حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22422

المسيحي ترزي والكفيف المسلم خريس حكاية تعايش وتآخي في غزة

المسيحي ترزي والكفيف المسلم خريس حكاية تعايش وتآخي في غزة

المسيحي ترزي والكفيف المسلم خريس حكاية تعايش وتآخي في غزة

30-06-2016 09:15 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - في أوقات بعض الصلوات، يتفاجئ المصلين برجلين، أحدهما يدخل المسجد لأداة الصلاة، والأخر يجلس على الباب ينتظر انتهاء الصلاة ليصطحب صديقه ويغادران المكان ومن هنا تبدأ التساؤلات الناس تدور حول هذا الموضوع، من هذا الرجل؟ ولماذا لا يصلي مع صديقه.

بعد متابعة مراسل" دنيا الوطن" الموضوع تبين أن الرجل الذي يدخل لأداة الصلاة داخل المسجد، حاتم خريس كفيف لا يبصر يستعين بصديقه المسيحي كمال ترزي للوصول للمسجد لأداة صلاة الجماعة كونه لا يبصر.

فحاتم خريس بعد أن فقد بصره عام 2008 أثناء تركيبه وصفة طبية كونه دكتور صيدلي، لم يستطيع أن يمارس حياته بشكلها المعتاد، وخاصة الوصول للمسجد فحياته تغيرت ولكن صديقه المسيحي أراد التخفيف من معاناته والبقاء معه لمساعدته بالأعمال التي اعتاد عملها قبل فقدانه للبصر.

وقال كمال خريس" أبو الياس " 55 عاما ل "دنيا الوطن " أنا أعرف الدكتور حاتم منذ أكثر من 15 عاماً وكنت لا أفارقه، بعد فقدانه بصره نتيجة تعرضه لحادث مؤسف، فحياته تغيرت كثيراً وأصبح لا يخرج من البيت، على الإطلاق.

تخفيف المعاناة

وأضاف: لم أتقبل الوضع الذي أصبح به صديقي الدكتور حاتم، فهو تغير كثيراً فأردت أن أخفف من معاناته، لكى لا يشعر بالعجز فأصبحت أصطحبه يومياً للخروج من المنزل لأداء الصلاة في المسجد التي حرم ومنها بسبب فقدانه للبصر مشيراً إلى أنه يساعده بشراء احتياجاته الخاصة من السوق والسوبر ماركت وقضاء أوقات الفراغ سوياً في الأماكن الترفيهية .

وتابع: أرفض كلمة مسيحي ومسلم على هامش الوطن نحن جزأ لا يتجزأ من هذا الوطن لأننا كلنا عرب وفلسطينيين ومعاناة واحدة كافة المستويات السياسية والاقتصادية وخاصة في ظل الحصار على هذا الوطن، وهذه المعاناة لا تفرق بين مسلم ومسيحي ".

أردف قائلاً: لا أشعر ولا أجد أي اختلاف بيننا كمسيحيين ومسلمين في فلسطين عامة وفي هذا الحي خاصة إلا مسألة الدين، ونحن نحترم كل الأديان وهي رسائل سماوية إلهية فحياتنا الاجتماعية مع الأخوة المسلمين حياة قائمة على المحبة والاحترام وعاداتنا وتقاليدنا واحدة وقضيتنا واحدة، فنحن كلنا أسرة ضمن هذا المجتمع كوحدة واحدة.

أشار: أبو إلياس إنه كأي مواطن فلسطيني يحب وطنه، لا يستطيع أن يميز نفسه عن اخوته وأصدقائه من المسلمين، لأنه تربى وترعرع معهم، وعاش معهم الظروف والأحداث نفسها

أبناء شعب واحد

وأكد: ترزي أنه لا فرق بين مسيحي ومسلم في غزة أن شركاء بالدم والقضية الهموم، وأن ما يصيب المسلم يصيب المسيحي، فهم أبناء شعب واحد لا فرق بينهم رغم اختلاف الديانات.

وقال الدكتور الكفيف حاتم خريس "45 عاماً": ل"دنيا الوطن " بعد فقداني بصري حرمت من فعل كثير من الأشياء أهمها الوصول للمسجد لأداء صلاة الجماعة، ولكني صديقي كمال عوضني عن النقص الذي أعاني منه أصبح بصري الذي أبصر به، مشيراً إلى أنه في اليوم الذي لا يأتي به صديقه المسيحي إليه يقلق كثيراً ولا يهدئ له بال حتى الاطمئنان عليه .

احترام الديانات

ويتحدث الدكتور الكفيف عن علاقته مع المسيحيين قائلاً " علاقتنا بالأخوة المسيحيين مميزة جداً وحياة اجتماعية مترابطة نقدم المجاملات في الأفراح والأحزان ونحترم شعائرهم الدينية وهم يحترمون شعائرنا الدينية ".

وأكد أن المسلمين والمسيحيين في غزة اخوة وأنه يفضل مرافقة صديقه المسيحي كمال ترزي على مرافقة غيره، كونهم متفاهمان ولا يختلفان على شيء فأرائيهم واحدة على حد تعبيره.

قضية واحدة

وأوضح خريس: أن عدد، من أصدقاءه وأقاربه عارضوا على، استعانته بصديقه المسيحي بمساعدته بأمور حياته، ولكنه لم يقبل انتقادهم لهذا وبين لهم أنه لا فرق بين المسيحي والمسلم وجميعهم في قطاع غزة أخوة وأبناء شعب واحد وقضية واحدة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22422

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم