حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 40656

التمييز بين النقد البناء والنقد الهدام .

التمييز بين النقد البناء والنقد الهدام .

التمييز بين النقد البناء والنقد الهدام .

28-05-2016 02:43 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
المجتمعات الناضجة والراشدة حضاريا وثقافيا تتقبل النقد الهادف الذي يخدم الصالح العام في مختلف قضايا الحياة وشؤون المجتمع , ومن الطبيعي القول بان النقد بشكل عام يصنف إلى : نقد بناء يهدف إلى التقويم والتصحيح والتنبيه والتعديل والتصويب والمراجعات السليمة للمسيرة المجتمعية , وهذا النوع من النقد نافع للمجتمع لما فيه من تعدد وجهات النظر وتبادل الآراء حول القضايا المطروحة .
والنوع الثاني النقد الذي يرمي إلى الإساءة إلى الأشخاص والمؤسسات , ولا يقدم خدمة مجتمعية أو وطنية , وهذا النوع من النقد مرفوض تماما كونه لا يصب في الصالح العام للوطن والمجتمع , ويسهم في تفتيت النسيج الاجتماعي للمجتمع , ويعبث بالسلم المجتمعي لما فيه من اغتيال للشخصيات , أو تحريض على الآخرين , وهو يشبه تماما الغيبة والنميمة التي حذر الإسلام منها , وهذا النوع نجده كثيرا في وسائل الإعلام بصورة مباشرة أو غير مباشرة , ونجده في غالب مجالسنا بطريقة التشكيك والغمز واللمز وانتقاص الآخرين , ولهذا وجب على اصحاب الفكر والرأي التحذير من هذا السلوك حماية للوطن والمجتمع .
أما النقد البناء فهو يتحدث عن الإنجازات مع الإشارة إلى بعض مواضع الخلل في هذه الانجازات من باب الرقي بالخدمة المقدمة بصورة افضل وبطريقة افضل , ومن الأمثلة على الانجازات الوطنية الحديث عن الخدمات الصحية من مستشفيات ومراكز صحية تنتشر في ارجاء الوطن, لكن من النقد البناء القول بان الخدمة المقدمة تتطلب تحسينا مستمرا للمحافظة على هذه المنجزات , كما أنها تتطلب توزيعا جغرافيا لكل ارجاء الوطن , وكذلك الإسراع بافتتاح الصروح الصحية التي انشئت ولم يتم افتتاحها .
ومن النقد البناء الإشارة إلى المؤسسات التربوية والتعليمية في التعليم العام والعالي باعتبارها منجزات وطنية , لكن من النقد البناء يكون بالتنبيه والإشارة إلى مواضع الخلل في مخرجات هذه المؤسسات , وفي رفدها بالكوادر المؤهلة القادرة على بناء الإنسان , وفي المحافظة على هذه المؤسسات من حيث بيئتها الثقافية والمادية لتستمر في عملية العطاء بعيدا عن سلبيات الثقافة المجتمعية , فلا يعقل أن يكون نمط تفكير المدرس الجامعي وخريج المؤسسة التعليمية بنفس نمط تفكير من لم يدخل هذه المؤسسات مع تقديرنا لكل ابناء وطننا , لكنها مؤسسات تنويرية من حق الوطن عليها أن تترك اثرا ايجابيا على ينعكس عليه .
ويمكن في سياق الحديث عن الانجازات الوطنية الحديث عن المؤسسات البرلمانية , لكن من النقد البناء القول أنها لم ترق إلى مصاف التجارب الديمقراطية الحقيقية , فما زال الخلل واضحا في طريقة الانتخاب , وفي طريقة الأداء , الأمر الذي انعكس سلبا على ثقة المجتمع بهذه المؤسسات وساهم في العزوف عن التعامل معها بصورة أو بأخرى .
ويمكن في مجال النقد البناء الحديث عن الخلل في المؤسسات الإعلامية وكيفية تعاطيها مع مختلف القضايا , وكذلك الحديث عن الخلل في شبكة الطرق وما تسببه من حوادث قاتله تهدر طاقات الوطن ومقدراته , والخلل في شبكة المواصلات وارهاقها المستمر لوقت وجهد الناس , ومن النقد البناء الإشارة إلى السلبيات الكثيرة والمتعددة في ثقافة المجتمع وعاداته وسلوكه الاجتماعي , وهذا كله يستدعي نقدا بناءً يهدف معالجة الخلل وتصويبه , فمتى يدرك أبناء وطني الفرق بين النقد البناء والنقد الجارح ؟ .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 40656
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم