلك ؛ ثم جرى تقطيعهما وخلال ساعة واحدة ...

دقائق معدودة كانت كفيلة بالأطاحة بثلاثين سنة من النمو اليومي ومن الحياة المتجددة والمتجذرة لهاتين الشجرتين الشاهقتين ؛ دقائق قليلة أنهت الأوكسجين المتجدد وأزالت حلقة أساسية من حلقات هذه الحياة ... أسقطوا هاتين الشجرتين فتطايرت الأعشاش ؛ وقطعوا جذوع وأغصان هاتين الشجرتين لتكون حطبا ووقودا للتدفئة ... وبعد ساعة واحدة حملوها في شاحناتهم وغادروا المنطقة ...

والمشهد المثير حصلت حلقاته قبيل فترة الغروب ،،، عندما عادت العصافير المتعبة إلى أعشاشها ومرقدها ونومها ... كانت صدمة العصافير كبيرة لفقدانها موطنها الذي ألفته ... وتسائلت بحيرة شديدة ودهشه ... أين الشجرتين ؟ ... أين الوطن ؟ وأين المأوى؟ فوجئت العصافير بازالة موطنها الذي عشقته من على الخارطة . وهو الوطن الذي آواها وآبائها لسنين طويلة وبكل أمن وأمان وسلام ...فوجئت العصافير بموطنها الذي مسح وكان أثرا بعد عين ... كان المنظر مثيرا لكل مراقب لما جري ... الآلاف من العصافير أخذت تدور وهي مصدومة ولا تدري ما الذي ستقعله ، فمأساتها كبيرة بزوال موطنها من الخارطة ... سادت الفوضى وعم الإضطراب سلوك العصافير الحائرة ، وبدا عليها علامات الدهشة وظهر عليها اضطراب في الزقزقة ... ولكن لا وقت لديها لكي تضعيه ، فالظلام بدأ يقترب وكان عليها سرعة البحث عن موطن جديد لكي تستوطنه ...

انطلقت تلك العصافير المهجرة للبحث وبسرعة فائقة عن موطن جديد لتسكنه ، موطن يأويها في تلك الليلة البائسة الحزينة ولو بشكل مؤقت ...

ولم تجد تلك العصافير كثير عناء لتظفر بهذا الوطن وذلك المأوى ، وشاركت مجموعات أخرى من العصافير بيوتها وأعشاشها المبنية والمنتشرة على الأشجار الأخرى الشاهقة ...

لم تحتاج العصافير المهجرة للبحث للطويل عن وطن ، ولم تحتاج إلى اذن دخول ولا إلى فيزا لهجرة معقدة ، ولم تلجأ إلى المخاطرة ولا إلى المغامرة ، ولا إلى مشقة وعناء الانتظار الطويل على الحدود المغلقة ... واستقبلتها العصافير المستوطنة للاشجار البعيدة ، كما رحبت بها العصافير المستوطنة للأشجار القريبة ... وقالت لها : كلنا مخلوفات لرب واحد ... وهذه الأرض هي ملكه ـ سبحانه ... وما حل بكم اليوم قد يداهمنا نحن غدا ... فأهلا وسهلا بكم جميعا من غير منة ؛ وأهلا وسهلا بكم ـ فكلنا أخوة ...


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25673
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم