حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20030

القدس في الإسراء والمعراج

القدس في الإسراء والمعراج

القدس في الإسراء والمعراج

05-05-2016 04:28 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ضيف الله قبيلات
لما أصبح رسول الله صلى الله عليه في قومه أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى فاشتد تكذيبهم له وأذاهم عليه وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس فجلّاه الله له حتى عاينه فطفق يخبرهم عن آياته ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئاً وأخبرهم عن عيرهم في مسراه ورجوعه وأخبرهم عن وقت قدومها وعن البعير الذي يقدمها وكان الأمر كما قال، فلم يزدهم ذلك إلا نفورا وأبى الظالمون إلا كفورا.

إن أوجز وأعظم ما ورد في تعليل هذه الرحلة هو قوله تعالى "لنريه من آياتنا" وهذه سنة الله في الأنبياء، قال تعالى"وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين"، وقال لموسى عليه السلام" لنريك من آياتنا الكبرى".

وقد بيّن الله تعالى مقصود هذه الإراءه بقوله "وليكون من الموقنين"، فبعد استناد علوم الأنبياء إلى رؤية الآيات يحصل لهم من عين اليقين ما يؤهلهم للثبات والإنطلاق فليس الخبر كالمعاينة فيتحملون في سبيل الله ما لا يتحمل غيرهم وتصير جميع قوات الدنيا عندهم كجناح بعوضة لا يعبأون بها عندما تدول عليهم بالمحن والعذابات التي هي في حقيقتها إبتلاءات كمقدمة للتمكين ويمكن تسميتها بشارات للتمكين والتي أدت إلى قيام الدولة الإسلامية الأولى بزعامة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويمكن ملاحظة هذه المحن والإبتلاءات في العصر الحديث وكنماذج على ذلك رأينا ثلاثة حروب على الفئة المؤمنة في قطاع غزة والتي أدت إلى هذا التمكين الذي نراهم فيه اليوم باستعدادهم الرائع لمواجهة عصابة إسرائيل الإرهابية ويحتجزون من الأسرى الصهاينة ما لم تستطع على فعله أية دولة أخرى، ولاحظنا هذه المحن والإبتلاءات على الحزب الإسلامي في تركيا في نهاية القرن الماضي والتي حملته إلى التمكين وتشكيل الحكومة في تركيا وقيادتها حتى اليوم، كما نرى هذه المحن و الإبتلاءات حصلت وتحصل مع جماعات إسلامية سياسية وجهادية وهذا يعني انها في طريقها إلى التمكين لأن هذه سنة الله في الدعوة الإسلامية.

يرى القارئ في سورة الإسراء أن الله تعالى ذكر قصة الإسراء في آية واحدة فقط ثم في الآية الثانية أخذ في ذكر فضائح اليهود وجرائمهم ثم نبههم بأن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، فربما يظن القارئ أن الآيتين ليس بينهما ارتباط والأمر ليس كذلك، فإن الله تعالى يشير بهذا الأسلوب إلى أن الإسراء إنما وقع إلى بيت المقدس لأن "أهل الشرك" سيعزلون عن منصب قيادة الأمة الإنسانية لما ارتكبوا من الجرائم التي لا مجال بعدها لبقائهم على هذا المنصب وأن الله سينقل هذا المنصب إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقد آن أوان انتقال القيادة الروحية من أمة إلى أمة، من أمة ملأت تاريخها بالغدر والخيانة والإثم والعدوان إلى أمة تتدفق بالبر والخيرات ولا يزال رسولها يتمتع بوحي القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم.

ولكن كيف تنتقل هذه القيادة والرسول صلى الله عليه وسلم يطوف في جبال مكة مطرودا بين الناس بسبب طغيان حكومة مكة الجاهلية بزعامة أبي جهل؟!.

هذا السؤال يكشف الغطاء عن حقيقة أخرى وهي أن عهدا من هذه الدعوة الإسلامية قد أوشك على النهاية والتمام وسيدأ عهد آخر جديدا يختلف عن الأول في مجراه ولذلك نرى بعض الآيات تشتمل على إنذار سافر ووعيد شديد للمشركين قال تعالى" وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"، وبجانب هذه الآيات آيات أخرى تبيّن للمسلمين قواعد الحضارة وبنودها ومبادئها التي يبتنى عليها مجتمعهم الإسلامي وفيها إشارة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيجد ملجأً ومأمنا يستقر فيه أمره ويصير مركزا لبثّ دعوته في أرجاء الدنيا.
ضيف الله قبيلات


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20030
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم