حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32332

مواقع التواصل الاجتماعي و علاقتها بالمشاكل الاسرية " الخيانة الزوجية نموذجاً "

مواقع التواصل الاجتماعي و علاقتها بالمشاكل الاسرية " الخيانة الزوجية نموذجاً "

مواقع التواصل الاجتماعي و علاقتها بالمشاكل الاسرية " الخيانة الزوجية نموذجاً "

01-05-2016 03:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : بلال الذنيبات
لقد حملت مواقع التواصل الاجتماعي منذ بزوغ نجمها ، و تبيان أهدابها ، و طلوع شذراتها ، و ذلك إبان العشرة سنوات الأخيرة ، ردحاً من التغييرات الجذرية في العلاقات الانسانية في المجتمع المعاصر ، و التي كان منها على الصعيد العائلي ما يسمى "الخيانةِ الزوجية " ، حيث منحتها تلك المواقع بيئة خِصبة للذيوع ، و قدماً في الوثوب و الانتشار ، و مجالاً أوسع للتشجيع.
و لا جِرم في ذاك و نحنُ نجدُ تنامياً في مثل هذه الانحرافات ، تُطبع فصولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، و ذلك من خلال غرف الدردشة و التراسل بين الجنسين المُتبادل بالكلمات الغرامية ، و التي تتم بمبادرة طرفي التواصل " ذكراً أم أنثاً " ، و لهذا بطبيعة الحال عوامل و دوافع سوف تكون مثار حديثنا و تعريجنا بعد هينةٍ من الوقت .
و تشير التقارير المتداولة على شبكة الانترنت المعلوماتية ، إلى أن بعض الرجال قد يلجأ لعمل أكثر من حساب بدافع مصادقة الجنس الأخر و ربما إدمان الحديث الى الجنس الاخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، بصورةٍ لا تُطاق حسب وجهة نظر بعض السيدات ( موقع مجلة أسرار الصبايا ).
و تمتد شباك الخيانة الزوجية أحياناً إلى لجوء بعض الفتيات " المتزوجات " إلى تكوين علاقة مع الجنس الأخر عبر مواقع التواصل الاجتماعية ، ثم تتطور هذه العلاقة الى مرحلة اللقاء و الذي قد يتخلله قيام إحدى الطرفين " الرجال غالباً " بتصوير اللقاء بداعي الإبتزاز لغايات جنسية أم مادية ( موقع مجلة سيدتي بتصرف ) .
و يمكنني إرجاء تنامي هذه الظاهرة بمساعدة مواقع التواصل الاجتماعي ، إلى طبيعة تلك المواقع ، خاصة و أنها توفر نوعاً من الخصوصية و الفردية ، و تساعد المرء على التعبير عن مكبوتاته العاطفية و العقل باطنية " مكبوتات العقل الباطني كما يقول لنا إخصائيي علم النفس " ، مما يدفع المرء " بغض النظر عن جنسه " إلى سلك مسالك مُنحرفة و هو يرتاد منصة السوشال ميديا .
و أما الدوافع الأخرى و التي قد تدفع إلى إقتراف هذه الفعلة ، الفقر العاطفي و الشعور بالنقص و سوء التوافق الأسري و غلبة الروتين على العلاقة الاسرية و غياب الحميمية في العلاقات بين أفراد الاسرة ، و تراجع وتيرة منظومة الضبط القيمي.
و تعمل عدة ظواهر تعاني منها بيوتنا لتوفير دافع قد يقف وراء مثل هذه الأفعال الشاذة و المُنحرفة ، و لعل الطلاق الصامت " قطيعة العلاقة بين الزوجين دون طلاق فعلي " و البيت الصامت " قطيعة العلاقة بين أفرادة الاسرة " من أبرز تلك الدوافع ، بالإضافة إلى أن إدمان الانترنت يلعب دوراً ثانوياً ، و ذلك أنه يمهد الطريق لخلق الظروف المواتية لارتكاب مثل هذه الفعلة.
و تتعدد سبل و طرق العلاج من وجهة نظري كمختص بالعلوم الاجتماعية ، إذ تبدأ بمحاربة و مكافحة صور القطيعة داخل البيت ، و العمل على خلق جو من الحوار و الامن الاسري ، بحيث يتم الابتعاد عن لغة العنف بين الزوجين لدرء خطر جلب الملل و الضجر المؤدي لفساد و تفسخ العلائق بين الزوجين ، و كمرحلة متقدمة و نتيجة الدوافع الاخرى الوقوع في شباك " الخيانة الزوجية " .
و أيضا يجب العمل على بث المشاعر الايجابية بين الزوجين و تشكيل علاقة ودية بينهما ، و تغليب مصلحة الأولاد في ضرورة إتباع الحوار سبيلاً لدرء ما يكدر الحياة الاسرية ، و الابتعاد قدر المستطاع عن الاستخدام الجائر لمواقع التواصل الاجتماعي و تقنين ذلك بحيث لا يتجاهل فيه الواحد منا عمله و قضاء وقت جيد مع الاسرة.
و من الضروري أن يكون إختيار الزوجين لبعضهما البعض عن رضا و إدراك ، لأن جل المشاكل إنما تنجم عن سوء إختيار الزوجين لبعضهما البعض ، و على الأهل محاولة عدم التدخل الا بما يحقق حاجة الزوجين " حديثيي الزواج خاصة " ، من خلال النصح و الارشاد الايجابي.
و في طبيعة الحال يجب أن يدرك كلا الزوجين أن الحياة لا تخلوا من المشاكل ، و عليهما بالتفاهم و الحوار حلها و مواجهتها و التصدي لها بعيداً عن الجبر و الالزام و فرض الرجل لوجهة نظره .
و في الختام على الجميع أن يعي أن الاسرة هي المجتمع و المجتمع هي الاسرة ، فلا يحق للمجتمع أن ينأى بنفسه عن مشاكل الاسرة ، و عليه تربية أبنائه بمختلف أدواته كي يكونوا قادرين على تكوين " ثقافة الحياة الاسرية " بما يحقق مُبتغى المجتمع و صالحه.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 32332
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم