بقلم :

تشرفت بعد ان انهيت دراستي الجامعيه خارج الوطن بالالتحاق بالقوات المسلحه الاردنيه لأداء خدمة ألعلم بمسمى مكلف مهندس ولمدة سنتين غيرت الكثير من مفاهيمي ونظرتي للأشياء.أتمنى ان يتم اعادة خدمة العلم لاعادة تاهيل شبابنا الذين هم بحاجة لان يعيشوا هذه الحياة العسكرية ولمدة عام واحد على الأقل لتأهيلهم عسكرياً وبدنياًوصقل شخصيتهم أجتماعياً.هذه المدرسة العملية التي لن تجدها باي مدرسة اوجامعة اونادي اوقريه او مدينه .
تخيل شاب مهندس خريج ياتي من وراء البحاروحيث الماء والخضار والحياه المنفتحة والمتحرره ،شاب شعره طويل وبنطلونه الكاوبوي ذو الخصر النحيل،.لايمشي على الارض لابل الارض به تميل.يذهب الى معسكر التدريب راكبا الكونتنتال الى الصحراء والجو حار ومغبر في خو اوصحراء حمراء حمد او مريجيب الفهود والنعامات ويستلم القايش والبسطار مع بدلةالفوتيك والسيور والكتان،.والحلاق
بماكنته متربص لشعرك الطويل والناعم بالجل والشامبو لينعمك عالصفر وغير الصفرمافيه ،ومدرب ينتظربصافرته البس لباسك العسكري يامكلف وانزل الى الميدان للركض والدحرجه واللف والدوران.ويسال بصوت حنون :كيف المعنويه؟..نجيب :-المعنويه عاليه..ممتاز كمان لفه.
ثم يسأل بخشونة :-كيف المعنويه؟ نجيب:- لا والله تعبانين...المدرب بعصبيه :-مادام تعبانين كمان لفه.
وهكذا تستطيع ان تحصل على لياقة بدنيه مرتفعه خلال مده قصيره.
وجبات الطعام متواضعة موحده للجميع ضباط ورتب أخرى ومكلفين..والفاصوليا البيضاء باللحمه والعدس والحلاوه سيدة الاطباق.كل شيء مدروس لتصبح جنديا صابراجاهزا لتنفيذ المهام والواجبات الموكوله اليك.
قبل ثلاثين عام وأثناء خدمة الشرف ركبت بالروفر مع قائد الكتيبة المقدم عارف الزيود رحمة الله عليه وكان رجلاً ورعاً تقياً نقياً يخاف الله في كل عمل يقوم به .
وفي الطريق أخبرنا باننا ذاهبون الى موقع الكتيبة الجديد بمناطق السلط.و كان معنا معلم طوبار ومساح. وعندما وصلنا الى الموقع قال:-اتيت بكم الى هنا لاختيار مكان مناسب لنباشر ببناء المعسكر الجديد للكتيبه وأول بناء سيكون مسجد للكتيبه ليكون جاهزا للصلاة قبل الرحيل للموقع الجديد.
سألني رحمة الله عليه :-ماهو اول عمل قام به سيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر الى المدينة؟
أجبته:-قام ببناء المسجد ياسيدي..فاجابني :- احسنت ليكن لنا برسول الله اسوة حسنة.
رحمة الله عليه اشترى عنبا ونحن نأكل .قال لي ممازحا:-يامهندس العنب اكله حلال ..طيب ليش بيصير حرام اذا اختمر عصيره.وكان هذا الحديث لكسر الحواجزبين القائد وجنوده .وتم بناء المسجد ليصلي به الجميع وعلمت من الضباط المقربين منه انه تبرع بنصف تكاليف بناء المسجد من ماله الخاص ولقد سمعت بان قائد كتيبة مجاوره لنا وهو المقدم زاهي عوده قموه اقام احتفال ببناء مسجد لكتيبته كأول بناء في وحدته العسكريه ليكون التآخي في الديانه بالجيش العربي عملاً وليس قولاً.وهذا مثال عملي واضح على مدى الاهتمام بان يكون المسجد وامام المسجد ودائرة الوعظ والارشاد ومديرية الافتاء حاضرةً دائما بين منتسبي قواتنا المسلحة والحث على الصلاه والصوم ناهيك عن بعثات الحج والعمره لمرتبات الجيش اضافة لاحياء الاحتفالات الدينيه في كافة وحدات الجيش بحضور كافة القاده وعلى جميع المستويات.
وللأمانة والتاريخ و من خلال خدمتي كمكلف بان بعض القادة والضباط ومنتسبي القوات المسلحة كانوا من اكثر الناس ورعا وتقوى ..حفظ الله قواتنا المسلحة الاردنيه -الجيش العربي وأجهزتنا الامنيه ...حفظ الله الاردن وأهله من كل سوء.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا