27-07-2016 03:09 PM
نصف الموقف، نصف الحالة، نصف اكتمال، هكذا هو قانون الانتخاب لهذه الدورة، وعلى ما يبدو أن ثغراته تتضح يوما بعد يوم وبشكل عملي، فلا هو يحقق غايات وأساليب الديموقراطية ولا يبقي على دور العشائر في افراز مرشحيها كما حدث في دورات سابقة، وليس باستطاعتنا أن نتجاوز ثقل وأهمية دور العشيرة في المجتمع كأداة ضبط وأداة تشريع للقضايا التي يكون فيها دور العشيرة دورا داعما لدور القانون، أما أن يستمر تحكم العشائرية في أفراد مجلس تشريعي هنا نتوقف لنقول : المطلوب ليس مختار بلدة بل نائب له حضوره السياسي والتشريعي أو على الأقل نائب يعي ما يقال، وهذا ليس تقليلا من شأن أحد لكننا لدغنا على الاقل أكثر من مرة وكنا شاهدين على دور نوابنا وفاعليتهم، وانتهاء دورهم بالنوم تحت القبة.
القانون يجتهد لكنه يجتهد فيخطئ أحيانا، إذ أن القائمة النسبية لن تفرز نائب وطن،ولن تفرز نائب عشيرة الا في مناطق معينة،والقائمة في حدها الأعلى تتألف من خمسة مرشحين وكمالة عدد امرأة كوتا، وهذا ما حدث في معظم القوائم التي تشكلت او التي لم تزل في طور التشكيل، وحينما يكون الحد الأدنى المسموح به لتشكيلها ثلاثة مرشحين فإن هذا يعود بنا إلى قائمة النائب الفرد، وليس بخفي على أحد ان بعض المرشحين عمد الى ضم مقربين منه كي ينسحبوا قبيل الاقتراع وبذلك تعد القائمة مستوفاة للشروط وتصب الاصوات لصالح نائب هو من باب أولى أن يحصل على تقاعد من مجلس النواب، أما الدائرة فاتسعت وعلى قدر سعتها ضاقت وهذا ليس توصيفا أدبيا بل واقعيا، تم ضم الألوية لتكون في دائرة واحدة للمرشح والناخب دون مراعاة نسبية الناخبين في كل لواء والقفز الى نسبية الدائرة، وعليه ستكون المقاعد من نصيب اللواء الاكثر عددا، كما سمح القانون للمرشح أن يترشح في دائرة غير دائرته دون السماح للناخبين بالاقتراع خارج دوائرهم، وهذا ولأننا لم نزل نعتمد على قواعدنا لم يجد اقبالا، فحتى لو كنت كمرشح من وجهة نظر الناخبين"النموذج" الا انهم لن يقبلوا على انتخابك لأن لديهم من هو الأقرب في قاعدتهم، وهذه هي الترجمة الفعلية لمقولة اتسعت الدائرة وضاقت الأفق، نحن لا نمارس عشائريتنا في قمة ألقها والمرشح ليس فردا ولسنا نمارس ديموقراطيتنا في امكانية التصويت لمن هم خارج دائرتنا أو حتى امكانية اختيار مرشحين من اكثر من قائمة، ولذا كان التخبط سيد الموقف، وأزمة الثقة بين أعضاء الكتلة الواحدة ستبقى قائمة وقد يعقب عملية الاقتراع اتهامات وتشكيك في المصداقية، وعن المرأة وحصر الكوتا داخل قائمة دون مراعاة طبيعة الثقافة السائدة، وعن عدد مقاعد النساء نسبة الى عدد الاناث المقترعات، وعن ممارسة "الديموعشائرية" كناخب تحت ضغط الانصياع للبقية، فيتبع....
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا