حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21939

تداعيات فشل الانقلاب التركي

تداعيات فشل الانقلاب التركي

تداعيات فشل الانقلاب التركي

25-07-2016 09:38 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
تباينت الاراء والمشاعر بعد الاعلان عن الانقلاب التركي على الشرعية ، الذين رحبوا بالانقلاب هم قلة ، اما الذين تعاطفوا مع النظام فهم الغالبية العظمى ، هذا على المستوى الشعبي ، اما المواقف الرسمية فهي مواقف سياسية تحكمها المصالح وما يدور وراء الكواليس .
فشل الانقلاب في وقت قياسي ، لأن الدور الشعبي التركي كان كبيرا وفعالا بوقوفه الى جانب الشرعية ورفض الانقلاب ، ومن المعلوم ان تركيا تعرضت لانقلابات عسكرية متعددة اطاحت بالانظمة التي كانت قائمة حينها ، الا هذه المرة التي شهدت موقفا جماهيريا واعيا ورافضا الاطاحة بنظام اردوغان الذي دافعوا عنه بصدورهم العارية امام دبابات العسكر الذين تمردوا على قيادتهم .
من الواضح ان الشعب التركي راض كل الرضا عن اردوغان وحكومته ، وعزا المراقبون ذلك الى قناعة شعبية ترسخت في ثقافتهم الوطنية ان هذا النظام هو الافضل من غيره ، وهو الاقرب الى نبض الشعب ، كما انه الاكثر نقاء والابعد عن الفساد ، اضف الى ذلك انه ادخل اصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية ، اتت اكلها بزيادة دخل الفرد التركي ، وتقوية الاقتصاد الوطني ، وكذلك اثبات الحضور التركي في المحافل الدولية على انها دولة مهمة ورائدة على المستوى الاقليم .
عبد الفتاح غولن الذي تم توجيه اصابع الاتهام اليه على انه من يقف وراء الانقلابيين ، نفى ذلك ، وادان الخروج على الديموقراطية ، لكن الرجل يملك ذراعا طويلة ، بسبب كثرة مؤسساته الاجتماعية والدعوية والاقتصادية ، يستطيع التحرك بسهولة في كل الاتجاهات ، واعتبره النظام غير صادق في اقواله ، لان افعاله منذ فترة غير قليلة كانت بدت معادية لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه طيب رجب اردوغان .
العلمانيون الذين لم تعجبهم مظاهر الأسلمة التي يرعاها اردوغان وانصاره ، وخاصة مسألة الحجاب الذي اثار جدلا على مستوى الدولة منذ قيام الجمهورية ، لا يفارق رأس والدته وزوجته وابنته ، فهم يتهمونه بجر تركيا الى النظام الاسلامي خطوة بعد خطوة تمهيدا للاطاحة بالعلمانية ، واعادة مجد الدولة العثمانية .
الغريب في انقلاب هذه المرة الذي فشل فعلا ، قد رفضته قيادات في الاحزاب المعارضة ، وكثير من العلمانيين ، وهذا مؤشر قوي على ان زمن العسكر الذين تحكموا في السياسة التركية بكل قوة قد انتهى ، وان الشعب التركي لم يعد يقبل بالاحكام العرفية ، وحكم العسكر .
يتساءل البعض عن الموقف الحقيقي للدول الكبرى ، ودول الاقليم عما جرى على الساحة التركية ،سيما ان تركيا عضو هام في حلف الناتو ، فباعتقادي ان امريكا ودول اوروبا بشكل عام يفضلون حكم العسكر العلماني ، لانهم غير مرتاحين اطلاقا من التوجهات الاسلامية التي تبدو على اردوغان ونظامه ، كما ان موقفه المتشدد من الكيان الصهيوني بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ومحاولات كسر الحصار عنها ، لم يعجبهم على الاطلاق ، على الرغم من ادانتهم الظاهرة للانقلاب .
اما عالمنا العربي فالموقف الشعبي متضامن تضامنا كبيرا مع اردوغان وحكومته ،لكن هناك مجموعات ممن لا يرون ابعد من ارنبة انوفهم ، حيث يريدون اردوغان ان يكون عربيا اكثر من العرب ، ومطلوب منه شن الحرب على اسرائيل واستعادة فلسطين !!!!
اما الموقف الرسمي للدول العربية فمعظمها ادان الانقلاب كالسعودية والاردن ودول الخليج ، بيد ان النظام السوري مثلا شمت بقوة ، وراهن فخسر الرهان ، بالنسبة للموقف المصري الرسمي لم يكن واضحا ، والاسباب معروفة ولا داعي لشرحها .
بقي ان نشير الى ان الانقلاب فشل ، لكن ليس معنى ذلك ان ذيول الانقلاب ، واعداء النظام في الداخل والخارج ، تلاشوا تماما ، انها حقيقة يدركها النظام جيدا ، ولم يسقطها من حساباته , فتمة خلايا نائمة وخلايا مستيقظة ، واعداء كثر بسبب او بدون سبب .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21939
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم