بقلم :
التفجيرات التي استهدفت المساجد في اكثر من دولة ، من باكستان شرقا مرورا بدول الخليج حتى شمال افريقيا ،هي نذير شؤم وطامة كبرى تصيب الأمة في مقتل ، قبل سنوات استهدفت مساجد للشيعة تارة ثم مساجد للسنة تارة أخرى ، اثارة الفتنة الطائفية والمذهبية البغيضة هو الهدف المنشود ،لكن عندما تصل التفجيرات الى احدى باحات المسجد النبوي الشريف ، ناقوس الخطر لم يدقّ فحسب بل صداه دوى في كل الامصار .
قبل سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسن لم نكن نسمع عن تفجيرات ولا اشكالات بين السنة والشيعة ، لا في العراق ولا في البحرين ولا في الكويت ولا في اي مكان في الدنيا ، حتى مسألة السنة والشيعة لم تكن تثير اهتمامنا ، على اعتبار ان الجميع مسلمون .
قبل ايام اعلنت وزارة الداخلية الكويتية انها اوقعت ثلاث ضربات استباقية لارهابيين تم القاء القبض عليهم ، بعض هذه الاعمال كانت موجهة لمساجد ، كتلك التي حدثت في العراق مرات متعددة ، وعلى مستوى اقل بكثير في السعودية والبحرين .
من حق القراء وغير القراء ان يتساءلوا من هي الجهة او الجهات التي وراء هذه التفجيرات ؟ وبما انه لا توجد اجابة دقيقة ومحددة في هذا الخصوص ، فالسياسيون والمراقبون والمحللون يشيرون باصابع الاتهام الى القاعدة وداعش في المقام الاول ،اضف الى ذلك انظمة معروفة لا داعي لذكرها دأبت على دعم الارهاب واثارة القلاقل والفتن ، انظمة أخرى تتغنى بتصدير ثورتها الى خارج حدودها ، كل هذه الجهات وربما غيرها من اعوان الشيطان هي التي تغذي الارهاب وتدعمه ، او تصدره اذا جاز التعبير .
تفجيرات الكرادة احدى احياء بغداد الكبرى الواقعة في وسط العاصمة ، اوقعت اكثر من مائتي قتيل من المواطنين الأبرياء بين طفل وشيخ وامرأة ،وتأتي في هذا السياق ، هذه الاعمال الارهابية وبهذا الحجم وبكل تأكيد ترعاها واحدة من هذه الجهات التي ذكرناها ، عصابة داعش الدموية تبنت الغالبية العظمى منها .
التفجيرات قد تحدث في كل مكان ، ولا يوجد مكان في الدنيا محصّن من الارهاب ، حتى بيوت الله لم تسلم من هذه التفجيرات ، وصلت القباحة بهذه الجماعات الضالة ان تمتد ايديهم القذرة الى الاماكن التي يُذكر فيها اسم الله ، وفي ثاني الحرمين الشريفين ، حيث مرقد سيد الأنام ، دون وازع من ضمير يردعها .
التلفاز الكويتي قبل ايام ، عرض صورا للارهابيين الذين تم القبض عليهم من بينهم امرأة ، وهذا يذكرنا بالارهابية ساجدة العراقية ، التي كانت تتمنطق بحزام ناسف في تفجيرات الفنادق الاردنية قبل اربع سنوات .
بيوت الله كما هو المشهد الماثل امامنا ، باتت اليوم هدفا رئيسا لهذه الجهات الارهابية ، سواء كانت انظمة او تنظيمات مرتبطة بأنظمة بل ولدول معادية ، ومثل هذه المخططات الاجرامية اخذت تلحق ضررا بالغا بسمعة ديننا الاسلامي السمح ، وبالدول والمجتمعات التي تتعدد فيها الطوائف او المذاهب ، مما يؤدي الى الحاق شرخ في الوحدة الوطنية ، وتفتيت للنسيج المجتمعي ، وانهيار في الجبهة الداخلية ، لتصبح لقمة سائغة لمن يتربص بها من اعدائها .
سبق لنا ككتاب ومفكرين ومحللين ان حذرنا اكثر من مرة من الارهاب بشكل عام ، ومن الاساءة الى بيوت الله بشكل خاص ، وقلنا وكررنا ان الدين لله وحده ، في حين ان الوطن للجميع ، وان الكل مهما كان دينه او مذهبه او طائفته مسؤول عن حمايته والمحافظة عليه ، قبل حلول الطامة الكبرى التي اجتاحت مجتمعات بعينها وفي طريقها الى مجتمعات أخرى .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا