27-06-2016 09:44 AM
بقلم :
لا استطيع ان افهم سبب السكوت المريب على الجرائم التي ترتكبها المليشيات الطائفية ، المرتبطة بطريقة او اخرى بولاية الولي الفقيه ، او بالصفويين الجدد ، والخاسرون الوحيدون ، هم اهل الفلوجة ومن حولها من المواطنين السنة ، القاطنين في المدينة الذين لم يتمكنوا من الهرب من اتون المعارك السابقة واللاحقة ، او الذين منعتهم عصابات داعش من المغادرة لتبقيهم دروعا بشرية .
الغريب في الأمر ان الكثيرين من الذين هللوا لتحرير الفلوجة وغيرها من المدن العراقية الواقعة تحت ادارة داعش ، كرها ومقتا لداعش بسبب جرائمها التي ارتكبتها بحق اهالي المناطق التي احتلوها بقوة السلاح ، وهم من السنة والمسيحيين على حد سواء، أذاقتهم داعش كل اصناف العذاب بما فيه القتل وجز الرؤوس ، فداعش عودتنا ان تخرج من الباب وتدخل من الشباك ، لكن ما لا يقبله عقل ولا دين ولا ضمير ، ما يلقاه هؤلاء المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة ، من قتل يقوم به افراد من داعش تارة ، ومن مليشيات الحشد الطائفية التي راحت تعتقل وتقتل وتنكل بالهاربين والنازحين من مناطق الأنبار وديالي ومن مدينة الفلوجة بالذات تارة أخرى ، هذه الانتهاكات التي لامست الكوارث سواء في القتل او الظمأ او الجوع في ظروف غاية في القسوة .
الرد الرسمي من الحكومة المركزية العراقية التي أدانت هذه الانتهاكات ووعدت بالتحقيق فيها ، بات باهتا وخجولا ، وكل الدلائل تشير الى ان موقف الحكومة العراقية في هذا الخصوص متراخ الى ابعد الحدود ، ولم يرى على ارض الواقع اية اجراءات حازمة لحماية النازحين وحمايتهم، أو فتح مخيمات مناسبة لهذه الأسر التي هربت من المعارك الدائرة بين الجيش العراقي وعصابات داعش ،هذا من جهة ، اما الأسوأ من ذلك فهو القتل والذبح الذي يكون مصير الكثير من شباب السنة الناجين من داعش ، ولا يجدون من يحميهم من رجال المليشيات وخاصة ما جرى في بلدة الصقلاوية وهم في حدود العشرين الف شاب من محتجزين ومسجونين ومن ثم اخفاء الكثيرين منهم وقتلهم .
الغريب في الأمر ان كبار المسؤولين في الدولة ممن ينتمون الى الطائفة الشيعية ومنهم كبار المحققين ، راحوا يتساهلون كثيرا ويقللون من اهمية الموضوع ، ويصفونه بالاعداد القليلة ،او الجرائم الفردية , علما ان العدد تجاوز العشرين ألفا كما ذكرنا !! منظمات حقوق الانسان التي تتابع هذا الموضوع ، لا تجد تعاونا جادا من قبل الحكومة العراقية ، التي تنتهج في هذا الشأن اسلوب المراوغة والتسويف .
امريكا ايضا ليست غائبة عن هذا المشهد ، ولكن كل الدلائل تشير الى ان امريكا لا تتخذ موقفا حازما من شأنه ان يوقف هذه المليشيات الحاقدة التي عاثت فسادا وتعذيبا وقتلا بلا رادع .
بعض الدول العربية ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة ، تعي تماما ما يجري في الفلوجة وما حولها من اضطهاد متعمد للطائفة السنية هناك ، لكنها تجد نفسها محرجة كي لا تُتّهم بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة شقيقة .
يبقى السؤال معلقا ، من يحمي النازحين الواقعين بين سندان الدواعش ومطرقة القتلة من مليشيات الحشد الطائفية .
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا