حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19307

المناصب لكم .. وحب الاوطان لنا

المناصب لكم .. وحب الاوطان لنا

المناصب لكم  ..  وحب الاوطان لنا

13-08-2016 10:22 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
لا شيء يعدل حب الوطن ، انها الحقيقة التي تعلمناها منذ نعومة اظفارنا ، فأصبحت تجري في عروقنا مجرى الدم ، قد يقول قائل انه الوطن ، لماذا اوطان ، ونسوا ان هذه ليست غلطتي ولا خطيئتي ، ولا غلطة تلك الملايين التي انغرس حب الوطن في ضميرها ووجدانها، قبل ان يقوم سيئا الذكر سايكس وبيكو ابناء الاستعمار الغربي ، بتقسيم الوطن الى اوطان ،ولم يتوقفوا عن هذا الهدف وحتى اللحظة ، وقامت للاسف جامعتنا العربية بتكريس نظرية القطرية المصطنعة كواقع لا مفر منه .
ليس هذا هو موضوعنا الآن ، فقد مضى على هذه الحكاية ، قرابة القرن من الزمان ، حتى ضياع فلسطين كل فلسطين كجزء عزيز من الوطن الكبير ، بدأنا نتقبله شيئا فشيئا ونستجدي ولو جزءا يسيرا منها ، في حين ان العدو المحتل يراوغنا ويماطلنا وربما يتستتفهنا ، وليس في نيته ان يعيد لنا بوصة واحدة ، ما دام هذا هو حالنا الذي لا يحتاج الى شرح او توضيح ، بل الأسوأ من ذلك فان عدونا هذا ما زال يتطلع بكل جدية الى التوسع ، اذا ما سنحت له فرصة او فرص في المستقبل القريب او البعيد قليلا .
ان المهم في موضوع هذا اليوم هي حالة من الاحباط نشعر بها بين الحين والآخر ، وكلما دق الكوز في الجرة ، لنسمع ان هذا المنصب من نصيب ابن هذا المتنفذ ، وذلك المنصب تم اشغاله من قبل ابن ذلك المهم جدا او ما يُطلق عليهم فئة ال VIP ، التي اصبحت دارجة على كل الالسن ، فمسألة حصر المناصب الرفيعة لفئة او فئات معروفة ومتميزة من النخب باتت امرا واقعا ـ وبالأمس على مواقع التواصل الاجتماعي ــ تم التداول في تعيينات من العيار الثقيل لأبناء متنقذين !!
كمواطن عادي يصيبني كل ما يصيب بقية المواطنين الاردنيين من غصة وحسرة ،على اعتبار ان العين بصيرة واليد قصيرة ، في حين ان اليد الطولى تبقى لتلك النخبة المرضي عنها التي باستطاعتها ان تصل الى ما تريد بكل سهولة ، واشكالنا من الغلابة نركض ونلهث ليل نهار كي نصل ولا نصل ، كالذي يجري خلف السراب ، والآن على المستوى الشخصي ،وقد بلغت من الكبر عتيا ، لم يعد تهمني المناصب ولا اللهاث خلفها ونكتفي بقول اللهم حُسن الختام .
لكن الذي لا يمكن ان اتنازل عنه قيد انملة هو حب الوطن ، احبه بيني وبين نفسي في خلوة صفاء وصدق لا يحس بها أحد غيري، ولا ارغب ان يعلم بها كائن ما كان ، حتى اذا ما قيمت حالتي لم ولن احتقرها ، كوني لم الوثها بفتات الاختلاس والخيانة والتحايل ، عندما كنت اعمل في القطاع العام ، ارتضيت بما قسم لي ربي من حلال ، لكنهم اكابر مجرميها (هبشوا ) ما هو ليس من حقهم ، والا من اين لهم هذه القصور! ، هؤلاء هم من يحتقرون انفسهم اذا ما خلوا الى انفسهم ، هذا اذا كانوا يملكون بقية من ضمير .
فقرنا وقلة حيلتنا وتهميشنا مع طهرنا لا يقلل من اعتزازنا بأنفسنا ، بل هو وسام شرف على صدورنا ، في حين ان ما اكتسبوه اولئك من مناصب لا يستحقونها ، ومن مال حرام خصلوا عليه من كافة الطرق المعوجة ، والاساليب غير السوية ، لن يضعهم في عيشة راضية ، ولن يزيدهم الا تبارا ، فأرصدتهم وقصورهم المنيفة وسياراتهم الفارهة لن تنفعهم الا قليلا .
بقي ان اشير اننا الآن نعيش في اجواء انتخابات برلمانية كاستحقاق دستوري ، فالمال السياسي النجس، اذا ما كان هو سيد الموقف او جانب مهم منه ، فأي برلمان سوف ننتظر . وعلى الرغم من هذه النظرة غير المتفائلة كثيرا ، الا ان احساسي وقناعتي بوجود قيادة هاشمية راشدة تقود هذا البلد ، تبقى صمام الأمان الذي نعوّل عليه ، فلولا فضل من الله اولا، ووجودها بيننا ثانيا ، لعصفت بنا العواصف ، وجرفتنا التيارات المتلاطمة التي تحيط بنا من كل جانب .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19307
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم