25-04-2016 03:33 PM
بقلم :
على الرغم من وصف السياسة الايرانية، من قبل بعض المراقبين ، بأنها سياسة ذكية في تعاملها مع الغرب ، الا انني ارى انها اخفقت في تعاملها مع محيطها العربي ، وخاصة المملكة العربية السعودية ، فاذا كان هم ايران منذ الاطاحة بنظام الشاه محمد رضى بهلوي، تصدير ثورتها خارج حدودها ، كما فعلت مع العراق ، بعد سقوط نظامه السابق ، على اثر الغزو الامريكي ، الا انها سوف تظل عاجزة عن تحقيق مآربها وحلمها ، في اقطار عربية معينة ، كالسعودية والاردن ومصر الى آخر القائمة ، فخسرتها كدول جوار ، وخسرتها كدول اسلامية شقيقة ، وهذا يدل دلالة واضحة على تخبط السياسة الايرانية ازاء محيطها العربي .
الظروف وحدها اوجدت لايران موقع قدم في العراق، ساعدها على ذلك العامل المذهبي ، واوجدت لها موقع قدم آخر في سوريا بعد استنجاد بشار الاسد بها ، عندما ترنح نظامه واوشك على السقوط ، طبعا من مدخل تقاطع المصالح ، في حين ان الشعب السوري ان لم يكن كله فغالبيته العظمى ، لا يطيق نظام الولي الفقيه ، ولا يقبل بتواجده على ارضه وترابه الوطني ، على نفس الدرجة من الكره لنظام بشار الدموي .
ايران بتدخلها في الشؤون الداخلية للشعب العراقي ، اججت الصراع الطائفي والمذهبي ، الذي لم نكن نعرفه او نسمع به من قبل ، مثل هذه التدخلات السافرة مرفوضة على المستويين الرسمي والشعبي العربي ، الأمر الذي تجاهلته السلطات الايرانية ، وراحت العلاقات العربية الايرانية تتردى وتتراجع يوما بعد يوم ، سيما بعد ان ارسلت قوات عسكرية ومليشيات ومقاتلين واسلحة الى سوريا دعما لنظام بشار الاسد .
المملكة العربية السعودية اضحت تشعر بالخطر القادم من ايران ، وذلك بعد تدخل الأخيرة في شؤون مواطنين سعوديين يدينون بالمذهب الجعفري او الشيعي ، وراحت تحرضهم على التمرد والعصيان بل القيام باعمال تخريبية ، ما دفع الحكومة السعودية الى نصح هؤلاء ومحاورتهم بالتي هي احسن ، فمن سلك منهم سبيل الرشاد ، حفظ نفسه وعاش في امن وسلام ، أما الزمرة التي انحرفت عن جادة الصواب ، ونأت بنفسها عن مصلحة البلد وامنه واستقراره ، لقيت الجزاء العادل الذي تستحقه ، ومنهم رجل الدين الشيعي (نمر النمر ) الذي تجاوز الحدود المسموح بها في السعودية وفي غير السعودية، خطاباته وانتقاداته كادت ان تثير فتنة ، على ضوء افكاره وسلوكياته المشبوهة ، مستقويا بنظام الولي الفقيه ، فلم يكن من بدّ لإعدامه ليكون عبرة لغيره .
ايران من جانبها اقامت الدنيا ولم تقعدها ، وهو في حقيقة الأمر مواطن سعودي الجنسية ، فقامت بالاعتداء على المقار الدبلوماسية السعودية في طهران وغيرها ، خلافا للاعراف والبروتوكولات الدبلوماسية الدولية ، وراحت تهدد وتتوعد !!
الآن ايران تحاول التحرش بالسعودية ، بمختلف الوسائل التي لا تخفى على أحد ،كما هو الحال في اليمن ، ولا يتسع المجال في الخوض في تفاصيلها .
في هذا السياق ،وعلى صعيد متصل ، ايران تدرك جيدا أن المملكة العربية السعودية ليست باللقمة السائغة ، ولا بالدولة الضعيفة التي ترتعد فرائصها من التهديدات او التحرشات ، كما تدرك ايضا انها لن تكون وحدها في هذا الصراع ، فالعرب كل العرب انظمة وشعوبا يقفون الى جانب السعودية ، ولن يسمحوا للمخططات الظلامية ان تمر لا على السعودية ولا على غيرها من الاقطار العربية ، فسياسة الولي الفقيه الخرقاء ، أخفقت في التعامل مع السعودية وكسب ودّها ، على اساس من الاحترام المتبادل ، وحسن الجوار ، وعدم التدخل في شؤون الدولة الأخرى ، فخسرت العرب كل العرب ، الا فئات مذهبية معروفة ليس لها وزن يذكر .
بالأمس القريب في مؤتمر دول التعاون الاسلامي الذي عُقد في تركيا ، كان واضحا ان ايران باتت منبوذة ، بسبب مواقفها الغريبة المتشنجة ، وبسبب تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى ، وهذه صفعة أخرى تتلقاها السياسة الإيرانية .
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا