بقلم : الدكتور جمال علي التميمي
تأبى الأردن إلا أن تسقي أرضها بدماء جنودها البواسل وتأبى إلا أن تدفع الضريبة ؛ ضريبة الشرف والكرامة والكبرياء وتأبى عمان إلا أن تكون درة العواصم وجيشها عربي النشأة والتكوين وعقيدته العسكرية عقيدة توحيد ومحبة وردع الظالم وكسر شوكة الخائن .
غصة في الحلق ونحن نقدم الشهيد تلو الشهيد وأرواح تزهق لا لسبب إلا لأن القدر قادنا أن نكون في منطقة ملتهبة وفي عين العاصفة بين حكام استبدوا فثارت شعوبهم وبين سطحية شعوب وخبث أجهزة استخبارات فكانت بلادهم ساحة تصفيات وساحة عصابات فتناثرت أحقادهم حتى أصابت أرضنا .
والقادم من الجوار السوري اسوأ فالكل يبحث عن الحسم دون رادع أخلاقي وديني وانساني وبغض النظر عن الارواح التي تحصد والعائلات التي تهجر فالهدف الأرض وليذهب الإنسان الى الجحيم .
عقيدتنا العسكرية وثابة للقتال عندما يتجاوز الظالم ومتحفزة للدفاع عن ثرى الوطن منغرسة في النفوس وشعلة تضيء قلب الجندي بالقضية التي يقاتل من أجلها وقد شكل كل ذلك قوة ذاية تحرك الجندي وتدفعه إلى الفدائية في القتال وهذه العقيدة مدعومة بعقيدة الدولة الشاملة التي تتشكل من قيم سامية ومبادىء أساسية عسكرية واقتصادية واجتماعية ومعنوية منبعها حضارة هذا الشعب وتميز الانسان الاردني .
امتازت القوات المسلحة الاردنية بمعرفة عقيدتها المسلحة ومفاهيمها الاستراتيجية فتحدد الإطار العام لعمل القوات المسلحة الاردنية وهو حماية الارض الأردنية والذود عن حمى الوطن وكرامة المواطن مع الالتزام بآداب القتال وغير ذلك من أمور تتعلق بالعمليات الحربية .
يقول مونتجمري في كتابه الحرب عبر التاريخ : المسلمون قوم لا يُقهَرون ...ثم يتحدث عن معركة اليرموك إلى أن يقول : لقد أسفرت المعركة عن هزيمة الجيش البيزنطي ، وتشتت صفوفه ولاقوا حتفهم على أيدي أهل الصحراء . ونحن نقول هنا احفاد خالد بن الوليد وصحبه وهنا الراية قرشية هاشمية تؤمن بقدسية الأرض . والجند هنا كما الشعب لايهابون الموت بل يسعون من خلاله للحياة .
رحم الله الشهداء وألهم كل أردني الصبر . العزاء واحد لكنها الأرض والراية ودونها تهون الأرواح وستبقى الاردن شامخة والراية خفاقة فنحن إن مات منا شهيد استنهضنا في النفس حب الشهادة .
عمان ليست الجولان وعمان ليست تورابورا يامن تبحثون عن الجنة ؛ الجنة لاتؤتى من هنا الجنة من تلال الجولان وروابي القدس فلا تبحثوا عن الشهادة أمام شهيد ولا عن الكرامة امام كرام .
نؤمن في الاردن أن الحرب استمرار للسياسة وبحمد الله سياساتنا الخارجية قوية ونظرتنا للمنطقة ثاقبة لذا فكما هي حربنا ضد الارهاب هي كذلك سياستنا ضده ونؤمن أنه من اجل البقاء مضطرون لبذل الدم ومن اجل البقاء مضطرون لعلو الهمة ومن اجل البقاء مضطرون لرص الصف .
شهداء اليوم هم بلسم الجراح وهم وقود الإستمرار ونبشركم أن حاضنة الشعب خلفكم تمدكم بالروح والعزم والإصرار وان الجبهة خلفكم قـويـة كما هي المعنوية .
ويعلم الجميع هنا ونحن نودعكم في اللحد أن مشروع الكبرياء الأردني مستهدف وفعل العدو مستقبح مستقذر وان الحدود نار وأن حرس الحدود جمر الغضى وشهداؤنا في الجنة وجثثكم في النار ففي الاردن ميزة لن تجدها عند شعوب الارض قاطبة أن العروبة مازالت في الدم مشعة وان نبراس الشهامة ما زال يسرجه الدم القاني وان المصائب توحد الصف وان الدم يجمع القلوب وان الحزن موزع على البيوت ففي الكرك يحزنون لابن حوران وفي كفر اسد وكفر سوم يبكون ابن مؤتة والمزار .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا