حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26851

واقع التعليم الثانوي والجامعات السودانية

واقع التعليم الثانوي والجامعات السودانية

 واقع التعليم الثانوي والجامعات السودانية

26-04-2016 03:25 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د . ناصر المعايطة
لقد تعرض قطاع التعليم بشكل عام في السودان الى هجمة غير مسبوقة وغير مبررة في الآونة الأخيرة على خلفية حالات الغش التي قام بها الطلبة الأردنيون خلال امتحانات الثانوية العامة في السودان الشهر الماضي وقد كان النقد غير مبني على أسس علمية أو عملية وغير مبني على معلومات ومصادر موثوقة للتأكد من صحة النقد والحالة المنتقدة وعلى غير العادة ودون سبب تم التطرق والنقد للجامعات السودانية العريقة وبطريقة غير منصفة وغير عادلة لا ترتقي لمستوى النقد البناء ومن قبل اشخاص لا يعرفون هذه الجامعات وليس لديهم العلم والمعرفة الاعلامية للنقد والتجريح لمؤسسات علمية شامخة لا يمكن رميها بالكلام او الحجارة فكيف يتم النقد ومن هو الناقد الذي لا يعلم ان خريجو هذه الجامعات يزيدون عن (20000) عشرون ألف طالب وطالبة جلهم من المسؤولين وأصحاب القرار في الدولة الأردنية، فمنهم الوزراء والمدراء التربويين والمديرين العاميين في الدولة ومنهم رؤساء جامعات او عمداء في الجامعات والكليات ومنهم القادة العسكريون والأمنيون ومنهم الأطباء والممرضون ومنهم الاساتذة والمستشارون ومنهم مدراء المصانع والشركات المنتجون وهؤلاء يحملون مختلف الدرجات العلمية والتخصصات الأكاديمية من هذه الجامعات السودانية.


فهل سأل الناقد نفسه من انتقد وهل سأل الناقد نفسه أين هو من هؤلاء الاشخاص ومواقعهم ومناصبهم في الدولة الاردنية وهل سأل نفسه عن القرارات والاجراءات التي يقومون بها خير قيام وينفذون اعمالهم خير تنفيذ وهم مميزون في مواقعهم فهل هو مصيب في نقده أم أنه اخطأ بحق هؤلاء جميعا وليس بحق الجامعات التي خرجتهم فقط والسؤال الذي طرح نفسه مباشرة خلال هذه السطور اين هؤلاء المسؤولين من الرد عن حقوقهم وسمعتهم وسمعة جامعاتهم التي يحملون درجاتها العلمية فلهم الحق في الرد وعليهم الحق وعليهم الملامة في عدم الرد والتوضيح.


وأنا الآن بصفتي ممثلاً للجامعات السودانية في الاردن ومن واجبي ومن حقي الدفاع عن هذه الجامعات والمؤسسات العلمية العريقة وتبيان الحقيقة للجميع في الاردن والسودان.


وأبدأ كلامي حول الثانوية العامة في السودان حيث أنها تخضع لأشد المعايير والضوابط الإدارية والإجرائية ويتم عقدها بظروف رقابية وأمنية مشددة في كافة أرجاء السودان ومساحته الكبيرة في شتى المدن والولايات ولم يسبق أن حدث أية حالات من الغش أو الفوضى بين أوساط الطلبة السودانيين نظراً لشدة القوانين وتنفيذها بحق كل من تسول له نفسه بالغش أو الفوضى خلال الامتحان وهذا ما وقع به الطلبة الاردنيون لعدم معرفتهم بالضوابط والاجراءات الرقابية المصاحبة للامتحان فكانت هذه مشكلتهم الخاصة ولم تعم السودان وتم ضبطهم وحرمانهم من الامتحان فلماذا ننتقد الشهادة السودانية دون وجه حق وبدون دليل أو مصدر موثوق عن الحالة التي حصلت وعن الاجراءات التي تم اتخاذها حيال ذلك.


فالشهادة السودانية هي خط أحمر وهي قضية أمن قومي ووطني للسودان لأنها أكبر ثروة يعتمد عليها السودان في بناء العلم والمعرفة وهي مصدر العلم والعلماء وهي أساس الفكر والثقافة في السودان ومسألة اعتماد الشهادة السودانية هي مسألة سيادية للسودان ولا يمكن المساس بها من أي شخص كان أو أي دولة كانت شقيقة أو صديقة.


أما عن الجامعات السودانية وبالتفصيل حيث بدأت بعضها قبل عام 1900 ميلادي وكانت وما زالت ترتبط بأقوى الجامعات البريطانية ومنها قد تأسس عام 1902 ميلادي وفي عام 1912 كان هناك معاهد للدراسات العليا الماجستير والدكتوراه وقد وصل عدد الجامعات السودانية حتى الان ما يزيد عن (40) جامعة حكومية وخاصة وهي تنفذ برامج اكاديمية دولية الاعتماد ودرجات علمية مكتملة لكافة الشروط والمعايير الدولية وللعلم فإن الارتباط الاردني مع الجامعات السودانية بلغ أشده خلال فترة العمل في برامج التعليم عن بعد مع الجامعات المعتمدة لهذه البرامج وقد زاد عدد الخريجيين منها الى (17) الف طالب وطالبة .


ومنذ عام 2010 اصبح الطلب على الدرجات العليا الماجستير والدكتوراه أكثر أهمية نظراً للشروط والتعليمات الاردنية التي أعفت الطلبة من الاقامة لدرجة الماجستير والدكتوراه حيث وصل عدد الطلبة المسجلين ما يزيد عن (3000) طالب وطالبة في مختلف الجامعات ولكن من باب التوضيح وتبيان الحقيقة فان قبول الطلبة يخضع للشروط الاردنية والسودانية الصادرة عن وزارة التعليم العالي في البلدين الشقيقين ولا يمكن التجاهل أو التغاضي عن أي شرط من هذه الشروط فلا يمكن قبول الطالب منذ البداية قبل خضوع كافة مستنداته الدراسية للفحص أو التصديق والمعادلة في السودان ومن ثم المعادلة في الاردن للشهادة الصادرة عن تلك الجامعة ويتم توثيق كافة وثائق الطالب التي يتقدم بها للقبول أو الشهادة التي يحصل عليها من الجامعة من وزارة التعليم العالي في البلدين ووزارة الخارجية في البلدين وسفارة الاردن في السودان وسفارة السودان في الاردن ووزارة التربية والتعليم في البلدين حيث لا يقبل الطالب الا بعد المعادلة للثانوية العامة في السودان الشقيق.


وهذا ما اقتضى التنويه له لعامة الناس والقراء والمسؤولين في شتى مواقعهم لدى المؤسسات التعليمية في الأردن والسودان الشقيق متمنياً لبلدينا دوام الأمن والأمان.

قال تعالى

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾
( سورة الحجرات)



الدكتور ناصر المعايطة

ممثل الجامعات السودانية في الاردن




لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 26851
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم