حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20019

الكاوبوي

الكاوبوي

الكاوبوي

24-05-2016 01:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
بعد ان صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على تشريع يتيح لأسر ضحايا هجمات 11 ايلول من عام 2001 مقاضاة المملكة العربية السعودية (والدول الأخرى) باعتبارها الدولة الراعية للإرهاب حسب زعمهم واطلق على المشروع عدالة ضد رعاة الإرهاب.
وقد هدد البيت الأبيض باستخدام حق النقض، ضد التشريع بسبب مخاوف من أنه سيكون له تداعيات وخيمة على الولايات المتحدة والمواطنين الذين يعيشون في الخارج وتتخوف الإدارة الأمريكية من ان تتعرض امريكا للخطر امام المحاكم الأخرى في دول العالم لأن ذلك يتعلق بالحصانة السيادية للدول .
من جهته، أكد السيناتور تشارلز شومر، عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك وأحد الداعمين لتمرير القانون أن هذه الخطوة لن تدمر علاقة الولايات المتحدة بالسعودية وقد يكون عجز الخبر المنشور بمثابة تأكيد لصدره وانما هذا هو اسلوب الولايات المتحدة في نشر اي خبر او تكريس اي مجموعة او فصيل في منطقة ما وتراها مستعدة لصرف الملايين لتعود لها بعد انجاز المهمة التي أُنشأت من اجلها وهكذا كان في حرب افغانستان الأولى وثم في دحر طالبان وبعدها في الحرب الإيرانية العراقية وبعدها في الغزو العراقي للكويت وثم في مسرحية اسلحة التدمير الشامل وما تبعها من احتلال العراق وتدمير حضارة بين النهرين ومؤخرا الدور التدميري لأمريكا في الساحات العربية المختلفة تحت غطاء ما يسمّى الربيع العربي واتفاضات شعوبه.
وبالرغم من رفض الحكومة السعودية للمشروع وإمتعاض العديد من السعوديون من تلك الأخبار وعلى هذه النهاية السيئة لعلاقة امريكية سعودية دامت طويلا حيث تدفع الإدارة الأمريكيّة مواطنيها بإبتزاز الحكومة السعوديّة لدفع اموال على شكل خاوات وبقرارات ذات طابع سياسي من المحاكم الأمريكيّة وكأن الأمريكان يقولون انا ربُّكم الأعلى فإدفعون .
وقد تناست الحكومة الأمريكيّة الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكيّة وقوات الحلف الأطلسي وحلف الناتو في فيتنام وافغانستان والعراق وغيرها ومافعلتها صواريخهم وقذائفهم واسلحتهم التي زوّدوا بها اسرائيل في فلسطين ام هل في عقيدة الأمريكان واسرائيل الدم العربي والمسلم حلال عليهم اينما كان وكيفما كان ودمهم حرام علينا في كل زمان ومكان وتعلم الإدارة الأمريكيّة تلك القواعد لأطفالها خاصّة ان احد مرشحيها للرئاسة يصرِّح علنا بانه إذا اصبح رئيسا لتلك الإدارة سيمنع المسلمين من دخول امريكا فيا لسخف تلك الإدارة المنتظرة ويا لحماقة من يتمنى دخول امريكا بعد ذلك خاصّة وانها لا ضرورة لها لأنها لا تحوي الكعبة او القدس او حتّى الفاتيكان او مكان عمّاد السيِّد المسيح والأفضل ان لتستعين تلك الإدارة بخبراء اسرائيليون لبناء جدار فصل عنصري في امريكا كما فعلت في فلسطين.
وكأنّ السعوديّة قد أحسّت بمخالب الأمريكان تمتد بالشر نحوها فبادرت الى تأسيس مجالس التنسيق السعودية وكانت مع قطر ومع مصر ومع تركيا ومع الأردن ومع الإمارات لتحمي شعبها وثرواته وامواله من إبتزاز الأمريكان وإرهابهم .
وقد آن الآوان لصناع القرار العرب ان يقتنعوا بانهم سيقعون فرادا في الكمّاشة الأمريكيّة الصهيونيّة لأن الصهيونيّة لن تستطيع تدمير العرب وإمكاناتهم وحضارتهم وما تبقّى من قيم لديهم دفعة واحدة والأهم انها لن تستطيع هزيمة ما بداخلهم من معتقدات وإيمان دون مساعدة من الداخل العربي لذلك خطّطت الصهيونيّة وبتنسيق كامل من الإدارة الأمريكيّة وأصدقائها وبترتيب مسبق مصالحي مع الروس وبعض الأوروبيّين دون إطلاعهم على النوايا المسبقة للمخططات الصهيونية .
وقد يكون دور الأمريكان محوريا في تخريب وإفلاس السعوديّة لما لها من دور قيادي في العالم الإسلامي لوجود الحرمين الشريفين فيها ووجود الكعبة المشرّفة قبلة ملياري مسلم يتوجهون اليها خمسة مرّات على الأقل في اليوم اي انه من المفترض ان تتجه اليها عشرة مليارات نظرة في اليوم وهذا اعظم مؤشر في الديموغرافيا الذي تعجز عنه امريكا والصهيونيّة مُجتمعة لذلك فالمؤامرة على السعوديّة وشعبها بحاجة للوقت والتروّي والظرف المناسب وعليه فتحتاج امريكا لجهود ايران وأصدقائها من عرب وعجم وروس وكذلك الى القيام بأعمال لتستفز السعودية للقيام بردود افعال غير مدروسة ومتسرِّعة لتحقيق مآرب شيطانيّة من الصهاينة والأمريكان .
وعلى العرب والمسلمون الوقوف الى جانب اخوانهم السعوديون لحماية السعوديّة ارضا وحرما وثرواتا ومقدّسات وقبر الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ومركز الدولة الإسلاميّة وتاريخها لألف وخمسمائة عام .
وقد يكون ان عقلية الإدارة الأمريكيّة تفتّقت بأنّ ابتزاز اموال السعوديّة سواء عن طريق تلفيق تهمة رعاية الإرهاب لها وتسبُّبها بموت ضحايا تفجيرات الحادي عشر من تشرين ثاني التي وقعت عام 2001 تستطيع تركيع السعوديّة وشعبها ام هل تعتقد تلك الإدارة ان مرور خمسة عشر عاما على تلك الأحداث سينسي العالم الأصابع الصهيونية الخلفيّة خلف تلك الأحداث وكيف ان جميع اليهود العاملين في المصالح المختلفة في البرجين تغيبوا عن اعمالهم ذلك اليوم العصيب وملاحظات اخرى لم تخفى على المراقبين والإعلاميّين وغيرهم .
كما ان امريكا التي تتغنى بالديموقراطيّة والعدالة والمساواة كيف تميّز مواطنيها وجنودها ورجال مخابراتها عن باقي البشر حيث تؤمن لهم الحصانة من أيِّ ملاحقة او محاسبة بينما تضع الشروط والمعاهدات لملاحقة الغير ومحاسبتهم وإنشاء المحاكم واماكن الإعتقال والسجون السريّة في الدول الأخرى وما زال سجن ابو غريب شاهد عليها كما انها لا تخجل عن استعمال حق النقض في مجلس الأمن حين اتخاذ قرار ضد اسرائيل لقيامها بقتل وحرق الرضّع والأطفال الفلسطينيِّين بدم بارد عند الفجر .
وكأن المخابرات الأمريكيّة ستعود لطريقة الكاوبوي وتوزيع الأدوار في ابتزاز العرب حيث نرى الكونجرس يقر القانون والإدارة تعترض والمحكمة لا حقا ستحكم والإدارة طبعا ستقف مع القانون وتقوم بجباية أموال الأحكام من الحكومة السعوديّة لتوزيعها على مواطنيها المشتكون حسب زعمهم .
هل تلك اللعبة ستنطلي على الحكام العرب وشعوبها ام على بعضهم كما حدث عندما ابتزت امريكا اكثر من ملياري دولار من القذافي في محاكمة المرحوم المقراحي في قضية لوكيربي وهاهم المعنيين ماتوا وبقيت الأموال بيد امريكا يا لها من لصوصيّة في وضح النهار ولكن اعين العرب ما زالت مغمِّضة .
حمى الله الشعب العربي السعودي وثرواته ومقدّساته من كل شر .

ambanr@hotmail.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20019
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم