حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18549

بالصور .. مونترو .. بين جبال الألب وبحيرة جنيف ..

بالصور .. مونترو .. بين جبال الألب وبحيرة جنيف ..

بالصور  ..  مونترو ..  بين جبال الألب وبحيرة جنيف ..

28-07-2016 11:25 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - هناك حيث تعانق جبال الألب بحيرة جنيف وتحتضن الأخيرة شاطئ Montreux تتشكل لوحة فنيّة تعجز مخيلتنا عن تصورها، لكننا نمتع عيوننا بالتحديق إليها. أما في Glacier 3000 Les Diablerets فقصة أخرى تغوص فيها بين أعماق جبال الألب عبر Alpine Coaster، ثم تحلّق فوق أعلى جسور العالم الـPeak Walk، لتعيش أجمل المغامرات وتستكملها في رحلتك إلى Villars بممارسة رياضة الغولف في مكان من أكثر المساحات الخضراء امتداداً.


من لوزان انتقلنا إلى Saanen بقطار Golden Pass الذي يمر بمونترو، ولكن الوقت الذي بلغ نحو ساعة ونصف ساعة لم يكن متعباً، إذ يبدو أننا بدأنا نُغرم بنظام السفر في سويسرا عبر القطار كالسويسريين، بسبب مقاعده المريحة والقديمة التصميم التي تمثل الطراز التقليدي السويسري وألوانه الفرحة وأقمشته المطرزة بالخيوط الذهبية والمحاطة بالأعمدة الذهبية، كما أن نوافذه الواسعة تشعرك بأنك وسط الطبيعة وباستطاعتك رؤية أماكن فريدة من نوعها لا يمكن مشاهدتها من نقاط أخرى، بالإضافة إلى أن الـGolden Pass من أفضل وسائل السفر في سويسرا.
من Saanen انتقلنا بالحافلة إلى النقطة التي نستطيع أن نستقل فيها المقصورة الهوائية والتي تحمل اسم Glacier 3000 لتحملنا إلى نقطة ترتفع عن سطح البحر أكثر من 3000 متر... مشهد رائع نراه من أعلى المقصورة وصولاً إلى المكان المقصود وهو Glacier 3000 Les Diablerets، حيث جبال الألب التي ذابت ثلوجها بعد صيف حارق مرت به أوروبا، وفاقت الحرارة فيه الـ40 درجة. ورغم ذلك، لم تنتفِ متعتنا ببقاء ما تيسر من الثلوج، فالنشاطات التي قمنا بها لا يمكن ذاكرتنا أن تهمّشها.

Alpine Coaster وهي المزلقة الأعلى في العالم، تتسع لشخص واحد وتسير على سكة تشبه سكة القطار بين جبال الألب. الفتاة الموكلة متابعتنا من جانب وكالة السياحة السويسرية، أكدت لنا أن العربة آمنة، ولكنني حينها لم أكن أعي خطورتها ومدى المتعة التي سنحصل عليها من خلال ركوبها. كاميرا أحد الأفلام السويسرية كانت تتشوق لتصوير مشاهد فيلمها عن Alpine Coaster،

وقد سُئلت عن رغبتي في المشاركة في أحد مشاهد الفيلم خلال ركوبي الـ Alpine Coaster، وبالطبع وافقت. عندما انطلقت المزلقة، كان عليّ التحكم بالسرعة والمسافة التي تفصلني عن المزلقة التي تتحرك أمامي وتلتقط مشاهد الفيلم، إلا أن الخوف انتابني لبرهة، لكن خالطني شعور غريب لم أختبره من قبل أثناء رحلتي بين جبال الألب، إذ تشعر بأنك ترمي كل متاعب الحياة وراء ظهرك وتندفع إلى ما هو أجمل وأفضل مع هواء نقيّ تتنشقه ونسمة هواء باردة تلفحك. عندما أنهينا نشاطنا، توجهنا نحو جسر المشاة المعلّق في الهواء الـPeak Walk والذي يبلغ طوله 107 أمتار، يربط اثنين من قمم جبال الألب، ويعتبر من أعلى الجسور المعلّقة في العالم. ما إن بدأنا السير على الجسر حتى ازدادت سرعة الرياح، فبدأ بالاهتزاز، ولكن سرعان ما أخذ الهواء استراحة، وصلنا فيها إلى نهاية الجسر حيث قمة Les Diablerets.

حان وقت الغداء، ولئلا نُحرم من الإطلالة على جبال الألب، جلسنا في مطعم Botta البانورامي، وتناولنا طبقاً مكوناً من السلطة مع الصلصة السويسرية والجبنة السويسرية السائحة. أما طبق الحلوى فكان مؤلفاً من التشيز كيك بالتوت البري.
انتهت فترة الاستراحة، لكن نشاطاتنا لم تنته بعد، استقللنا كرسي الجليد السريع، أي telesiege، وفي تجربة ممتعة، تنقلنا بحافلة الثلوج بين جليد يحافظ على وجوده على مدار السنة، لاكتشاف المزيد من Glacier 3000 Les Diablerets والتقاط العديد من صور الـ selfie مع الأصدقاء، فالعيش بين أحضان الطبيعة يقتل التوتر الذي نعانيه في حياتنا العملية، ويجعلنا نغوص في جوهر جمال الحياة من أعلى قمم الألب.

وفي طريق العودة، ركبنا القطار ووصلنا إلى مونترو. ولكنّ لمونتور رونقاً مختلفاً، إذ لا يمكننا أن نتخيل لون الطبيعة حيث جبال الألب التي تحتضن بحيرة جنيف من جهة، وتعانق مدينة مونترو من جهة أخرى. من غرفني في فندق Riviera مونترو حيث الحقيقة أجمل من الخيال، إطلالة الغرفة تمنعك من التفكير في الخروج من الفندق، ولكن علينا اكتشاف هذه المدينة على أرض الواقع وليس من خلال الشرفة فقط. إلى أزقة مونترو ولجنا، ثم قصدنا مطعم Le Museum حيث تناولنا العشاء وخرجت برفقة بعض الزملاء لارتشاف القهوة والتلذذ بالحلوى مع زملاء من مجموعة أخرى في فندق Fairmont.
تفقدنا أروقة البلدة ليلاً، فهي لوحة أتقنها فنانٌ بسحر أنامله الهندسية مكملاً لوحة الخالق الذي أبدع في تكوين تناقضاتها. وفي الفندق أمضينا ليلتنا لنستعد في الصباح الباكر للتوجه الى نادي الغولف في Villars.

الفكرة لم ترقني في البداية وكنت أفكر في قرارة نفسي بأن هذا النشاط سيكون مملاً لأنني لست من هواة رياضة الغولف. ولكن كم كنت مخطئة في تقديري! بالقطار توجهنا نحو Villars التي ترتفع 1300 متر عن سطح البحر. بعدها استقللنا عربة القطار التي تتنقل بين الجبال وصولاً إلى Bretaye. وتُعد Bretaye أعلى ممر جبلي لجبال الألب السويسرية، وتتكئ على Villars-sur-Ollon ضمن إقليم Vaud. تكتشف في محيط بحيرتها التي وصلنا اليها مشياً على الأقدام، شاليهات على شكل بيوتٍ قروية وتقليدية صغيرة تفتح أبوابها في فصل الشتاء. نحو نادي الغولف كانت وجهتنا.

وبعد مرور نحو 45 دقيقة من السير على الأقدام، وصلنا إلى Villars Golf Club. في هذا المكان، تشعر بنقاء الطبيعة، وكأنها صور «فوتوشوب» من خلال الألوان الرائعة التي تشدّ نظرك من كل حدب وصوب.
أطلعنا المدرب على قوانين رياضة الغولف وتقنياتها، ولعل هذه الرياضة كانت بالنسبة إليّ من أمتع أنواع الرياضة التي اختبرتها، فهي مزيج من التركيز والاسترخاء والرياضة البدنية. أنهينا نشاطنا توجهنا لتناول الغداء، في مطعم بانورامي في النادي نفسه، يطل على قمة Mont Blanc وجميع الجبال المحيطة.
وفي هذا المكان الرائع، لا بد لطبقنا من أن يكون الألذ، إذ تناولنا طبق الـQueen Bites، ثم تلذذنا بمجموعة من الحلويات السويسرية والقهوة اللذيذة. ودّعنا هذا المكان الخيالي بمساحاته الخضراء الشاسعة، وعدنا بحافلة صغيرة إلى Aigle ثم إلى Montreux.

إلى شوارع مونتور كانت وجهتي، فلن أقضي يومي الأخير في مونترو في استراحة. تجولت بين محلاتها التجارية حيث تتمركز أهم متاجر الساعات السويسرية، وفي شوارعها المطلة على بحيرة جنيف والتي تصطف على جانبيها سلسلة من أهم الفنادق العالمية. تمتاز هندسة المباني في مونترو بالطراز التقليدي الـVintage الذي تزينه الطبيعة، وحضارة شوارعه وشعبه.
يفخر الشعب السويسري بانتمائه إلى بحيرة جنيف، ويدافعون عنها بشراسة إذ يعتبرونها «بحرهم»، كما يتباهون بامتدادها ومعانقتها أهم المدن السويسرية، بدءاً من جنيف، مروراً بـ لوزان ووصولاً إلى مونترو. عدت إلى الفندق لتناول العشاء في مطعم Le Safran التابع لفندق Riviera. وبعد العشاء، قمنا بجولة في أرجاء المدينة، ثم عدنا أدراجنا إلى الفندق لنقضي آخر ليلة لنا في مونترو-سويسرا.

استيقظت باكراً لمشاهدة شروق الشمس من خلف جبال الألب، وضّبت أمتعتي وتناولت الفطور برفقة بعض الأصدقاء وأخذت حقائبي نحو القطار لأنتقل إلى جنيف. لم أكن سعيد بالعودة، لعل كل الفرح الذي شعرت به في رحلتي إلى لوزان ثم مونترو، بدأ يتلاشى مع استعدادي للعودة إلى بيروت، إلى العمل، إلى ازدحام الحياة... لهذا البلد سحرٌ غريب يخطف أنفاسك ويشعرك بالانتماء إلى بلد استمد السلام من طبيعته، من مياهه، من روعة هندسته، من شعبه الذي يستغل دقائق الحياة ليعيشها باستجمام وسلام.




















لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 18549

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم