حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20180

عندما تتطرف المنهجيات

عندما تتطرف المنهجيات

عندما تتطرف المنهجيات

20-07-2016 10:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الدويري
في العالم العربي والاسلامي، "الدين ،والشرف ،والكرامة ،والحرية" تجتمع كلها في نفس دائرة الاهتمام والاولوية لدى أي انسان فيه، فلا تعتدي عليها ولا تقترب منها، ولا تحاول المساس بها بأي طريقة كانت، ولا تتبع منهجاً غايته تشويه أي جُزئية من رباعية المكنون البشري السالفة الذكر وخاصة (الدين)، لمجرد خدمة انعكاسات ثقافية غربية دخيلة على الموروث الثقافي والديني الذي يتبعه العالم الشرق أوسطي، والذي لا يمكن أن يتخلى عنه لمجرد شيفونية لا مبرر لها، فالمجتمعاتُ تتمسكُ بإصوليتها الثقافية والدينية على تنوعها واختلافتها ولا تقبل بغير ذلك.

المطروح لا ينحصر بفئة دون غيرها، فتسيس المنهج الديني الاسلامي في جماعات وتنظيمات، واتخاذه كغطاء لأعمال ومخططات في باطنها خبيثة ومقيتة، هي انتكاسٌ للحق وانهيارٌ بوجه الصحيح، وتشويهٌ لصورة الدين النمطية الموروثة المعتدلة، الساعية لنشر الخير والمحبة ونبذ التفرقة والكراهية.

كما هو الحال في المنهج الحديث أيضاً (العلمانية) الذي يُعتّبرُ في نظر رواده مقنعاً للوصول للاصلاح والانفتاح والتنوير، في الوقت الذي يُحمّلون المورث الديني سبب الرجعية والتخلف، والذي سينقلب – أي المنهج الحديث (العلمانية) - على ذاته في يوم من الايام، ليعاقب نفسه على ما اقترفه من مسلك بعيد عن الاعتدال والوسطية، واكثر اعوجاجاً وميلاً نحو التطرف والتعنصر والكراهية.

ظهور منهجيات جديدة ذات طابع حديث غير مستساغ لمعظم العالم العربي، وانسايقها خلف العلمنة التي أصبحت تلعب دوراً مختلفاً عن حقيقتها التي وجدت من أجلها، كبناء الحضارات المتقدمة بالانفتاح والتنوير السليم والسعي لتطبيق الديمقراطية، والتي في واقعها أبعد ما تكون عن ذلك، نتج عنها أفراد مغيبين عن الوعي والادراك، ويجهلون التنوير السليم والانفتاح المشترط بأداب الاخلاق وحسن النوايا لما لها من تطلعات انتقامية من الأطراف المغايرة، وأكثر ميولاً للتطرف والارهاب وولادة الكراهية والتفرقة في أبجديات الشعوب المتماسكة.

الدين المعتدل والوسطي منهج منفرد بحد ذاته، وهو سياسة وانفتاح وتنوير وحداثة وتطور وعلم وعدل ووسطية ودعوة للسلام، وكل ما تحتاجه البشرية في كل زمان ومكان، ولا يمكن له أن يتقبل فكرة أن يكون غطاءً لفكر مُتعنصر مُتحيز لفئة دون غيرها، لذلك وجب أن نعيد النظر في تعزيز ثقافتنا الدينية المعتدلة، ونفند النص المقدس ونتبنى مدلولاته التي تنسجم مع طبيعة الانسان السمحة، ونتخذها طريقاً لحياة متكاملة وايجابية تصون الشرف وتحفظ الكرامة وتحقق الحرية.

وفي ظل ما يشهده العالم اليوم، وما يتغمده من جراح وتخضبه دماء غدر الارهاب والجماعات المتطرفة على اختلاف منهجياتها، أصبح متاحٌ لنا أن نكشف أسباب العمليات الارهابية التي تضرب دول عربية وغربية، من خلال الرجوع الى الأصول الثقافية لمنفذيها وخلفياتهم السلوكية، ويمكن سبرأعماق الثقافات الفكرية التي تتيح لفرد موتور أن يشن عملية ارهابية بشعة، كالتي ضربت المدينة المنورة، أو مدينة نيس الفرنسية وأودت بحياة 84 بريئاً، أو كتلك التي تستهدفُ الابرياء في العراق وسوريا ولبنان واليمن بسبب حرب العقول المتعنصرة والمتطرفة.


الخروج عن المألف دون أي اعتبار لعواقب التغريد خارج السرب الثقافي والديني الموروث، وأصولية الكيان المجتمعي، يضعك في حلقة التطرف والارهاب والعمالة الخارجية، لذلك لا تكن فتيلاً لصناعة النزعة الدامية.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20180
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم