حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31676

دهاليز حرف ( السين ) !!

دهاليز حرف ( السين ) !!

دهاليز حرف ( السين ) !!

16-04-2016 10:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد
لعل فقدان الثقة والاطمئنان المتبادل بين المكونات السياسية في الوطن طوال السنوات الماضية .. قد أدى إلى عدم الانسجام بين السلطتين - التشريعية والتنفيذية - والتي وقع على عاتقها النهوض بمقدرات الدولة ، فكان الأداء هشَّاً لا يقوى على النهوض بأي مفصل أو قطاع ، ولم يقدم أي إبداعٍ متنام يمكن الإشارة له ، مما انعكس على واقع الخدمات على الأرض وجعل أحلام التغيير والتطوير بعيدة المنال ، بل وصارت – اليوم- مراكزُ القوى وكل الأطرافِ .. تتهم بعضها البعض بالسرقات ، حتى أصبح الجميع بنظر الشعب "حراميهْ" ، فضاعت " الطاسهْ " والحقيقهْ ، وضاعَ الشعبُ في كذبةِ ودوامةِ محاربةِ الفسادْ .

المفهومُ عند الناس أن يكون لديهم برلمان يشعر نوابه بحجم المسؤولية الملقاة على أكتافهم .. وذلكَ في ظِلِّ الأزماتِ والمحنِ المتوقعةِ منه والمفاجئهْ ، والمفهوم عند الناس – أيضاً - أن تكون لديهم حكومة تشعر بحجم المسؤوليةِ .. لا أن تتباكى صباحَ مساءَ مُلقيةً فشلها الذريع على البرلمان والإرهاب والموازنة وعدم تعاون الدول المانحة وصندوق النقد الدولي ، فما بين الحكومةِ والبرلمانِ .. ضاعت مصالحُ الناسِ وتبددتْ ، وأصبح من العسير على المواطن أن يميز ويفرز الجهة التي تعرقل مصالحه ، بل انه وصل إلى قناعاتٍ بِأن الجميع - حكومةً وبرلماناً وديمقراطيةً - اجتمعوا على أن يحوّلوه إلى مواطنٍ منكوبٍ ومنهوبٍ ومحبطٍ ومشوشْ .

لقد دارت عجلة الحكومة والبرلمان دورتها خلال الأربع سنوات الماضية .. من دون أن يمتلك أحدهم أية رغبةٍ بِتصحيح الأخطاء ، أو وقف الانتهاكات مهما اختلفت مصادرها وصورها ، ولم نسمع ونشاهد سوى حوارات سخيفة سطحيةٍ ، واهتماماتٍ هامشية لا عمق فيها ولا قيمهْ ، والطامة المفجعةُ بأن البرلمانَ نسيَ أو تناسى .. أن يكون الصوتَ والذي ينطق ويعبر بإسم الشعب ، ويثابر في تسريع التشريعات .. التي تهم قضايا المواطنِ الملحَّةْ .

المضحكُ والمبكي – اليوم- ما نشاهده من بعض الأبطال تحت القبةِ من تمثيليات ساذجة مكشوفة .. يظنون أنهم يستطيعون خداعَ الشعب بها.. وهم يحتضرون في غرفة الإنعاش البرلمانيّْ ، هؤلاء الذينَ فقدوا الحياءَ .. وامتهنوا الرياءَ ، وتصلبت ضمائرهم وتخشبت ، ولم تعد تشعر بألم الجياع والمعوزين والمظلومين ، هؤلاء .. عودونا على لعبة النفاق والخداع والكذب ، حتى أصبحت أقوالهم وتصريحاتهم مملةً .. تدعو إلى الضجر والسخرية والمسخرة ، تصريحاتٌ صحفيةٌ مستهلكةٌ إعلامياً ، واستعراضاتٌ هزليَّةٌ على خشبة المسرح السياسي ، تمثل فقاعاتٍ إعلاميةٍ سرعان ما تتبخر وتختفي ، فاليومَ .. نراهم يخرجون من سباتهم وكأنهم تذكروا الآنَ بِأن هناك مصالحٌ عامةٌ يجب الدفاع عنها ، نراهم يعزفون على النغمةِ دون أن يتحركوا بالعمل المباشر ، يبحثون عن البقاء في دائرة الضوء ، كلُّ هذا .. بتصريحاتٍ إعلاميةٍ ليس لها رصيد فعلي ، وإنما تدخل في متاهات دهاليز حرف (السين) : سنحاسب ، سنعمل ، سنقرر ، سنفعل ، سنتخذ ، سنصدر ، والغرض من هذه التصريحاتِ .. امتصاص المناخ السياسي وغضب ناخبيهم ، ولأهداف تصب في مصالحهم قبل المصلحة الوطنية ، أو للترويج والدعاية لأنفسهم وأطماعهم الدنيئة ، كلُّ ذلكَ لتكونَ مصلحة المواطن في آخر سلم الأولويات .. بعدَ أنْ تدخل في جوِّ الزمنِ الفضائي أو الوهميّْ ، ويبقى حرفُ ( السين ) مجهولُ الهوية والإقامهْ .

" وإنْ فاتِ الفوتْ.. ما بينفعْ الصُّوتْ "


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 31676
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم