حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 50686

رسالة لكل معلم ومعلمة في وطني

رسالة لكل معلم ومعلمة في وطني

رسالة لكل معلم ومعلمة في وطني

06-02-2016 09:37 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
المعلم زهرة تحترق لتنير الدرب للآخرين ، وما من أحد في المجتمع تبوأ موقعاً علميا ، أو وظيفيا، أو تقنياً ، أو برع في جانب من جوانب الحياة المختلفة والمتنوعة إلا وللمعلم فضل ويد عليه ، فالطبيب البارع ثمرة لجهد معلم مخلص زرع فيه حب الخير والعلم والمعرفة ، والقاضي العادل النزيه ثمرة من ثمرات المعلم غرس في نفسه حب العدالة والحق ونصرة المظلوم ، والمهندس المبدع صنيعة من صنائع المعلم الذي أهداه خلاصة خبرته في صناعة الإبداع والتفوق ، والعالم الذي يحاضر عن العلم ودوره في الحياة تخرج على يد معلم يحترق ليعلم غيره .
ولا يوجد في الحياة أسمى من العلم ، ولا يوجد في الحياة من هو أنبل من المعلم ، فرسالته رسالة الأنبياء التي لا تعدلها كنوز الدنيا ، فسلام على المعلم الذي يصنع الحياة بفكره وعلمه ، وسلام على من يبني العقول ويرعاها بمداد قلمه وعلمه ، وسلام على المعلم الذي يحمل هم وطنه يتسابق إلى ذلك كل صباح يفكر كيف يرى وطنه بخير وسلام ؟ وسلام على المعلم الذي يطلب الخير لوطنه قبل طلبه متاع الدنيا وزخرفها ، وسلام على المعلم الذي يعطي عطاء من ينتظر الأجر والثواب من الله ، وسلام على من تستغفر الحيتان له في بحرها ، والطير في جوها ، كل ذلك تكريماً لمن يعلم الناس الخير .
من أجل هذا أقول إن التعليم رسالة أسمى من المال ، ومن المناصب ، ومن الوظائف ، فالوظيفة تكليف لا تشريف ، وهي مشقة وجهد وتعب لا لذة فيه ، لكن التعليم حلاوة في النفس والروح والقلب ، من أجل هذا أقول حين تحول بعض المعلمين إلى طلاب مال فقدوا أكثر مما كسبوا ، فكم من شخص حرص على المال وحصل عليه ، ولم ينل السعادة وبقي يعيش حياة الأشقياء ، ومن يتعلم العلم خير ممن يملك المال والوظيفة ، فطلب العلم عبادة ، وتعليمه عبادة ومعروف .
إن رسالة المعلم هي رسالة بناء الإنسان الذي كرمه الله على هذه الأرض ، وهذه الرسالة لا يقوم بها إلا صفوة الناس وخيارهم ، ولا ينهض بها إلا من عرف طريق العلم ، فمن أراد الله به الخير علمه ما ينفعه ، فخرج به عن الجهل ، ونفعه بما علمه فخرج به عن الظلم ، فأصل كل خير العلم والعدل ، وأصل كل شر الجهل والظلم ، وإن شرف المعلم يكون في قناعته بسمو ما يقوم به ، ومن سمت نفسه علت همته ، ومن لم يدرك هذا المعنى بقي فقيرا ولو ملك الدنيا بحذافيرها .
وقد فكرت ملياً في نصيحة أقدمها للمعلمين والمعلمات في هذا الظرف الدقيق من حياة وطننا وأمتنا ، فوجدت من المناسب أن أذكرهم بسمو رسالتهم ، وبالدور المناط بهم ، وأن المطلوب منهم أن ينهضوا بواجبهم على طريق الأنبياء والمصلحين الذين جعلوا صلاح الإنسان هدفهم بعيدا عن حسابات الربح والخسارة ، وأن بضاعتهم لا تقدر بثمن ، وقد استخف بالعلم وأهله من وزنه بدرهم أو دينار " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " وقد قال علي بن أبي طالب : "العلم خير من المال ، العلم يحرسك ، وأنت تحرص المال ، المال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو بالإنفاق " قائلاً لكل معلم ومعلمة في وطني : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 50686
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم