حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20650

"زيزو" .. كاريزما فن الإصغاء وفرض التوازن الميداني

"زيزو" .. كاريزما فن الإصغاء وفرض التوازن الميداني

"زيزو" ..  كاريزما فن الإصغاء وفرض التوازن الميداني

26-05-2016 08:48 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- يطمح زين الدين زيدان لكي يصبح سابع شخص يحصد لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم لاعبا ومدربا عندما يقود فريقه ريال مدريد في نهائي المسابقة القارية ضد جاره اتلتيكو مدريد بعد غد السبت على ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الايطالية.
اما الستة الذين سبقوه الى هذا الانجاز، فهم الاسباني ميغيل مونوز لاعبا في صفوف ريال مدريد عامي 1956 و1957 ومدربا للفريق الملكي عامي 1960 و1966، والايطالي جوفاني تراباتوني لاعبا في صفوف ميلان عام 1963 و1969 ومدربا ليوفنتوس عام 1985، والهولندي يوهان كرويف لاعبا في صفوف اياكس ثلاث مرات اعوام 1971 و72 و73 ومدربا لبرشلونة عام 1992، والايطالي كارلو انشيلوتي لاعبا في صفوف ميلان عامي 1989 و1990 ثم مدربا لميلان عامي 2003 و2007 ومدربا لريال مدريد ايضا عام 2014، والهولندي فرانك رايكارد لاعبا في صفوف ميلان عامي 1989 و1990 واياكس عام 1985 ومدربا لبرشلونة عام 2006، واخيرا الاسباني بيب غوارديولا لاعبا في صفوف برشلونة عام 1992 ومدربا للفريق الكاتالوني عامي 2009 و2011.
وكان زيزو توج بطلا لدوري ابطال اوروبا لاعبا في صفوف ريال مدريد بالذات عام 2002 في مباراة سجل فيها هدفا رائعا حسم اللعب في مصلحة فريقه ضد باير ليفركوزن 2-1.
والمفارقة ان زيدان رسخ اقدامه في منصب لم يمض على تسلمه اكثر من خمسة اشهر، علما انه لم يحظ بثقة الادارة في الصيف الماضي ليتولى مقدرات الفريق منذ مستهل الموسم.
غير ان مقربين من نجم منتخب فرنسا السابق، يؤكدون انه اكتسب حجما مختلفا، لا سيما بعد الدور نصف النهائي من المسابقة الاوروبية، مبرهنا انه "مدرب حقيقي"، ومثبتا نضوجه التصاعدي منذ ان اعتزل لاعبا قبل 10 اعوام عقب نهائي مونديال المانيا (9 تموز(يوليو) 2006)، علما انه اختتم مسيرته المظفرة بنطحه الايطالي ماركو ماتيراتزي، وخروجه مطرودا.
حملت الاشهر الخمسة للطرفين نتائج جيدة، وسجل الفريق خلالها نسبة انتصارات مرتفعة، وانهى موسمه بالمركز الثاني في الدوري بفارق نقطة عن برشلونة (90 نقطة في مقابل 91).
ويكشف محيط "زيزو" انه بداية تردد ان يخلف الاسباني رافاييل بينيتيز، كما تطلب اقتناع بعض الاعضاء في ادارة ريال بشخصه وقتا، على رغم الاقتناع انه مشروع مدرب للمستقبل.
لذا، بقي الشك في الرهان الحالي عليه من منطلق المعادلة "ليس كل لاعب ناجح مدربا ناجحا".
وعموماً، لم يظهر زيدان يوما انه يفضل السلطة، بل ان يلعب الدور المؤثر. طباع لازمته منذ ان كان في صفوف "منتخب الديوك"، فحين اراد المدرب جاك سانتيني ان يعهد اليه بشارة القائد، فضل ان تمنح لمارسيل ديسايي من منطلق الاقدمية.
خلال الصيف المنصرم، نصح بعضهم رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز بان يبحث عن مدرب من ذوي خبرة. وعهدت الادارة الى زيدان دور "الرجل الثاني" في ظل بينيتيز وتحديدا الاشراف على الفريق الرديف في النادي. غير ان مسيرة بينيتيز مع الفريق الملكي توقفت باكرا.
وكان الخيار بزج ابن الـ43 سنة في "معمودية النار"، والرهان على شخصيته وخياراته التكتيكية.
ومنذ اليوم الاول، سعى صانع العاب منتخب فرنسا السابق الى فرض توازن في تحركات الفريق، واوكل الى المهاجمين مهمات دفاعية على سبيل المؤازرة، فكان التأهل الى نهائي دور الابطال للمرة الـ14، على حساب مانشستر سيتي، من خلال ايلاء هذه الناحية اهمية قصوى.
كما ان من فصول هذه "المعمودية" وحسن خياراتها، الفوز على برشلونة (2-1) في "الكلاسيكو" ضمن الاسبوع الـ30 من الـ"ليغا" (2 نيسان(ابريل) الماضي)، ويومها كان ريال على بعد 13 نقطة من برسا.
ينسج زيدان علاقة صريحة مع لاعبيه قوامها التواصل السلس والمباشر.
وخلال حوارته معهم، يتجنب التفاصيل حتى في ما يتعلق بشؤون الكرة، مصوبا البوصلة دائما نحو التطلعات والاهداف الجماعية، حتى انه حاصر "الانا" والاعتداد بالنفس اللتين يشتهر بهما نجم الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ويتفق افراد الفريق على ان مدربهم شخص متواضع يتقن الاصغاء، ما يسهل الامور ويذلل عقبات بحجم جبال. ويجاهر رونالدو بمؤازرته متمنيا بان تبقى القيادة معقودة له. ويثني البرازيلي مارسيلو على تصرفاته التي تتصف بالوضوح، ويضيف: "نحن مخلصون له لانه يمقت المواربة".
وحتى ان خسر زيدان النهائي الاوروبي امام اتلتيكو مدريد (الطرف الذي واجهه زيزو كمساعد لانشيلوتي في المسابقة ذاتها قبل موسمين) في سان سيرو السبت، فان مركز المدرب محفوظ له مع الفريق الملكي في الموسم المقبل. وفي حال الفوز، تنتظره عقبات وصعوبات ومطبات من دون شك، لطالما اعترضت المدربين الشبان امثال البرتغالي روبرتو دي ماتيو، الذي قاد تشلسي الى لقبه الوحيد في المسابقة الاوروبية عام 2012 بعد ثلاثة اشهر على تسلمه مقدراته، وها هو اليوم عاطل عن العمل.
اشتهر زيدان بحض لاعبيه على الاستمتاع في الملعب، اذ ينهي حصة الارشادات والملاحظات القصيرة، من منطلق خير الكلام ما قل ودل، بعبارة "هيا العب واستمتع".
ولعل في هذا التوجه مفتاح "سحره" وحضوره الطاغي والكاريزما المميزة التي يتمتع بها. فما يقوله يسمع ويؤخذ به اكثر من ان يصدر عن افضل المدربين واشهرهم، وذلك على خلفية سجله كلاعب.
وقد عزز زيدان هذه الميزة بمزجه حسه التقني وفطنته المهارية بادارة جيدة للموارد البشرية، اي ادارة اللاعبين وتوظيف كفاياتهم.
ويعزو اللاعب الدولي السابق المدرب غي لا كومب، الذي اشرف على اعداد زيدان في بداياته التدريبية في معهد ليموج، تفوق "تلميذه" الى سرعة استيعابه، واجتهاده وشغفه في التطور المهني، فضلا عن مثابرته لتعويض ما فاته من سنوات دراسية اكاديمية حين فضل الاحتراف على اكمال تعليمه وهجر المدرسة بعد الصف الثاني متوسط. لذا، اجتهد حتى نيله شهادة التدريب والادارة الرياضية عام 2013، ولم يغب عن الحصص المقررة الا مرة واحدة على رغم انشغالاته ومهامه الكثيرة في ريال.
ويوضح لاكومب في هذا الصدد، ان "اللاعب الذي يتحول الى التدريب كمن يغوص في حوض سباحة ولا يعرف ما اذا كان مليئا بالمياه. والامر الايجابي بالنسبة لزيدان انه يسبح جيدا ووجد الحوض مليئا بالمياه".
وقد تكون معرفة زيدان الراسخة باجواء ريال مدريد وكواليسه ساعدته كثيرا في مهمته الشاقة، فضلا عن تفوقه على بينينيز باتقانه حسن التواصل في فريق مدجج بالنجوم، وهي نقطة اساسية على المدرب توظفها واستثمارها كما يجب والا دبت الفوضى. فبدل من ان يجهد ليقنعهم بقيادته، اصبح مطالبا منهم بتولي القيادة.
وهو تعلم الدرس جيدا بعد الخسارة امام فولسبورغ الالماني في ذهاب ربع نهائي دوري الابطال (صفر-2)، فكان الفوز ايابا (3-صفر)، تلاه تجاوز برشلونة في ال"ليغا"، ما عزز ثقة اللاعبين بحسن ادارته.
يبقى ان يقود زيدان فريقه الى اللقب القاري ايعزز اسطورته داخل النادي الملكي.-(ا ف ب)


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20650

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم