حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18575

الكاتب قبيلات يشارك في الملتقى الدولي لتجديد الخطاب الثقافي في القاهرة

الكاتب قبيلات يشارك في الملتقى الدولي لتجديد الخطاب الثقافي في القاهرة

الكاتب قبيلات يشارك في الملتقى الدولي لتجديد الخطاب الثقافي في القاهرة

31-05-2016 10:17 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - يشارك الكاتب الأردني سعود قبيلات في فعاليات الدورة الأولى للملتقى الدولي لتجديد الخطاب الثقافي الذي يقيمه المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة.
وافتُتح الملتقى على مسرح الهناجر بدار الأوبرا أول من أمس الأحد، بحضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د.أمل الصبان.
وتستمر فعاليات الملتقى حتى مساء اليوم الثلاثاء، بمشاركة 140 من الكتاب والنقاد والباحثين والمفكرين يمثلون 17 دولة عربية وأوروبية.
ويتضمن الملتقى عدداً من المحاور منها: مناقشة تجديد الخطاب الثقافي، الصناعات الثقافية الإبداعية، تجديد الخطاب الروائي والضرورة والفن، أزمة الثقافة من أزمة التعليم، إصلاح الثقافة بوابة لإصلاح المجتمع، الثقافة والمستقبل في السياق العربي الأفريقي.
وتقام خلال الملتقى ثلاث ورش عمل هي: آليات تجديد الخطاب الثقافي، وتسويق المنتج الثقافي، والشباب وتجديد الخطاب الثقافي. ويرافقه إقامة معرض بعنوان «الأصالة والمعاصرة» يتضمن نماذج من الصناعات الثقافية كمشغولات الحلي والسجاد اليدوي، إلى جانب معرض للكتاب.
ومن أبرز المشاركين في الملتقى أيضاً: د.فيصل دراج ود.محمد شاهين (الأردن)، عز الدين ميهوبي (الجزائر)، بنسالم حميش (المغرب)، يحيى يخلف وسعيد مضيه (فلسطين)، يوسف القعيد وعمار علي حسن (مصر).
وتتضمن مشاركة قبيلات ورقة رئيسية بعنوان « تجديد الخطاب الثقافيّ.. أسئلة وتأمّلات»، بالإضافة إلى رئاسة إحدى الجلسات.
وفي ورقته، يثير قبيلات العديد من الأسئلة التي تتعلَّق بالمفاهيم والمصطلحات، لأنَّ أكثر هذه المفاهيم هي مفاهيم متعدّدة الدلالات والمعاني، يفهمها كلّ إنسان تبعاً لاختلاف زاوية النظر، واختلاف الميول والمصالح.
ويرى قبيلات بعد مناقشته المغالطات التي تشوب التعامل مع مفهوم «الثقافة» أن «الثقافة» معطى تاريخيّ، نشأ في ظرفٍ تاريخيٍّ معيّن، وترعرع ونما في ظروف تاريخيَّة أخرى مختلفة إلى أنْ وصل إلينا بصورته هذه. فالثقافة بذلك «كائن حيّ ينمو ويتطوّر ويتفاعل ويمرّ بكلّ العمليّات الحيويَّة المعروفة».
وأوضح أن الخوض في البحث عن خطاب ثقافي جديد، يستدعي أولاً التسليم بأنَّ هناك أكثر مِنْ خطاب لدينا، وأنَّ هذه التشكيلات الخطابيَّة المختلفة يجب أنْ تتفاعل مع بعضها بعضاً وتتحاور وتتصارح وتتبادل النقد بصدقيّة ووضوح، كي تجد المشتركات بينها، وتبني عليها.
وبعد استعراضه للمرحلة التاريخيَّة الحاليَّة التي يعيش العرب في ظلّها، يذهب قبيلات إلى أن هناك مجموعتين خطابيّتين متضادَّتين، تتفاعلان مع الواقع بصور مختلفة؛ مجموعة خطابيَّة تعبِّر عن سياسات وبرامج هدفها إبقاء واقع التبعية على حاله وتبريره؛ وفشل التنمية المتمحورة على الحاجات الوطنيَّة، واستشراء الفساد والاستغلال والقهر والتفاوت الطبقيّ. وتضمّ هذه المجموعة: الخطاب الليبراليّ بألوانه المختلفة، والخطاب الإسلاميّ القائم على توظيف الدين لأغراض سياسيَّة، بألوانه المختلفة أيضاً.
أما المجموعة الثانية بحسب قبيلات، فتسعى إلى طرح سياسات وبرامج هدفها تغيير هذا الواقع القائم، وبناء واقع جديد بدلاً منه. وتضمّ هذه المجموعة خطاب التحرّر الوطنيّ بتشكيلاته المختلفة.
ويرى قبيلات أننا نشهد الآن وقائع فشل مشروع الليبراليَّة الجديدة، بعدما خرَّب ودمَّر على نطاق واسع في الكرة الأرضيَّة كلِّها، وولَّد من الحروب والصراعات الدمويَّة ما لم يشهده عصر مِنْ قبل، وأفقر وجوَّع جموعاً هائلة من البشر؛ وفي مقدِّمة ضحاياه، الوعي والفكر؛ بل، أيضاً، الفنّ والأدب، وكذلك، السياسة، نظريَّةً وممارسة.
ويتحدث في هذا السياق عن الخلط بين مفهومي «الديمقراطية» و»الليبرالية»، خالصاً إلى أن الديمقراطيَّة ليست كلمة محايدة كما يحاول الغرب وأنصاره أنْ يوحوا، بل هي تتحدَّد بمضامينها الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة؛ وبالتالي، بمَنْ هو المستفيد بها ومَنْ هو الخاسر أو الذي يدفع الثمن.
ويؤكد قبيلات أن الديمقراطيَّة مِنْ دون محتواها الاجتماعي الاقتصاديّ المنحاز لمصالح الطبقات الشعبيَّة الواسعة وطموحاتها، تتحوّل إلى نمط من الدكتاتوريَّة المقنَّعة للطغم الماليَّة الجشعة وللشركات الكبرى العابرة للجنسيَّة. إنَّها «الصيغة التي يَقنَع بوساطتها الحمل بأنَّ دوره في الحياة هو أنْ يكون لقمة سائغة للذئب». ويلفت إلى أن الخطاب الذي يقدّمه الإسلاميّون في الاقتصاد والسياسة هو نفسه تقريباً خطاب الليبراليين؛ فهم، مثلهم، «يتبنّون الرأسماليَّة بأكثر أنماطها توحّشاً وفظاظة؛ لكن مع تسميتها نظاماً اقتصاديّاً إسلاميّاً وإعطائها طابعاً قدسيّاً زائفاً»، كما أنَّهم «يصطفّون غالباً، بقصدٍ وإدراك أو موضوعيّاً، إلى جانب الإمبرياليَّة الأميركيَّة وحلف الأطلسيّ».
ويقول قبيلات في هذا السياق: «إذا كان الليبراليون يمثِّلون احتياطيّاً ثقافيّاً وإعلاميّاً وسياسيّاً غبّ الطلب للإمبرياليَّة؛ فإنَّ الإسلاميين التكفيريين قد أثبتوا، مراراً وتكراراً، أنَّهم احتياطيّ الإمبرياليّة الأكبر.. ليس ثقافيّاً وإعلاميّاً وسياسيّاً حسب، وإنَّما عسكريّاً أيضاً، وقد خاضوا معاركها الأساسيَّة.. ليس في البلاد العربيَّة وحدها، بل أيضاً في أنحاء مختلفة من العالم».
أمَّا مشروعهم للتغيير، فيمثِّل كما يوضح قبيلات، «النمط الأكثر تشوّهاً للحياة والفكر في هوامش النظام الرأسماليّ الدوليّ. لأنَّه يقوم على تغييب العقل وتدمير الثقافة؛ ما يضمن بقاء الناس وبلدانهم أسرى للحياة في هوامش النظام الرأسماليّ الدوليّ، وزيادة مراكز النظام مركزةً.. إلى ما لا نهاية».
ويرى قبيلات أن خطاب التحرّر الوطنيّ هو الخطاب البديل، موضحاً: «إنَّه المشروع الذي يتسلَّح بقيم الاستنارة، والحداثة، والعلمانيَّة، والعدل الاجتماعيّ، والوحدة المبنيَّة على أسس ديمقراطيَّة، ويحشد طاقات أمّتنا، ويحفزها على المبادرة والخلق والإبداع، ويعزِّز انتماءها الوطنيّ والقوميّ، ويساعد على التخلّص مِنْ كلّ أنماط أيديولوجيا هوامش النظام الرأسماليّ الدوليّ والفكر والثقافة المرتبطين بها».
واستناداً إلى ذلك، يدعو قبيلات إلى إعادة بناء حركة التحرّر العربيَّة على أسس جديدة، بحيث تكون على وعيٍ كامل بمهمّاتها التاريخيَّة، وعلى صلة وثيقة بالجماهير الشعبيَّة، وتعبِّر بصدق عن مصالح هذه الجماهير وطموحاتها، وتتمسَّك على نحوٍ صارم بهويَّتها التقدميَّة.
وينهي قبيلات ورقته بتأكيده أن الخطاب الثقافيّ «لا يمكن أنْ يكون معلّقاً في الفضاء، وهو ليس نبتاً شيطانيّاً بلا أصلٍ أو جذر»، لذلك، لا يمكن إنتاج خطاب ثقافيّ جديد فعلاً، وبالمعنى الإيجابيّ، إلا إنْ كانت هناك عمليَّة تغيير اجتماعيّ اقتصاديّ شاملة.الرأي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 18575

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم