حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17436

دورة حياة الشباب الأردني

دورة حياة الشباب الأردني

دورة حياة الشباب الأردني

11-02-2016 09:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : معتز غازي العطين
كيف تبنى المجتمعات وتتطور وتتقدم ؟؟ سؤال تعمل من اجله الامم لتنهض وتنمو وتحدث تنمية مستدامة وان الإجابة الحقيقية والأكثر اتفاقا عليها هي بِنَاء الانسان وبناء الانسان يتطلب بناء فكري وعقلي وتربوي وشبابي وطني حقيقي يبدأ منذ مراحل الدراسة الاولى …

في وطني للاسف تدرك ان الجواب على هذا السؤال يقول ان نستمر في الحديث عن التقدم والنهضة والشباب بالقشور ونتناسى لُب الإجابة او العمل وخاصة في المؤتمرات والخطابات والخطط الاستراتيجية …

وحقيقة ذلك مؤلم وخاصة على الشباب حيث ان القارىء جيدا لوضعهم والمتتبع جيدا يدرك ان الشباب منذ البدء في المرحلة الدراسية الإعدادية يعيش حياة طالب عادي لا يجد ادنى درجات الدعم للابداع ولا يجد ما قد يرفد عقله ويغذيه بتفكير سليم .

ففي المدارس يرتكز التعليم على التلقين التلقين لا غير فلا يغير في طريقة التفكير ولا يعزز مفهوم المواطنة الصالحة ولا مفهوم احترام الاخر او تقبله ولا حتى ينمي الروح الانسانية من خلال الفن والموسيقى والتى تساعد الانسان على الشعور بإنسانيته ولا حتى نشاطات لامنهجية تنمي العقول وتخلق فرقا فيها ، حتى يصل الى مرحلة الثانوية ونتيجة الضغط الحاصل فيها قد ويؤثر ذلك على نفسيته فيخرج في كثير من الأحيان شابا غير متزن وغير سليم بسبب مرحلة طويلة من الضغوطات .

وما ان ينتهي الشباب من المرحلة المدرسية حتى ينتقل الى الجامعة فتستمر مسيرة التلقين التعليمي دون وجود اي تشجيع او حتى قوانين قد تشجع على العمل اللامنهجي فتجد قوانين قد تحرمهم من ممارسة دورهم الشبابي في العمل الطلابي والوطني فتجدهم يعيشون حالة قلق من الانخراط في العمل الحزبي او العمل الشبابي المتزن فلا يصقل شخصية وطنية متزنة ذات تفكير حر ضمن ثوابت وطنية ومواطنة سليمة .

فيخرج الشباب من الجامعات دون أدنى درجات المعرفة الفكرية او الثقافية او الوطنية الصحية ولا حتى الانسانية التى قد ترفد الوطن بخبرته فينصدم بالواقع و يتحسر على فترة الجامعه المنقوصة من العمل الشبابي فيتجه الى مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الشبابية ولكن للاسف ايضا هذه المؤسسات استمرت في استغلال الشباب وتفريغ عقولهم من العمل الوطني الشبابي واختزلتها في العمل التطوعي مثل دهان الارصفة وتنظيف الشوارع والحشد للاحتفاليات والتقاط الصور هنا وهناك.

وكأن الشباب يكمن دورهم الوحيد هنا ونسيت ان الشباب هم عماد الأمة وبناتها وان الشباب هم موارد الدول التي لا تنضب وان بناء الانسان والشباب لا يكون فقط في العمل التطوعي بل ببناء فكري ديمقراطي تنموي حقيقي يرتكز على مفاهيم المواطنة الصالحة والتنوع والتعددية التي اعتقد ان غالبية الشباب لا يعرفون عنها الا القشور متناسين بذلك ان شباب اليوم هم قادة الغد.

ولكن كيف لك ان تقطف الثمر والشجر تنقصه تغذية و ري فلا دعم ولا تشجيع ولا اشراك في صناعة مستقبله ولكنه يبقى الهدف الاسمى في كلام المسؤولين ورؤساء الحكومات ومراكز صنع القرار في الدولة كملح زائدا في الكلام والعبارات الرنانه .

عن اي شباب تتحدثون ……؟ عن اي بناء وتمكين تتحدثون…..؟ ونحن في وطن ترى مؤسساته ايضا ان الدور الشبابي لا يتجاوز كلام ومنشيت اخباري ………لا ترى الشباب الا في الاحتفالات كرصيد جماهري ………لا ترى الشباب الا كما اسلفت في تنظيف الشوارع ودهان الارصفة واقامة فعاليات قد تكون في اغلبها لا ترقى لادنى درجات التمنية الفكرية ..
على الرغم ان الشباب يشكل ما نسبته 67% من الشعب الاردني الا انه للاسف لا يشكل ولا حتى 1% كعنصر اساسي في صناعة مستقبله كنت قد تحدثت سابقا عن الثالوث المقلق للشباب ومدى خطره على الدولة حيث ان هذه النسبة من الشباب الاردني قد تشكل دفعا حيويا وحقيقيا للتنمية الوطنية……. او قد تشكل تراجعا فكريا وتنمويا او حتى دمار وهلاك او نزلاقهم الى الفكر الظلامي اذ لم يتم حقيقةً رعاية الشباب واحداث قفزات نوعية في طريقة التعامل معهم ورفد طاقاتهم ودعمهم .

على الدولة ان تدرك ان هنالك فجوة كبيرة بين الشباب ومراكز صنع القرار ولا يمكن سد هذه الفجوة الا من خلال إيجاد إطار شبابي مستقل ينمي ويغذي ويطور ويصنع قيادات شبابية وطنية حقيقية تدرك دورها جيدا ويعالج تشوهات المراحل السابقة فتخلق حالة شبابية واعية صادقة تدفع عجلة التنمية بأسلوب حداثي تقدمي وطني …

وللحديث بقية ….


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17436
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم