حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22743

خبراء: حصول المدارس الحكومية على أوائل التوجيهي لا يعني تحسن الأداء

خبراء: حصول المدارس الحكومية على أوائل التوجيهي لا يعني تحسن الأداء

خبراء: حصول المدارس الحكومية على أوائل التوجيهي لا يعني تحسن الأداء

26-07-2016 11:15 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - طالب خبراء تربويون وزارة التربية والتعليم بالوقوف بشكل جدي على تدني نسب النجاح في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي" التي أعلنتها أول من أمس، وأظهرت رسوب نحو 60 % من المتقدمين، معتبرين أن ذلك "يعكس ضعفا بنيويا في العملية التعليمية، وتحديدا المسار الأدبي"، الذي قالوا إنه "لا يتماشى ولا يراعي الجيل الحالي، الذي يعتمد على التفكير والتحليل أكثر من اعتماده على الحفظ والتلقين".

ودعوا الوزارة إلى أخذ العبرة من ارتفاع نسبة نجاح طلبة العلمي باعتباره "مسارا يعتمد على الفهم والتحليل، نظرا لطبيعة المواد غير الجامدة"، مطالبين بإجراء دراسة علمية لمسار الأدبي، خصوصا وأن الخطة المقرر تطبيقها للثانوية العامة للعام المقبل "تعتمد بشكل أساسي على مساري الأدبي والعلمي إلى جانب المسار التطبيقي".

وضربوا مثلا على ذلك بقولهم إن "أغلب من يحصد المراتب الأولى في مسار الأدبي هن الإناث، لأن لديهن جلدا على الدراسة والحفظ أكثر من الذكور".

وفيما يتعلق بحصد طلبة المدارس الحكومية المراكز السبعة الأولى في نتائج "صيفية التوجيهي"، قالوا إن ذلك "ليس مؤشرا حقيقيا في تحسن نوعية التعليم في الأردن، وأننا إذا أردنا قياس ذلك، يجب أن تقوم الوزارة بحساب متوسط معدلات الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة ونسب النجاح"، بيد أنهم لم يقللوا من شأن هذا الإنجاز.

وكانت نسبة النجاح في الفرع العلمي بلغت 63.1 %، والأدبي 18.1 %، وهو ما عزاه نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات، خلال المؤتمر الصحفي لإعلان نتائج الامتحان أول من أمس، الى "طبيعة الطلبة الذين يدخلون الفرع العلمي، لكونهم طلبة متميزين ومن أصحاب المعدلات المرتفعة، إضافة إلى أن المادة العلمية تعتمد على فهم واستيعاب بعكس المادة الأدبية التي تعتمد على الذاكرة والحفظ".

بدوره، قال أمين عام وزارة التربية والتعليم الأسبق فواز جرادات إن "حصول طلبة المدارس الحكومية على سبعة مراكز من أوائل الثانوية العامة في الفرعين الأدبي والعلمي، لا يعد مؤشرا حقيقيا لقياس مدى تحسن نوعية التعليم في المدارس الحكومية".

وأضاف أمس، أنه "لقياس مستوى تحسن نوعية التعليم، ثمة مؤشرات أكثر دقة ومهمة، وهي المتوسطات الحسابية لمعدلات الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة، إضافة الى نسب النجاح في كلا القطاعين، وهذان المؤشران هما اللذان يحددان المستوى التعليمي الحقيقي للمدارس".

وفيما يتعلق بانخفاض نسبة النجاح في الفرع الأدبي، عزا ذلك جردات إلى وجود "ضعف عام في النظام التربوي ممثلا بالمعلم وأساليب التدريس والمناهج والبيئة المدرسية"، مؤكدا ضرورة قيام الوزارة بإجراء دراسة علمية للوقوف على أسباب تدني النجاح في هذا الفرع مقارنة بالفروع الأخرى.

وشاطر وزير التربية والتعليم الأسبق فايز السعودي رأي جرادات بأن "حصول طلبة المدارس الحكومية على المراكز الأولى السبعة لا يعد دليلا على جودة التعليم في المدارس الحكومية".
وقال إن "عدد الطلبة الملتحقين بالمدارس الحكومية يفوق بكثير نظيره في المدارس الخاصة".

وأضاف السعودي "إذا أردنا أن نقيّم جودة التعليم بشكل صحيح، علينا أن نأخذ نسب النجاح في جميع المواد، وفي مواد بعينها، ونقارنها مع أعوام سابقة، وهذا أيضا ليس دليلا دقيقا بشكل عام، لأن امتحان الثانوية العامة امتحان تحصيلي يقيم جودة التعليم التحصيلي في المدارس فقط، ولا يقيم جودة التعليم بجميع مكوناته".

وبين أن الامتحان لا يستطيع تقييم الكفايات التي اكتسبها الطالب، والمتمثلة بالمهارات والقيم والمعرفة، وهي الأهم، موضحا أن هناك "خللا في تشعيب الطلاب إلى مسارات تعليمية في الثانوية العامة، لأن التشعيب يتم بحسب معدل الطالب، ما يعني مقدرة الطالب على تحصيل المعرفة وليس إبداء المعرفة، فالمعدلات المتدنية تذهب للفرع الأدبي، والمرتفعة للعلمي".

وزاد: "بالإضافة إلى أن عدد الطلبة الملتحقين بالفرع العلمي يفوق الأدبي، فلذلك نجد أن نسبة النجاح في العلمي تفوق الأدبي".
ولفت إلى أن طبيعة المواد في الفرع الأدبي "زخمة وتحتاج إلى قدرة على الحفظ، وللأسف لم تستطع الوزارة أن تركز على وضع مناهج أدبية بصورة تناسب الطالب، في ظل وجود طلبة لا يحبون القراءة، فلذلك نجد أن أوائل الثانوية في الأدبي أغلبهم من الإناث، لكن لديهن القدرة على الحفظ وقضاء ساعات طويلة في الدراسة".

وبين أن الفرع الأدبي "يحتاج إلى قراءة أكثر، وإلى طلاب قادرين على الحفظ".
بدوره، قال الخبير التربوي ذوقان عبيدات: "ليس هناك دلالة إيجابية حول النتائج، فنسب النجاح متدنية في معظم الفروع".

وأضاف عبيدات أن "التفوق العالي يعزى للطالب نفسه وليس للمدرسة أو الوزارة، وإلا لوجدنا أكثر من طالب وطالبة من الأوائل في المدرسة نفسها"، مرجعا نقص الأوائل في المدارس الخاصة نتيجة "لتوجه معظم طلابها إلى التوجيهي الأجنبي مثل البكالوريا وغيره".

ولفت إلى أن نسبة من قدموا التوجيهي الأردني من المدارس الخاصة "قليلة جدا".
وقال "لو تحسنت أساليب التدريس في المدارس الحكومية لانعكس ذلك على نسب النجاح وارتفاع المعدلات، وهذا ما لم يحصل".

وأضاف عبيدات: "تحاول الوزارة التذاكي وخداع المجتمع بأدائها الوهمي، فالكتب المدرسية الجديدة لم تشمل صفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر، ولذلك لا علاقة لتحسين الكتب في الصفوف الابتدائية بتفوق طلاب الثانوية العامة، أما تحسن طرق التدريس الذي ادعته الوزارة فلو حصل لظهرت نتائجه على الامتحان بشكل عام لا على الأوائل فقط ".

وأكد أن "تدني نسبة النجاح في الفرع الأدبي مقارنة بالعلمي، لا تتعلق بأداء الوزارة وتحسينها للكتب وطرائق التدريس، وإلا ارتفعت نسبة النجاح في كل من الفرعين، أما التفسير الموضوعي لهذا التباين فيعود لقرار الوزارة بتسهيل الأسئلة بالنسبة للعلمي، وهو ما يفسر عدم وجود احتجاجات من الطلبة على الأسئلة هذا العام".

وقال إن نسب النجاح "لا تعتمد على أداء الطلبة بمقدار ما هي سياسة للوزارة، فهي تستطيع التحكم بالنسب لأن هذا قرار سياسي".
وتساءل عن "سبب تدني نسبة النجاح في الفرعين الأدبي والمهني؟ وهل يكون ذلك مقدمة لقرار تحويل الطلبة إلى مراكز التدريب المهني؟".

في المقابل، اعتبرت الخبيرة التربوية رولا أبو بكر أن تحقيق المدارس الحكومية لسبعة مراكز من أوائل الثانوية العامة يعد "مؤشرا على تحسن التعليم، وعلى أن المدارس الخاصة أصبحت تتجه إلى النظام التعليمي الأجنبي".

وأضافت أن الفرع الأدبي "يعتمد على الحفظ والذاكرة، بعكس الفرع العلمي الذي يعتمد على التحليل والفهم".
وشاركتها الرأي الخبيرة أمل العلمي، التي أكدت أن مدخلات الطلبة في الفرع العلمي تختلف عن الأدبي، مشيرة إلى أن "الطلاب الذين يدخلون الفرع العلمي لديهم أسس فكرية ومنهجية للدراسة، ومثابرة وعقلانية، وهم حريصون على الدراسة وتنظيم أوقاتهم، كون طبيعة موادهم تفرض عليهم ذلك".

وتضيف العلمي "في حين أن بعض الطلبة ممن يدخلون الفرع الأدبي لديهم ثقافة الاستسهال وعدم القدرة على قضاء وقت طويل في الدراسة مع وجود عناصر التكنولوجيا".

من جانبه، أكد الخبير التربوي عدنان الطوباسي أن "هناك تركيزا وجهدا يبذلان من المدارس الحكومية لإخراجها من منطقة التلقين الى الإبداع وهذا ما يساعد على الارتقاء في مستوى التعليم فيها".

وأشار الطوباسي إلى أن طلبة التخصصات العلمية "أكثر انضباطا وتخطيطا من نظرائهم في الفرع الأدبي الذين يتسمون بعشوائية الدراسة وعدم التخطيط، وهنا يكمن الخلل، وعلى وزارة التربية والتعليم أن تلتفت لهذا الفارق الشاسع في نسب النجاح والعمل على معالجته".

وشدد على ضرورة قيام الوزارة "بدراسة هذه الحالة بطريقة علمية منطقية للوقوف على أسباب المشكلة، والعمل على معالجتها"، لافتا إلى أن الطالب "لا يتحمل وحده مسؤولية تدني نسبة النجاح في هذا الفرع، وعلى وسائل الإعلام المختلفة أن تسلط الضوء على القضية، للنهوض بنسب النجاح في الأعوام المقبلة".الغد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22743

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم