حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21818

«سوهاج» للفنون الشعبية .. الصعيد المصري في مهرجان جرش

«سوهاج» للفنون الشعبية .. الصعيد المصري في مهرجان جرش

«سوهاج» للفنون الشعبية ..  الصعيد المصري في مهرجان جرش

31-07-2016 10:19 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - شاركت فرقة سوهاج المصريّة للفنون الشعبية في الساحة الرئيسية لمهرجان جرش الحادي والثلاثين، وقدّمت عروضاً أكّدت حضور العادات القديمة في الصعيد من خلال الأزياء والأغاني ومواضيع الحياة التي نقلها ثلاثة عشر فناناً انضمّوا إلى تاريخ هذه الفرقة العريقة التي تأسست مطلع السبعينات من القرن الماضي.

وكما هي مصر، متنوّعة التراث في البادية والمدينة والجنوب والشمال وفي كلّ المقاطع الاجتماعيّة التي تتوافر على كنوز شعبيّة تقوم الفرق الشعبيّة بحمل الجزء الأكبر منها في المهرجانات العربيّة والعالميّة، فإنّ البيئة (السوهاجيّة) تعتبر ممثلاً جيّداً وأصيلاً للصعيد المصري، كما يقول مدير الفرقة عاطف عبدالمجيد في لقاء مع (الرأي) على هامش مشاركة الفرقة التي حازت جوائز كثيرة وتواصل مشروعها الواثق في العناية بالتراث.

يقول عبدالمجيد إنّ الفرقة مهتمّة جداً ومخلصة للأصالة بعيداً عن اللون الاستعراضي، معرّفاً بعدة تابلوهات راقصة، منها (الخلخال)، و(التحطيب) و(الربابة) و(الموسم الديني) و(التنورة) و(المراكبيّة) وسواها من الألوان التي تمثّل رصيداً يضع الفرقة في مصافّ الفرق الأصيلة في عروضها في كلّ المسارح والمهرجانات، منها مهرجان ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ بأﻟﻤﺎﻧﻴﺎ، ﻭﻋﺪﺓ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺑﺘﻮﻧﺲ، وﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺑﺼﺮﻯ ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ، وﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺑﺮﺟﺎﺱ ﺑﺒﻠﻐﺎﺭﻳﺎ، ﻭﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﺑﻮﺟﺎ ﺑﻨﻴﺠﺮﻳﺎ، وﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺻﻼﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻰ ﺑﺴﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ، وﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻫﻨﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺼﻴﻦ، وﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺻﻴﻒ ﺻﻧﻌﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻰ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ، وﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﻔﺠﻴﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ﺑﺎلإماﺭﺍﺕ، وﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ بالقاهرة.

ويضيف الفنان، الذي يعرب عن احترامه لتفاعل الجمهور الأردني مع عروض الفرقة انطلاقاً من تشابه مقاطع اجتماعيّة أردنيّة معها، أنّ المشاركة المصريّة في مهرجان جرش تُعدّ مشاركة مهمّة في مجمل مشاركات فرقة سوهاج، مؤكّداً أهميّة التبادل الثقافي المصري والأردني وإتاحة المجال للتعرف على تابلوهات الفرقة، وتحديداً (عروس النيل) الذي يجسّد الحقبة الفرعونيّة ويعطي صورة دراميّة حسيّة بصرية عن مصر في غناها الزمني والجغرافي، ويظهر المعتقد التاريخي في حثّ نهر النيل على التدفق والعطاء والفيضان بإهدائه جميلات الفتيات المصريّات في تلك الفترة.

و قياساً على هذه الألوان أو التابلوهات، يقول مدير الفرقة إنّ كلّ فقرة لديها ما يميّزها من فلكلور أو تراث تقمّصاً للحالة قيد التجسيد؛ مؤكّداً في قراءته للخريطة المصريّة الغنيّة بتراثها أنّ كلّ محافظة تنبع شهرتها من إخلاصها للونها المحليّ في إطارٍ من التكامل على مستوى مصر.

وفي مقارنته بين المسرحين المغلق والمكشوف، يؤكّد عبدالمجيد أنّ الفرقة تستطيع التعامل مع خصوصيات العروض واتكاء أعضائها على الموسيقى والغناء الحي أو المسجّل، لافتاً إلى أنّ العرض الحي يحتاج ترتيبات غاية في الدّقة وجمهوراً من نوعٍ خاص.

ويقف مدير الفرقة عند فقرة(التنورة) بصفتها عرضاً بصريّاً غنائيّاً راقصاً يرتبط بالجذور الدينيّة والصوفيّة، مؤكّداً القيمة المضافة التي تؤدّيها هذه الألوان على ذائقة المشاهد العربيّ في الحركات المتسارعة والأزياء المفعمة بالجمال.

وفي سؤاله عن مدى التمسّك بالقديم أو الانزياح إلى الجديد و(الموضة) لدى الجمهور الشباب، يؤكّد مخرج العرض مدرّب الفرقة محمد الرز عناية (سوهاج) بالجانب الفني، وتوخّيها الفوز بمسابقات وزارة الثقافة المصريّة والهيئة العامة لقصور الثقافة على مستوى التراث المصري، في حقول معيّنة منها اللعبة الشعبيّة والحرفة والفرح وكثير من المفردات الشبيهة، معرباً عن اعتزازه بأنّ كلّ فرقة من فرقة الفنون الشعبيّة المصريّة تسعى جاهدةً وسط منافسة شديدة للوصول إلى المراتب الأولى على مستوى الجمهوريّة، لأنّ هذا الحضور يؤكّد أحقيّة هذه الفرق في المشاركات الخارجيّة، مقدّماً نبذةً عن فوز (سوهاج) بالمركز الأوّل في ألمانيا من بين ستٍّ وثلاثين دولة، وكذلك حصولها على المركز الثاني في جمهورية الصين الشعبيّة من بين سبعٍ وسبعين دولة.

ويؤكّد إيلاء الفرقة لجانب التراث البحري في سوهاج أهميّةً كبرى، مثل أغاني الصيّادين أو(المراكبيّة) وفي وصلات (السمسميّة) العذبة ذات الاتصال الوثيق بسمسميّة العقبة في الأردن، ويقيس على هذا النمط الغنائي الموسيقي الراقص ألوان (التحطيب) والفرح السوهاجي والحرفة التقليدية وما يتخلل ذلك من تفاصيل لطيفة تقتنصها هذه الفرقة بخفة ومهارة ليرسخ منها شيءٌ لدى الشباب، وذلك أضعف الإيمان.

وحول تجديداته في الاشتغال على أزياء الفرقة يؤكّد الرز أنّ الاعتماد الرئيسي هو على عين المشاهد ومدى تفاعله مع اللون الذي يظهر على المسرح في تفاصيل (التنجيد) والخبز واللعبة الصعيدية و(حنّة) العروس، وما شابه، مع مصاحبات موسيقيّة تعزز الشجن القديم وتبعث على الخيال واستعادة ذلك الزمان.

ويذكر من هذه الآلات الموسيقيّة الشعبيّة آلة المزمار البلدي والربابة والكَوَله والطبل البلدي والإيقاع وطبلة الفخار، وما يسمّى (الدّربُكّة)، لافتاً إلى التشابه الكبير بين معظم هذه الآلات والآلات الموسيقية العربيّة.

وعن مدى اختلاف فرقة (سوهاج) عن غيرها من الفرق، كفرقة (رضا) على سبيل المثال، يقول إنّ فرقة رضا تستلهم في عروضها جميع المحافظات المصريّة، بمعنى أنّها تؤدّي تابلوهات فنيّة ولا تؤدّي تراثاً خاصّاً بمحافظة معيّنة، فهي استعراضيّة على وجه العموم، في حين أنّ فرقة سوهاج مخلصةٌ جدّاً لجغرافيّتها الفنيّة والتعريف بها في جميع المشاركات.

ويقول مقارناً بين الصعيد قبل خمسين سنة وبينه اليوم في سياق سؤاله عن بقاء الأزياء أو استجابتها لعناصر (الموضة) المجاورة محليّاً وعربيّاً، إنّ الأفراح الشعبيّة بين القديم والحديث لا بدّ أن ينتابها بعض التغيير استجابةً لعنصر الزمن، مؤكّداً صعوبة أن نظلّ حتى وقتنا الحاضر محتفظين بتلك الأزياء، من جهة، ومن جهة أخرى يستعيد لوحات الربابة وطقوس اختيار العروس عن طريق الأم والأعمام وما يصاحب ذلك من أعمال الفرح والزواج، كما يستعيد مسمّيات معيّنة، من مثل (الغوازي) التي كانت تُطلق على من يمتهنّ مهنة الغناء في تلك الجغرافيا من مصر.

ويرى أنّ كلمات الأغنية الصعيدية والمصريّة التراثيّة عموماً هي وليدة زمنها بصفتها معبّراً حقيقياً عن تفاصيل الحياة والناس وطقوسهم اليوميّة، راصداً شيئاً من هذه الأغاني ردّاً على سؤال إمكانيّة أن يتخصص شاعرٌ ما بكتابتها أو صوغها من جديد، ومنها طقوس العجين والخبز، كما في الأثر الغنائي الشعبي (بيضا وعروستك بيضا) و(أهو جالك أهوه) و(خدناها بالسيف الماضي، وابوها ما كانش راضي، وعلى شانها بعنا الأراضي)، وهكذا، وهي كلمات ما تزال تُغنّى اليوم ويحتفظ بها الأرشيف التراثي المصري العريق في وزارة الثقافة والإذاعة والتلفزيون، وعلى ألسنة الفرق المصريّة المحافظة على التراث.

ويختم مدرّب الفرقة بتأكيده أهميّة المهرجانات العربيّة في تعريفها بالفرق العربيّة وما يمكن أن تسهم به في مشاركاتها، ناقلاً أن مدير عام المهرجان محمد أبو سماقة كان تعرّف إلى أداء الفرقة وتميّزها خلال مشاركتها بمهرجان الفجيرة للفنون الشعبيّة مؤخراً، معرباً عن اعتزازه بأن تشارك فرقة سوهاج في أعمال المهرجان.

من جهته يلفت أبو سماقة إلى المشاركة المصريّة الجادّة هذا العام، ذاكراً أن فرقة الطنبورة المصريّة أدّت في الساحة الرئيسية للمهرجان ألواناً مميزة، مثلما تؤدّي فرقة علي الهلباي للإنشاد الديني عدداً من وصلاتها الاثنين 1/8 ضمن أمسيات (عمان) التي ينقلها المهرجان في المركز الثقافي الملكي بعمان.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21818

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم