حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21824

البيروقراطية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة في وطني.

البيروقراطية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة في وطني.

البيروقراطية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة في وطني.

13-02-2016 09:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.مالك محمد جمال بني عطا
قبل أكثر من عشرين عاما استمعت الى محاضرة من أحد رجالات الدولة في وطني وكان يشغل منصب وزير التربية آنذاك وكان عنوانها محاربة البيروقراطية في المكاتب . وكنت حديث التعيين في وزارة التربية والتعليم . في منطقة غور الصافي في جنوب الاردن وتزامن تعييني هناك مع قبولي في برنامج الماجستير في جامعة اليرموك. فاستبشرت خيرا في هذا الوزير وذهبت لمقابلته في مكتبه بعدها بعدة أيام وطلبت منه ان يساعدني في النقل الى أي مكان أستطيع من خلاله الالتحاق بالجامعة في اربد وقلت له انقلني الى عمان او المفرق او اربد او الزرقاء او جرش ..المهم ان أتمكن من الالتحاق ببرنامج الماجستير . فقال لي معاليه : لا أستطيع نقلك ولم يكترث بموضوعي .فذكرته بمحاضرته عن البيروقراطية وأن تعامله معي بيروقراطي . فزادت عصبيته ولم يستجب لطلبي . ومع مرور الأيام والسنين كانت البيروقراطية عنوانا لجميع مؤسساتنا الحكومية ودوائرنا وأجهزتنا المختلفة . بل هي صفة ملازمة لكل مسؤول .
ولم يقف الأمر عند دوائرنا ومؤسساتنا الحكومية بل وجدت أن أحزاب المعارضة في وطني والتي انخرطت فيها لأكثر من عقدين من الزمن تعاني من نفس الأزمة . وأن قيادات الأحزاب لا تستمع الا إلى صدى صوتها ولا تتقبل الرأي الآخر . ولا تسمح لأي قرار إذا لم يتماش مع مصالحها ووجهات نظرها .
ومن المفارقة أننا نجد الأحزاب تكيل بالاتهامات على الحكومة وتقول الانتخابات مزورة ولا يوجد ديمقراطية وأنها زائفة وأن حرية التعبير معدومة وأن سقف الحرية منخفض جدا ..ولست بصدد تأكيد ذلك أو نفيه ..ولكن من خلال تجربتي الحزبية وجدت أن فاقد الشيء لا يعطيه . وأن أحزابنا بحاجة إلى الديمقراطية في داخلها قبل أن تعيب على الآخرين . فكانت الانتخابات الداخلية للأحزاب عبارة عن كولسات ومؤامرات واقصاء للآخر الذي يحمل وجهة نظر مخالفة أو غير موال لشخص المسؤول في الحزب . تأتي القيادات وتجتمع مع القواعد الحزبية لمشاورتهم في أمر ما كالمشاركة في الانتخابات النيابية مثلا ..فتستقر القواعد على رأي معين . فنتفاجأ بأن القيادة قد اتخذت القرار الذي يتوافق مع مصالحها وعلاقاتها وأن رأي القواعد الحزبية لا أهمية له .كما نلاحظ أن تقلد المناصب في الأحزاب أشبه ما يكون في تقلد المناصب الحكومية . فقد أصبح وراثة وأنه لا يصلح للقيادة إلا نفر قليل . فنجد أن الأخوة والأقارب يتوارثون قيادات الأحزاب والآباء إذا خرجوا من الحزب يورثون مقعدهم لأبنائهم .
ما زلت لا أفهم كيف يتم التوافق بين البيروقراطية والديمقراطية في وقت واحد . أم أنها أصبحت سلعة أو وسيلة نستخدم أيا منها حسب الحاجة . أو نخلط بينهما فيخرج لنا بيروديمقراط.
كم أنت حزين يا وطني . لا المسؤول يراعي فيك ذمة ولا المعارض ينصفك . .كم نحن بحاجة إلى الديمقراطية الحقيقية وإلى تقبل الرأي والرأي الآخر . متى يمكن لأحزابنا الموقرة أن تعتمد منهجية واقعية لاستقطاب الشباب واقناعهم بجدوى الانخراط في الحزبية ؟ متى تكون معارضتنا واقعية منطلقة من حب الوطن والحرص على مصالحه والسعي نخو الأفضل ؟ متى نركز على الايجابيات كما نركز على السلبيات ؟
متى يكون الوطن أولى أولوياتنا . ومتى ينتصر الوطن على الأنا؟
أدعو الله تعالى أن يخلصنا من البيروقراطية وأصحابها . وأن يمن علينا بمن يحرص على مصالح الوطن والمواطنين والحفاظ على حقوقهم . دون التفكير بالمكاسب والجمع بين المنصب والتجارة..


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21824
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم