بقلم : عبدالله علي العسولي
إن ما يحث في القلب لوعة وفي الحلق غصة ما نشاهده ونسمعه في هذه الأيام من تعامل بعض الأبناء مع والديهم بأسلوب جاف لا ينم عن خلق ولا أدب ولا دين لما فيه من قسوة وجفوة وغلضة ..فتجد الأبن وعلى أتفه الأسباب يعبس في وجه أبيه أو امه بنظرات غضب وبأسلوب جاف ومهين لا يليق ان يتعامل به مع والديه الذان ربياه صغيرا...وقد يتعدى ذلك أن يفجر الأبناء بوالديهم بصورة لا ترضي الله ولا رسوله ولا كرام الناس ...وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاهانة او السب أو الشتم أو إيذائهم وضربهم ..وهنا تكمن المصيبة والطامة الكبرى خصوصا إذا بلغ الوالدين من العمر عتيا وضعفت قواهم ..بعد أن افنوا سني شبابهم وعمرهم في تربية أبنائهم وفي توفير العيش الكريم لهؤلاء الأبناء العاقين ..على حساب صحة وراحة والديهم ...لتصل الأمور في النهاية الى هذا الواقع المر الأليم .ويضعف الوالدين أمام عقوق أبنائهم لدرجة أنه لا يستطيع احدهم إبداء رأيه في أمور تحتاج إلى خبرته ودرايته ..فيصبح الوالدين منزوعي القدرة على اتخاذ القرار ولا يؤخذ برأيهم أمام غلظة وقسوة أبنائهم العاقين ...وهنا المشكلة التي تولد مشكلة اكبر منها ....فتضعف العائلة وتتفكك العلاقات الأسرية (ويركب كل فرد رأسه – كما يقولون )
إن هذه كله ..لم يكن لو كان الاحترام والأخلاق والدين مزروع في قلوب الأبناء .
والأغرب والأصعب من ذلك – أن تصل الأمور عند الأبناء من أصحاب الجاه والمناصب ورؤوس الأموال والذين ما جمعت أموالهم إلا من تعب وكد والديهم ...فقد يصل العقوق إلى أن يزج الأبناء والديهم إلى ظلمة ووحشة دور العجزة والمسنين ...إما لإرضاء ولد أو إرضاء زوجة ....متناسين قول الله تعالى ( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما . واخفض لهما ناح الذل من الرحمة . وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ).
أيها الأبناء ...اتقوا الله في والديكم واعلموا ان طاعة الوالدين من طاعة الخالق ..وعودوا إلى رشدكم واعلموا انه لا تتيسر لكم حاجة إلا برضى والديكم عليكم وان طالت بكم الدنيا ...وان الله يمهل ولا يهمل ...
فجددوا البيعة مع الله وأحسنوا التعامل مع والديكم فهم مصدر البركة ورضا الله.... وهم الان في هذا السن المتقدم بحاجة إليكم لتردوا لهم كريم تربيتكم واعلموا أن ما وصل بكم من نعمة فهو بفضل الله وفضلهم وتعبهم وجهدهم وأن الجنة تحت أقدام الوالدين الذين قرن الله رضاه برضاهم ...فإن خسرتموهم بالدنيا ..فقد خسرتم الدنيا والآخرة وإن فزتم برضاهم -فقد ربحتم الدنيا والآخرة .
هدانا الله وإياكم وأسبغ علينا وعليكم نعمه والله الموفق

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا