حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 57082

مفهوم الأمن الوطني

مفهوم الأمن الوطني

مفهوم الأمن الوطني

30-05-2016 04:25 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العميد الركن"م" الدكتور فالح فرحان العوايدة

منذ ولادة الإنسان وهو يحتاج إلى الاستقرار والأمن, فلا تستقيم حياة الطفل ولا تهدأ نفسه إلا إذا شعر بالأمان والاطمئنان في حضن أمه ورعاية أبيه, يكبر ويترعرع, ويكبر معه الإحساس بحاجته الدائمة إلى ألأمن والاستقرار.......لأن الإنسان أينما وجد, وفي أي طور من حياته يكابد ظروف العيش, وينشد دائماً إشباع حاجاته الجسدية والعاطفية والاجتماعية والمعنوية.
ولكن الحياة ليست ميسورة دائماً ففيها من المعوقات والتحديات الشيء الكثير, الأمر الذي يقف حائلاً دون الإشباع النهائي لحاجات الإنسان اللانهائية, فالأمن ضرورة من ضرورات الحياة البشرية وعامل اساسي لاستمرارها كشأن الغذاء اللازم للإنسان, فإذا كنا لا نتصور أن يحيا الإنسان ويعيش بغير غذاء فإن الحال كذلك بالنسبة للأمن.
وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك, بل وضع الأمن قريناً للغذاء بالنسبة للإنسان في قوله تعالى" فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)" ( سورة قريش), فكما أن الإنسان بحاجة إلى الغذاء فهو أيضا بأمس الحاجة للأمن, وحتى يتحقق الأمن والغرض المطلوب منه بإبعاد الخوف والرعب من قلوب الناس, لا بد من أن يقوم على الحق لا على الظلم والبغي والعدوان, قال تعالى" الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)" سورة الانعام.
والأمن منّه وعطية من الله تعالى على من يشاء من عباده, لذلك فإن توافره نعمة من نعم الله العديدة التي لا تحصى, وزكاها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف عندما قال:" عينان لا تمسهما النار, عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله", ويشكل الأمن والاستقرار نقطة الارتكاز الرئيسية في مجالات الحياة كافة, وهما الأهم في التنمية الوطنية الشاملة.
والأمن اساس التقدم البشري ومتى توفر الأمن للفرد والمجتمع تحقق الخير والرخاء في المجالات الحياتية كافة, فالأمن يوازي الحياة لأن تشابك وتعقد مفهوم الأمن وتهديداته أوسع وأشمل وأعقد مما ينظر إليه الكثيرون وإن اتساع دلالاته يؤكد على أن الأمن مرتبط بالوجود وغيابه مقترن بالعدم, فالأمن حاجة اساسية للأفراد كما أنه ضرورة من ضرورات بناء المجتمع ومرتكز أساس من مرتكزات الحضارة(( فلا أمن بلا استقرار)), ((ولا حضارة بلا أمن)), وإذا استعرضنا الحضارات البشرية القديمة لوجدنا أنها شيدت جميعاً بعد استيفاء شروط الاستقرار وانهارت عند اختفاء مرتكزات الأمن, وقد أصبح السعي لخلق بيئة آمنة ومستقرة هاجس الجميع دون استثناء, ونجد أيضاً أن هذا المطلب قد أصبح يشكل تحدياً كبيراً أمام الأفراد والجماعات والدول وأنه حالة يحتاج خلقها وإدامتها إلى الكثير من الجهد والعرق والدم.
ومع تطور المجتمعات والمخترعات الحديثة تتطور وتتنوع الجرائم ووسائل ارتكابها وتبرز بالتالي تهديدات جديدة للأمن وتزداد المسؤولية على جميع الأجهزة المسؤولة عن الأمن الوطني, ولذلك فالأمن الوطني هو أمن المواطن وممتلكاته وتاريخه وتراثه ومعتقداته وحريته على ترابه الوطني, وسيادته واستقلاله وسلامة جغرافية الدولة وحدودها السياسية, وحرية قرارها السياسي, أما مفهوم الأمن الشامل فيعني ألأمن السياسي ,والأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن العسكري والأمن التقني والأمن المعلوماتي.
أن تماسك الجبهة الداخلية وانسجام النسيج الاجتماعي وتنوعه بغض النظر عن الأصل أو المنبت أو اللون أو الدين, تمثل الوحدة الوطنية وهي من أهم مرتكزات الأمن الوطني ومن هنا يأتي دور الأمن في الاستقرار, ومن أهم خصائص الأمن الوطني " ديناميكية الأمن الوطني", لا يمكن التعامل معه على أنه حالة ساكنة بل هناك تسارع ومتغيرات وحركة مستمرة في البيئة الدولية والإقليمية لها تأثير على الأمن الوطني مثل التسارع المتزايد في حالة التوتر السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط.
إن الأمن الوطني يهدف الى تعزيز الانتماء للوطن والعمل على رفعته والابتعاد عن التركيز على السلبيات والاتهامات التي تنمي الشعور بالذنب وانخفاض الروح المعنوية والإحباط واليأس لدى الأبناء تجاه وطنهم, لكن يجب تنمية عوامل الثقة والتعاون بين الأبناء والمؤسسات الأمنية وتهيئة الأجواء للمشاركة والتفاعل بغية تحقيق الأمن الكامل, وأن الأمن والاستقرار مطلب ضروري في حياة الفرد والمجتمع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم" من أصبح آمناً في سربه معافىّ في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا".
والمجتمع الأردني عريق في عاداته وتقاليده ويتفاعل بحساسية إزاء الإشاعات التي تمس الوحدة الوطنية, وتعزيز الثقة والتوعية بالقضايا المصيرية وبأهمية الوحدة الوطنية وإن أمن الوطن واستقراره فوق كل اعتبار, وهو مسؤولية جماعية تشاركية انتهجها الأردنيون الأوفياء في سبيل رفعة الأردن واستقراره, والأردن كان ولا زال راسخاً شامخاً شموخ الجبال أمام كل العقبات والعثرات وأمام كل من تسول له نفسه العبث بأمنه.
واخيراً: إن المواطنة وحب الوطن ما هو إلا تعبير وجداني يختلج في قلوب الأردنيين الذين فطروا على الانتماء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة. وحمى الله الوطن من كل مكروه


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 57082
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم