حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29810

عد رجالك وارد الماء

عد رجالك وارد الماء

عد رجالك وارد الماء

21-07-2016 09:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
يعد هذا المثل الشعبي جزء من مورثنا الشعبي الأردني يكثر الحديث عنه في المناسبات التي تستدعي الحاجة إلى العدد ، فتجد الأردني يردد عبارة " الكثرة غلبت الشجاعة " كما أن هذا المثل جزء من الثقافة العربية بشكل عام كون العربي يحب كثرة الأولاد وتحديدا الذكور منهم على مبدأ " بيت الرجال ولا بيت مال " " والأولاد عزوة " وهذا المنطق جزء من الثقافة الإسلامية التي تستند إلى دعوة النبي الكريم عليه السلام إلى التكاثر " تناكحوا ، تكاثروا ، ومما لا شك فيه أن الهدف من هذه الدعوة النبوية الكريمة تكثير سواد الأمة لحمل رسالة الإسلام ، وللدفاع عن كرامة الأمة .
ولا شك أن مورثنا الشعبي " عد رجالك وارد الماء " ومورثنا الثقافي العربي ، ومورثنا الإسلامي المتعلق إلى التكاثر يحتاج إلى إعادة نظر في التعامل مع الكثرة ، فالكثرة مع النوعية مطلوبة ، والكثرة الكمية من غير النوعية تتحول إلى عبء اجتماعي واقتصادي وثقافي ، وهذا يعبر عنه في مورثنا الشعبي بقولهم " عد رجالك عد من الأقرع إلى ...... للتعبير عن الكثرة من غير نفع وفائدة ، ويعنون بذلك أن الكثرة ليست دائما محمودة ، فحين تكون أسدا بين مجموعة أسود فهذا أمر محمود ، ولكن حين يكون الفرد اسدا بين مجموعة من القطيع فهو أمر مذموم .
وفي الفكر الإسلامي الخالي من الفهم الخاطئ دعوة إلى النوعية التي يجب أن ترافق الكثرة ، فالكثرة المطلوبة هي التي تكون قادرة على القيام بدورها في الحياة ، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، " وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله " وهذه الفئة هي الفئة النوعية المتميزة ،وبالمقابل هناك ذم للكثرة التي هي مجرد عبء وحمولة زائدة " وإن تطع أكثر من الأرض يضلوك عن سبيل الله " .
فالعبرة ليست دائما بالكثرة ، وأظن جازما أن النبي حينما دعا إلى التكاثر إنما دعا إلى التكاثر النوعي الذي يحقق مصالح الأمة وقوتها ، وشواهد ذلك كثيرة في الحياة اليومية ، فكم من رجل لديه عشرة ابناء أو أكثر قد خذلوه ، وكم من رجل لديه ولد أو ولدان قد خدموه واحسنوا البر به ، ونجد هذا في نوعية الرجال ، فهذا ابو بكر يرسل إلى جيشه في العراق رجل واحدا ويقول لقائد جيشه : أرسلت لك رجلا بألف رجل ، " وكم من رجل يعد بألف رجل " ولذلك الحاجة إلى النوعية مقدمة على الحاجة إلى الكثرة من غير نوعية ، فما أغنت الكثرة عن أمة العرب ، وهي تعاني ما تعاني من الجهل والفقر والمرض ، ولديها من التحديات الجسام ما يتطلب وعيا وفكرا وعلما يجنبها كل هذه المعضلات بعيدا عن منطق " عد رجالك وارد الماء " الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع في زمن القوة للفكر والعقل والعلم .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29810
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم