حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18417

عن الحدث التركي و تعديلاتنا الدستورية

عن الحدث التركي و تعديلاتنا الدستورية

عن الحدث التركي و تعديلاتنا الدستورية

19-07-2016 09:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
لعلّ أوّل ما تبادر لذهني عند إعلان محاولة الإنقلاب العسكري في تركيّـا هو أهمية التعديلات الدستورية التي شهدتها مملكتنا الحبيبة خِلال العامين الماضي و الحالي ، و بالأخص فيمـا يتعلق بحصر صلاحية تعيين قادة جيش و المخابرات و مؤخرا الدرك بيد صاحب الجلالة دون تنسيبات من الحكومة .
و ما هذا إلّا إنجازُ يضاف إلى جُملة الإنجازات التي تدلِّل على حصافة القيادة الهاشمية و نئيها بالوطن عن تجاذبات الصراع في المنطقة و العالم و سبقِنـا للآخرين بخطواتٍ نحو برِّ الأمـان بألّا تُسيّس الأجهزة حتى تحافظ على مسيرتها و تقوم بأدوارهـا بالموضوعيّة و الحِرفيّة و الحِياد المعهود عنها و المطلوب منــها .
ليس سِرّاً أن البعض قد نظر لتلك التعدلات بإستغراب و كأنها غير مطلوبة في إشارةٍ إلى أنّ تنسيبات التعيين كانت شكليّة بالأساس و لا تعدو أن تكون إجراءاً شكليّا ليس إلّا ، لكن هذا القول مردود في بلدٍ يُحكم بالدّستور و تُصان فيه المؤسسات من العبث أو الإعتداء على صلاحياتها ، خصوصا و نحن على أعتاب مرحلة قد يكون للحكومات البرلمانية فيهـا وجود و تأثير على الساحة المحليّة .
نعم نحنُ حالة نادرة لا مثيل لهـا من حيث الإنتماء و الولاء و الوطنيّة و لله الحمد ، لكن من يحسِبُ يسلَم ، و كمـا قال الإمـام الجوزي " مَن قارَبَ الفِتنة ، بعُدت عنهُ السّلامة " .
و لعلّ حالة التشكيك بضرورة تلك التعديلات و توقيتاتها و دق نواقيس الخطر التي تحتكرها بعض الصالونات السياسية التي إنتقدهـا الملك في عدّة مناسبات ، قد أعاد لذهني ما رافق مشروع قانون اللامركزية من غمزٍ و فزّاعاتٍ تقليديّة و مطبات إصطناعية أكل عليها الدَّهرُ و شرِب ، إذ أُثير عندهـا ما أُثير من إشاعات هدّامة حول فكرة المشروع التي أطلقها صاحب الجلالة قبل إثني عشر عام تقريبا أي منذ العام ( 2004 ) ، ممّا أسفر عن تعطيل هذا المشروع الإصلاحيّ الكبير و الّذي كـان يرجى منه بالدّرجة الأولى تنمية المحافظات و توجيه مقدّرات الدولة نحو البيئة الخدمية حتى تمتدّ التنمية إلى ما هو أبعد من العاصمة ، و يخلق فرص عملٍ جديدة للمتعطلين عن العمل و يوزّع المكتسبات الوطنيّة على الجميع كلّ حسب حاجته ، و يحَدّ بشكل غير مباشر من الفساد عبر توزيع الصلاحيّات و السُلطات لأيدي عِدّة بدلا من تركيزهـا بيد جهةٍ مركزية واحِدة تنفرد وحدها دون غيرهـا في إتخاذ القرار .

و في هذا السيّاق أودّ الإشارة إلى ضرورة حماية و صيانة الإطــار الوطني الجـامع المتمثل بالوحدة الوطنية ، فهذا هو مصدر قوّتنــا و درعنـا الحصين ، و هـو ذاتـه مصدر إمتعاض البعض مِنـا و نقمته علينـا ، فوحدتنا حقيقة على الأرض راسِخة متجذرة و لها من الأشكال مـا نراه في كلّ مناحي حياتنا ، كالجيرة و المصاهرة و الشراكة و الزّمالة و في أيّ حدثٍ وطنيّ كبيراً كان أو صغيراً .
و في الختام ، لا أظنّ أن الأحداث التي آلمتنا منذ شهر و نيّف باتت تسمحُ لأحد بأن يشُكّ أننا مستهدفون ، لذا فاليقظة مطلوبة ، و الحذر واجب علينا جميعا .
و عليه تكون الرّسالة بأن نستأصل تلك المناعة الموجودة تجاه كل ما هو جديد على الرغم من منطقيته و ممّا له من حاجة ماسّة ندركها جميعاً ، و أن نحارب الفِكر الظّلامي و أصحابه الذين يتربصون بنـا ، فالشّعب مصدر السلطات و لا صوت يعلو فوق صوت الشّعب .
حمى الله الأردن العظيم بقيادته و شعبه .
.
Alaa.Elkayed@gmail.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 18417
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم