حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23677

لكل شيء ثمن ..

لكل شيء ثمن ..

لكل شيء ثمن  ..

03-08-2016 01:12 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
الصحابة والتابعين والمسلمين الأوائل ، بذلوا الغالي والنفيس لنيل رضا الرحمن .... حتى رضي عنهم ورضوا عنه ... ولكن مشكلتنا في هذا الزمان الملون والملوث بأننا نريد تحصيل كل شيء دون دفع الثمن ...

يقول شوقي : وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ... ندعو لتحرير فلسطين ولإسترجاع القدس والأقصى ولكن من خلف الشاشات أو باشعالنا للشموع المضيئة أمام الهيئات والمنظمات الدولية ... ! وترى البعض منا يعض على دنياه بالنواجذ وينكب على متع الحياة وهو يدعي بأن هدفه المنشود هو الجنة وفردوسها الأعلى ...

يتزوج الكثيرون منا وليس لديهم الاستعداد المطلوب لدفع الثمن الناشيء عن تكوينهم لأسرة جديدة ولأبناء جدد ... وبعضنا يجتهد في البحث عن وظيفة جديدة له ، وعقب تحصيله لهذه الوظيفة تراه يتهرب منها ومن تبعاتها وتجده مهملا لواجباته ... ومنا من يتصدى لحمل المسئوليات الكبيرة ولكنه لا يبالي للقسم القرآني الذي أقسمه ، ولا يسأل عن عظم الأمانة التي تصدى لحملها ... ومنا من يتصدى لحمل الرسالة التعليمية للأجيال ولكنك لا تلحظ عنده الحرارة المطلوبة للعمل ، ولا تجد لديه أدنى إستعداد لبذل الجهد الموصل لتلك الرسالة العظيمة ... ومنا من يتصدى لدراسة العلوم الشرعية ولممارسة الإفتاء الشرعي ؛ ولكنك لا تجد لديه الإستعداد الأدنى للتضحية بأقل القليل في سبيل قول كلمة الحق وبيان الحقيقة الشرعية ... فحيثما مالت رياح الأقوياء رأيته يميل ...

يبتلى المرء على قدر دينه وايمانه .. ولكن أغلبنا سقط ويسقط أمام الإبتلاءآت الربانية البسيطة والكبيرة : إما بالاستسلام السريع لواقع الأقوياء دون مقاومة ، وإما بالمراوغة وبالمداهنة ...

في هذا الزمان : وجدنا الغالبية العظمى من شعوبنا العربية و الإسلامية تريد بلوغ وتحصيل ـ كل شيء ـ ولكن دون تقديم أي شيء ودون دفع أي ثمن ...

سمعنا قصيدة لمدح الشهيد صدام حسين غداة إعدامه بأيدي أذناب الإحتلال الأمريكي المجرم ... وشاع بين الناس بعدها بأن تلك القصيدة هي بصوت الشيخ عائض القرني ... ولكن وقبل عدة سنوات ذهب شيخنا الجليل عائض القرني إلى ما يسمى بأقليم كردستان العراقي ، وعند وصوله لمطار اربيل فاجئه الصحفيون بسؤال أعدوه سابقا ويقصدون من ورائه احراجه أو تثبيته ... فسالوه : لماذا مدحت صدام حسين بعد اعدامه ، وهو الذي اباد حلبجة بالاسلحة الكيماوية بحسب قولهم وادعائهم ... ؟ فأجابهم الشيخ عائض : لست أنا قائل تلك القصيدة ... ثم قال : أنني أبرأ الى الله أن أمدح الطغاة والظلمة ...

والشيخ عائض لم يتبرأ من تلك القصيدة طيلة الفترة التي سبقت زيارته للمنطقة الكردية ؛ ولكنه تبرأ منها عقب وصوله لاربيل مباشرة ، وتبرأ من مدح الطغاة والظلمة كما صرح للصحفيين ...
إنني احترم شيخنا عائض واحترم حكمته وعلمه الديني الغزير ... ولكن سواء كان الشيخ عائض كاتب وقائل تلك القصيدة أو غيره من قالها ... فالشيخ عائض القرني لم يوفق في إجابته تلك حين وصف الشهيد صدام حسين بالطاغية ونعته بالظالم ... لانه وفي هذه الحالة قفز عن الحقيقة الواضحة والتي شاهدها العالم باسره ... وهي حقيقة : تكريم رب العالمين لصدام حسن بالشهادة وبحسن الخاتمة وهو يردد بثقة وبثبات وايمان الشهادتين ...

وهذه الخاتمة يتمناها كل انسان مسلم وهي خاتمة لم يظفر بها كثير من مشايخنا ومن علمائنا ... والله تعالى قبل توبة الرجل الذي قتل 99 نفس ثم أكملهم على المائة ... ولو افترصنا جدلا” بأن صدام حسين قتل 99 مليون انسان ... فمن الواضح بأن الله تعالى قبل جهاده للمحتلين وقبل توبته فاكرمه بنطق الشهادتين وأحسن خاتمته أمام مرأى العالم أجمع ...

وهذه هي الحقيقة الساطعة والتي لم يجرؤ على قولها كثير من مشايخنا وعلمائنا ، ولكننا شاهدها جميعيا في صبيحة عيد الاضحى ... فلماذا ارتبك الشيخ عائض القرني ... ولماذا حاول طمس الحقيقة الواضحة ... إنا لا اعلم السبب ... ولكن الذي أعلمه بأن المؤمن يبتلى من ربه على قدر دينه وايمانه ... والذي أعلمه كذلك بأن لكل لكل شيء ثمن ...


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23677
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم