سرايا - سرايا - بدعوة من بيت الشعر العربي في رابطة الكتاب الأردنيين ولجنة الشعر فيها أقيم حفل توقيع ديوان (بيت القصيد) للشاعر سعيد يعقوب، وذلك يوم أمس الأول، في مقر الرابطة بقاعة غالب هلسا، حيث ألقى كلمة الرابطة رئيس الرابطة الدكتور زياد أبو لبن، وقدم الدكتور عبد الله المانع ورقة نقدية حول الديوان، وأدار الأمسية الشاعر والإعلامي محمد نصيف، وتضمن الحفل فيما قصيرا عرض مفاصل من السيرة الذاتية والإبداعية للشاعر المحتفى به، من إعداد وإخراج الشاعر والفنان محمد خضير.
وقدمت كلمة د. أبو لبن نظرة طائرة على تجربة الشاعر يعقوب على الصعيدين: الإنساني والإبداعي، ومما قاله: «تربطني بسعيد يعقوب علاقة إنسانية منذ سنوات طويلة، لم يتغير خلالها، يقدم لك وجه الحياة الجميلة، وتحس للوهلة الأولى كأنك تعرفه منذ ألف عام، يتحدث حديثا طيبا فيأسرك حديثه، وما أن تخوض في قضية تستدعي نقاشا حتى يترك لك مساحة من احترام الرأي، وإن اختلفت معه فلا تجده إلا محبا».

وأضاف د. أبو لبن: «يهتم سعيد بشعره اهتماما كبيرا من ناحية الشكل والمضمون، فهو المخلص للقصيدة العمودية، إيمانا منه بأن الشعر العمودي يحمل من جماليات الفن ما يحمله الشعر الحديث، بشقيه الموزون والمنثور، وقد توالت دواوينه الشعرية، فكتب قصائد بمضامين مختلفة، تحمل في أنفاسها إنسانية راقية، وتتوزع ما بين الحزن والألم والسعادة والفرح، فيقترب من (أنا) الناس كما يقترب من (أناه) المجبولة بماء الحياة، وها هو يصدر ديوانا جديدا مختلفا في الشكل والمضمون، فيه صنعة لا تقلل من قيمته الشعرية».
وخلال ورقته النقدية حول الديوان لفت الدكتور عبد الله المانع النظر إلى أن «بيت القصيد» عنوان يحمل دلالة شعرية وفكرية عميقة، تشي بزخم كبير من الرؤى المحمولة في ثناياها، ذات أبعاد كثيرة وتأويلات عديدة، تتمحور حول معنى الشعر ورسالته وكينونته في الماضي والحاضر. وأضاف: «لما اختار سعيد لديوانه الجديد عنوان «بيت القصيد» فقد أثبت شعريته وأكد قدرته على التصرف في طاقته الخلاقة التي تتمثل ههنا على نحو جلي في حسن الربط بين عنوان الديوان ومحتواه، بحيث يعكس هذا العنوان ما احتوت عليه صفحات الديوان».
وبّـن د. المانع أن لغة سعيد يعقوب في الديوان تختزن طاقات تعبيرية كبيرة تتمظهر في غير شكل، متسمة بالوضوح والبيان، وهي بعدُ لغةٌ جزلة، حرص فيها الشاعر البعد عن الغريب من الألفاظ، ولا تقوم نصوص الديوان على شعرية الجملة الواحدة، بل على شعرية الرؤيا في إطارها البنيوي».
وقرأ الشاعر في الأمسية مجموعة منتخبة من أبيات الديوان، ومنها: «وأجملُ ما يزينُ فتىً عفافٌ/ وأقبحُ ما يشينُ فتىً كِذابُ». «في القلب من كفِّ الزمان رماحُ/ لم يشفها النسيانُ والأقداح». «ومجنونٌ رمى حجرًا ببئرٍ/ فأشغلَ أمرُهُ سبعين عاقلْ». «مِنْ تُرَابٍ إِلَى تُرَابٍ وَنَمْشِيْ/ بَيْنَ هَذَيْنِ فَوْقَ وَجْهِ التُّرَابِ». «لا أَبْعَدَ اللهُ الأَحِبَّةَ إِنَّهُمْ/ سَيْفِيْ الذِيْ أَسْطُو بِهِ وَأَصُولُ». «لا تصيب السهام إلا ذوي الطول/ وينجو من رميها الأقزام». «أرقى منظر في العين عين/ بكت من تحتها ثغر تبسم». «وحينَ أجيلُ في الذكرى عيوني/ تعودُ إليَّ داميةَ الجفوني».
والديوان هو الأول في الوطن العربي في نمطه بحسب الشاعر، ويتألف من البيت المفرد الديوان من القطع المتوسط ويقع في 175 صفحة ويتضمن 635 بيتا عموديا مفردا ويمتاز كل بيت بوجود عنوان خاص به يسلط الضوء على محتوى الفكرة. يقول الشاعر إن مقتضيات العصر الحديث وسرعة إيقاع الزمن المعاصر من الدواعي التي ساهمت في تكريس هذا اللون من الشعر، ويأتي هذا الديوان في سياق تكريس هذه اللون الشعري الذي عرفه القدماء فكان توقيعا سريعا.
الديوان نفسه كتب مقدمته عميد كلية الآداب بجامعة فيلادلفيا د. غسان عبد الخالق، أكد فيها ريادة الشاعر يعقوب لديوان البيت المفرد ومما جاء فيها: وقدْ تحقَّقَ للشَّاعرِ المُبْدعِ سعيد يعقوب في (بيتِ القصيدِ) حُسْنى الظَّفَرِ بـ(635) بيْتًا مُفْردًا، وحُسْنى الظَّفَرِ بإصْدارِ هذهِ الأبياتِ مُجتمِعَةً في ديوانٍ واحدٍ. ويعقوب المولود بمادبا عام 1967 حاصل على بكالوريوس اللغة العربية من الجامعة الأردنية وعمل في مجال التدريس وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين عضو الاتحاد العام للكتاب العرب حصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية وأصدر ستة عشر ديوانا شعريا منها في هيكل الأشواق، رنيم الروح، عبير الشهداء، قسمات عربية، ونسمات أردنية وغيرها.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا