حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12187

سرود الحضور والغياب في أمسية المشايخ الأدبية

سرود الحضور والغياب في أمسية المشايخ الأدبية

سرود الحضور والغياب في أمسية المشايخ الأدبية

23-07-2016 11:08 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - بين دمعة الحضور ودمعة الغياب، وانشغال السرد بتغيير مجرى الينبوع إلى الضفة الأخرى، ضفة الآخر، تسللت نصوص القاصة والناقدة أمل المشايخ في الأمسية التي نظمتها نقابة المهندسين بإربد، مساء أول أمس، وشارك في تقديمها وتسليط الضوء على مفرداتها الشاعرة إيمان العمري، كما شاركت في الأمسية القاصة والناقدة الدكتورة نهلة الشقران بقراءة نقدية.

الأمسية نفسها التي أقيمت وسط حضور جماهيري لافت، استهلتها الشاعرة العمري بتشكيلات سردية وشعرية قاربت صحوة الحرف ومرارة وإيقاع التكوين عند الكاتبة المشايخ، معتبرة أن المشايخ تهتم بالمتلقي أثناء القراءة لتكشف المستور أمامه.

كما تناولت الجملة والتركيب والتكثيف المرهون بكاتبه، والمتجه إلى الذائقة المختلفة التي يجب أن يتمتع بها المتلقي أو القارئ.

وتتبعت الشاعرة العمري حراك المفردة لدى المشايخ والتي لا بد وأن تشكل وعيا في النصوص التي تستنبت منها الفكرة العميقة، إلى ذلك عاينت جملة من المحاور السردية التي تتميز بها الكاتبة بأسلوب شعري، وقرأت في ختام تقديمها للأمسية نصاً من نصوص الكاتبة المشايخ.

الكاتبة المشايخ قرأت باقة من نصوصها التي وقفت على الناي الحزين الذي فارق الغصن، وتتبعت الذكريات، وسرّ الأحبة، وعطر الأرض، وعبير الأم المعتّق، ويوميات الدرس والمقعد والهواء والطريق، ومشاركة الفراغ، والطواويس التي يتبعها أيائل، وسلالات آذار التي تجيء من أقصى الحلم، نصوص وقفت جميعها في حضرة سرود الحضور والغياب، وانتظار الضفة الأخرى التي تضارعها واقعا محبّباً، ومن نصوصها التي قرأت نأخذ المقطع الآتي: « حين كنت وردة ضممت الفراشة، لمّا صفّقت بجناحين امتشقا النّور، النور الذي ملأ الجنان لمّا رأى ابتسامته، وحين كنت ريحا طار شذا من كل الزهور، الزهور التي لم تزل بتلاتها الخاشعات، على أبواب معبد مرّت به فراشة، تصفق بجناحين من نور، لابتسامته التي مرّت يوما بوردة».

من جهتها اعتبرت الناقدة د. الشقران إن أول ما يلفت النظر في كتابات المشايخ هو تمحورها حول ثنائية الحضور والغياب، هذه الثنائية التي تربط الأنا في بوتقة الآخر، وتجعله يرى الدنيا بعينيه، ولا ينبثق عنه، حتى لو غيّبه القدر، أو ابتعد في معترك الحياة، وبقي مركز الكون، كحلم جميل يرافقه كل ليلة، لكنه بفعل التخيّل القوي يحياه واقعا كلّ يوم، منوهة أن هذا الأمر أعطى الكتابات النثرية والشعرية صبغة خاصة، لتصب في بوتقة واحدة، في البحث عن الضوء الذي لا يستمد إلّا من الآخر، طرف الثنائية.

وأضافت بأنساق لغوية واضحة ومعان محددة تظهر العاطفة بالدرجة الأولى، وتنأى بها الكاتبة بعيداً عن السردية المسهبة، أمّا الدوالّ الشكليّة المستعمَلة فتؤكّد وجود طاقة إيحائية كامنة في طبيعة الأبنية الصوتية المنسابة بمشاعر فيّاضة، فلم تنْزَح عن المفردات الوعرة سمعياً فقط بل عن كل ما لا يمت بصلة للعلاقة الثنائية بالآخر.

وأكدت أن الكاتبة تعيش مع التصوير الحي لجعل القارئ يحيا معها لحظات حيّة، وهي بذلك تقف ضد التصوير الجامد في كتاباتها، كما نوّهت بأن الكائن البشري الطيني غير موجود في كتاباتها، لذلك تشكل ثنائية الحضور والغياب المرتكز الأساسي في نصوصها، ولم يؤثر هذا الارتكاز على عاطفة الكاتبة الجياشة.

وخلصت الناقدة الشقران إلى أن أصوات الشجر والطير والطبيعة موظفّة فقط لبيان منزلة الآخر من النفس، الآخر الضوء، لا حياة مضيئة إلا بوجوده، وتكفي ذكرياته للخلاص من عتمة الدنيا، معتبرة أن هذه الثنائية هي جوهر القصة وروح القصيدة، والآخر هو محور الكون بوجوده وبغيابه، والمسميات لا علاقة لها في حضور التوائم بين الأرواح.

وعلى هامش الأمسية قرأ الشاعر علي مي المقيم في الإمارات قصيدة شعرية بعنوان:» وردة الرخام» برز في بنيتها الكلية حضور شاعر تتصالح الأدوات في يديه وذائقته لتشكل نصاً شعرياً تصير فيه المفردات جنباً إلى جنب مع الإيقاع مع الاحتفاظ بالنسق العام للموضوع، وفيها يقول: « أريد أقصى ما أريد، أن أصير فراشة، تطلّ من جناح نورس شريد، أو موجة، مسكونة بالريح والجنون، وأطعم الشباك في القوارب العجاف، وأوقد الشطآن بالخريد، أريد أن أصير ما أريد».الرأي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12187

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم